1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المطربون في إيران: مصائب بالجملة ومهنة لا تطعم خبزا

بامداد إسماعيلي/ ف. ي١٩ مايو ٢٠١٣

منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران والساحة الغنائية تعيش حالة من الصعود والهبوط. الموسيقى كانت محظورة لفترات، واليوم تحظى بشعبية أكثر من أي وقت مضى، لكن العديد من الموسيقيين يضطرون للمشي على خيط رفيع بين النقد والرقابة.

Titel: Musik Festival Schlagworte: Musik Festival im Teheran, Iran. Size: Relaunch-Master (quer) Stichwörter: Musik Festival, Iran Rechteeinräumung: lizenzfrei, IRNA
صورة من: IRNA

الانتخابات الرئاسية التي أجريت قبل أربع سنوات في إيران والاحتجاجات التي تبعتها، مازالت ماثلة أمام أعين الكثيرين. آنذاك انتشرت الأغاني التي واكبت ما يسمى بـ "الحركة الخضراء" كالنار في الهشيم. ونشر المطربونسواء داخل إيران أوخارجهاأغانٍ جديدة بشكل شبه يومي على شبكة الانترنت.الموسيقي الإيراني المنحدر من بابول الواقعة شمال إيران، آريا أرمانيجادهو واحد من هؤلاء. أغنيته "علي بارخيز"، التي نشرها في عام 2009خلال الاحتفالاتالدينيةبعاشوراء، كانت مأساوية بالنسبة له.

في مقطع الفيديو يغني آريا أرمانيجاد: "ما هي الخطيئة التي ارتكبها الشعب؟كل ما نريده هو الحرية؟" ويعرض في الفيديو صوراللاشتباكات الدامية بين الميليشياتوالمتظاهرين. ويطلب في الأغنية من الإمام علي "الوقوف" وفعل شيء ما. ونتيجة لذلك، سيق الموسيقيإلى السجن عدة مرات، وتعرض للعديد من الأعمال الانتقامية. ولم يطلق سراحه إلا في بداية عام 2013.

قمع الموسيقيين

آريا أرمانيجاد ليس حالة فردية. هناك مثلا مطرب إيراني آخر،أصبح بين ليلة وضحاها ذا شهرةعالمية، إنه الفنان الذي يقيم في مدينة كولونيا الألمانية شاهين نجفي. أغنيته "ناغي" التي أطلقها في عام 2012 تسببت بضجة كبيرة، لأنالقادة الدينيين في إيران يزعمون بأنه أهان الإمام علي فيها.

المطرب الإيراني شاهين نجفيصورة من: DW/Ahadi

وصدرت بحقهأربع فتاوى من مختلف آيات الله في إيران. فتاوى تهدر دمه وتبيحلكل مسلم في العالم قتل شاهين نجفي.

ورصد أحد المواقع الشيعية على الانترنت مكافأة قدرها 100000 دولار لمن يقتله. اضطر شاهين نجفي إلى الاختباء لعدة أشهر، وحصل على حماية من الشرطة خوفا على حياته. ولكن حتى قبل ذلك، عندما كان يعيش في إيران، كان الوضع ليس سهلا بالنسبة له، كما يقول نجفي: "المغني الذي يريد أن يظهر في إيران، عليه أن يصعد على خشبة المسرح وكأنه قطعة من الخشب الميت. عليهألا يتحرك وألا يتفاعل مع الموسيقى"، يشكو المطرب البالغ من العمر 32 عاما.

بيد أن نجفي لم يقبل بذلك وأراد أن يتحرك على خشبة المسرح مثل الفنانين الغربيين. "لماذا يمكن لمطربين مثل بوب ديلان أوفرقة ميتاليكا الاستمتاع بصعودهم على المسرح، أما نحن فلا يمكننا ذلك؟" يتساءل شاهين نجفي. رفض أن يخضع لذلك، وهكذا اقتحمت الميليشيات إحدى حفلاته غير المرخصةفي سبتمبر/ أيلول2004. ورُفعت دعوى ضدنجفي، ولكنه هرب قبل بدء المحاكمة بقليلإلى تركيا. وقبل ثماني سنوات، تقدم شاهين نجفي بطلب الحصول على اللجوء السياسي في ألمانيا.

حظر شبه كامل للموسيقى في إيران

لا يعانيجميعالمطربين مثل ما عانى شاهين نجفي. المطربون "القانونيون" يكون عملهم أسهل قليلا. فما يقوم به هؤلاء عادة هو إعادة غناء الأغاني التقليدية. وطالما أن الموسيقى والغناء لا تخالفان أفكار ما يسمى بوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، فإن الحصول على ترخيص لإنتاج الألبوم يبدو مضمونا. أما مطربو البوب فأمورهم تختلف، لأنهميعملون مع الكثير من العناصر الغربية، والحكومة تراقبهم بصرامة. فلا يسمح للنصوص أن تنتقد الإسلام أو النظام الحاكم، وكذلك لا يجوز أن يكون اللحن حديثا جدا أوغربيا.

المطربون التقليديون لا يعانون من ذات الصعوبات.صورة من: MEHR

وفي الحفلات يكون الرقص محظورا وكذلك التصفيق. ولهذا السبب يلجأ العديد من المطربين في إيران للعمل بطريقة غير قانونية ونشر أغانيهم دون ترخيص. مغني البوب ​​علي رضابولوري يلعبلعبة التخفي هذه مع السلطات منذ أكثر من عشر سنوات: "على الرغم من أننا نسير في الإطار القانوني لدولة إسلامية، إلا أن كثيرين منا لا يمكنهم إحياء حفلات عامة"، يقول المغني الطهراني ذي الـ37 سنة. ولذلك وبدلا من الغناء على المسارح الكبيرة يضطر بولوري لإحياء حفلات الزفاف أو احتفالات الشركات، حتى يتمكن من تغطية نفقاته.

الحفلات الخارجيةتربط الجمهور والفنانين

ولكن، ومن أجل كسب ما يكفي من المال لتغطية تصوير الفيديوهاتالمكلفة وإنتاج الألبومات الموسيقية، تطورت في السنوات الأخيرة سوق هائلة؛ إنها السوق الخارجية. وبات الفنانون الذين لديهم علاقات بالغرب يظهرون على نحو متزايد في أوروبا أو الولايات المتحدة، ومن بينهم علي رضا بولوري الذي أحيا حفلا في مدينة بون الألمانية في مارس/ آذار2013 بمناسبة رأس السنة الفارسية، وهو بالمناسبة أول حفل أوروبي له.

ومن ناحية أخرى، تزايدت في السنوات الأخيرة ظاهرة تنظيم إيرانيين يعيشون في المنفى حفلات فنيةللأثرياءالإيرانيين.ولا يتم تنظيم الحفلات في إيران، وإنما في البلدان المجاورة. دبيوتركيا وكردستان العراق باتت مسرحالحفلات البوب ​​الإيراني التي يغني فيهانجوم شعبيون مثل "غوغوش" و"إيبي" و"داريوش"، ويأتي جمهورهم من إيران مسافرا خصيصا للاستمتاع بغناء مطربيه المحبوبين.

مشكلة كبيرة: غياب حقوقالملكية الفكرية في إيران

وهناكمشكلة أخرى يعاني منها الفنانون الإيرانيون: قرصنة الألبومات الموسيقية ونسخها بطريقة غير قانونية. