1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المصريون في ألمانيا بين التأييد والتحفظ علي إقصاء مرسي

صلاح سليمان- ميونيخ٥ يوليو ٢٠١٣

يعيش المصريون في ألمانيا لحظات عصيبة وهم يتابعون التغيرات السريعة والمتلاحقة التي تجري في بلادهم ،بعد أن حسم الجيش نذر الحرب الأهلية التي كادت أن تندلع في البلاد، بعد أن عمت المظاهرات المليونية ميادين مصر المختلفة.

Ägyptischen Demonstrationen in München 1 Ort und Datum :München 2013 zugeliefert von: Salah Soliman Copyright : DW/S. Soliman
Mlitärputsch in Ägyptenصورة من: DW/S. Soliman

بتدخل الجيش وعزل الرئيس المصري محمد مرسي انتهى حكم الأخوان المسلمين في مصر، الذي امتد لمدة عام ، وأثار خلالها جدلاً واسعا بين المصريين حول طريقة حكمهم للبلاد ،وحقيقة ما انجزوه للوطن خلال تلك الفترة .لكن مخاوف المصريين داخل مصر وخارجها تتزايد حول مستقبل الديمقراطية في بلادهم بعد عودة الجيش إلى صدارة المشهد من جديد، ففي ألمانيا طغت أحداث مصر بشكل واسع علي الجالية المصرية المقيمة بشكل دائم فيها ،وأصبح هم الوطن وتداعيات ما يحدث فيه بعد مظاهرات الثلاثين من يونيو، هم مشترك اقتحم حياتهم ،وتصدر كل نقاشاتهم وحواراتهم ، وساهمت في ذلك بشكل كبير شبكات التواصل الاجتماعي التي خصصوها لتبادل الآراء السياسية حول ما يحدث في أرض الوطن .

انقلاب أم ثورة
يعرف المصريون في ألمانيا أدق التفاصيل في الأحداث التي تجري في وطنهم، فهم متابعون جيدون لكل الأخبار الواردة من مصر ،وهم من اكثر الجاليات التي تتفاعل مع ما يدور داخل أرض الوطن من أحداث وصراعات ، ففي كل مراحل الثورة المصرية نزلوا إلى ميادين المدن الألمانية الكبيرة مثل برلين وميونيخ وفرانكفورت رافعين الشعارات المؤيدة للديمقراطية، والمساندة لحقوق الشعب المصري في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية . ظل المصريون في ألمانيا يتبنون الرأي الواحد حول ثورتهم إلى أن استلم الرئيس مرسي مقاليد السلطة فبدأت بوادر الانقسام تشق الصف المصري ،وتوارت مطالب الثورة، وحلت محلها أولويات جديدة تمثلت في الأخونة والتمكين فزاد الصراع اشتعالا وزادت هوة الانقسام .

حسن إسماعيل:"أنا لا أدافع عن الإخوان ،فأنا لست إخوانيا ،لكن التغير يجب أن يكون ديمقراطيا وليس بالإقصاء والعزل"صورة من: DW/S. Soliman

انقسم المصريون في ألمانيا كما انقسموا في مصر بشأن الأحداث الأخيرة ففي الوقت الذي يري فيه البعض أن ما حدث هو انقلاب عسكري صريح يري البعض الآخر أنها خطوة ضرورية وتلبية لمطالب الشعب في وضع حد لمعاناة الناس التي ازدادت بشكل كبير في ظل حكم الإخوان .

رأي المصريين في الخارج حول شرعية العزل

01:56

This browser does not support the video element.

يري حسن إسماعيل مصري مهاجر في ألمانيا منذ عشرين عاما أن ما حدث في مصر هو انقلاب صريح علي حكومة شرعية ويقول:" إن ما حدث قد تم في إطار الثورة المضادة التي تمكنت أخيرا من إعادة الحكم العسكري"، ويضيف إسماعيل :"أنا لا أدافع عن الإخوان ،فأنا لست إخوانيا ،لكن التغير يجب أن يكون ديمقراطيا وليس بالإقصاء والعزل" ، من جهة أخري هو يعتقد أن الدولة العميقة قد استأسدت بمؤسساتها الآن وهذا قد مكنها من وأد التجربة الديمقراطية في ظل هذا الانقلاب العسكري ، لكنه يعود إلى صياغة رأيه من جديد عندما اذكره بأن 33 مليون خرجوا في كل محافظات مصر رافضين حكم الإخوان ،فيقول:" لا شك أن الإخوان ارتكبوا الكثير من الأخطاء التي ساعدت في الإطاحة بهم ، لكن من جهة أخرى ليس لدي ثقة في التحول الديمقراطي عندما يكون العسكر في المشهد، وأنا أريد أن أقول أن كل ديمقراطيات العالم ورائها جيوش ولكن عليك أن تميز أي جيوش ؟ هل هي جيوش تحمي الديمقراطية والشرعية ؟ أم هي جيوش تحكم من وراء ستار باسم الديمقراطية ؟وهذا هو الذي أتخوف منه في مصر".

الأخوان فشلوا في تحقيق مطالب ثورة 25 يناير

ينشط المصريون في ألمانيا خاصة قطاع الشباب منهم في إبداء آرائهم حول ما يحدث في بلدهم خاصة علي مواقع التواصل الاجتماعي بشكل حر ،وهم يتبادلون الرأي في كل ما يدور من تطورات في أحداث بلادهم، توجهت بسؤال إلى احد هؤلاء الناشطين مصطفي حافظ وسألته عن رأيه في إزاحة مرسي فقال:" لقد ظل الإخوان المسلمين يواصلون نشاطهم طيلة ثمانين عاما من اجل الوصول إلى سدة الحكم ،وعندما نجحوا في ذلك ارتكبوا الكثير من الأخطاء من خلال سن قوانين هزلية ، ولم يتخلصوا من أركان النظام القديم بل حافظوا عليه بشكل غير مباشر ،وتخلوا عن تحقيق أهداف الثورة من حرية وعيش وعدالة اجتماعية ، ثم انفردوا بالحكم وعزلوا شباب الثورة والقوى السياسية الأخري، ولم يتمكنوا من تحقيق أبسط متطلبات الحياة اليومية للمواطن البسيط ،وتفاقمت الأزمات اليومية مع الماء والكهرباء والقمامة، وغاب الأمن،وارتفعت الأسعار مما دفع المواطنين للثورة ضدهم واسترداد السلطة أو الشرعية التي منحها إياهم .أما عن إقصاء الرئيس مرسي فيقول حافظ إن "كنت أرفضةُ جملة وتفصيلا يبقى فقط مقبولا في حالة عدم فهم الرئيس لمفهوم الشرعية التي فقدها بخروج الشعب عليه ،ليس فقط يوم ٣٠ يونيو، ولكن يوم أن رفض شعب مصر في مدن القناة الاستجابة لقرار مرسى بتطبيق حالة الطوارئ ويوم اعتداء الأخوان بطريقة وحشية على معارضي الرئيس السابق أمام قصر الاتحادية". يعتقد مصطفي حافظ كذلك أن فلول النظام السابق ومؤيديه الذين استفادوا من فساد النظام السابق لن يستسلموا بسهولة وسيحاولون الانقضاض على الحكم والثورة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، فقد يختبأ الذئب في فرو خروف، أو في بدلة عسكرية. ويقول إذا اختفت مشكلة الكهرباء والمياه والأمن بشكل سريع في المرحلة القادمة فعلي الفطناء أن يتأكدوا من أن دولة الفلول العميقة تعمل بكفاءة منقطعة النظير. وفي النهاية يوجه رسالة إلى الإخوان والجماعات الدينية ويقول فشلكم الذريع أساء لكم ولنا وللتجربة الديموقراطية في مصر. ستحتاجون مائة عام للعودة إلى حلبة السياسة المصرية من جديد.

مصطفى حافظ: "فلول النظام السابق ومؤيديه الذين استفادوا من فساد النظام السابق لن يستسلموا بسهولة وسيحاولون الانقضاض على الحكم والثورة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا "صورة من: DW/S. Soliman
Mlitärputsch in Ägyptenصورة من: DW/S. Soliman

هل تتغلب مصر علي الانشقاق وتبدأ طريق الإصلاح

لا شك في أن فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي قسمت الشعب المصري إلى قسمين، فهو لم يتمكن من إحداث التوافق بين فئات المجتمع المصري ،وظل أسير فكر جماعة الإخوان المسلمين مما عرضه لانتقادات واسعة من قبل معارضيه علي أنه يعمل علي أخونه الدولة المصرية ،وفي هذا السياق يقول المهاجر المصري داود احمد:" إن الرئيس مرسي لم ينجح في لم شمل المصريين، وكان خطابه الأخير دموي دعا فيه إلى العنف مما زاد من حدة معارضيه"ـ وهو يري كذلك أن ما حدث ليس انقلابا عسكريا بل هو انحياز من الجيش إلى صف الشعب ،فلم يكن هناك خيار آخر، فمصر كانت علي شفا حرب أهلية إذ أن مرسي قال في خطابه انه لن يبرح مكانه إلا علي جثته وهذا ما دفع بالجيش إلى سرعة إقصائه ، ويضيف قائلا :" انه لا يجب إقصاء الإخوان بل علي العكس يجب دعوتهم من جديد للمشاركة في مرحلة بناء مصر المستقبل" .

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW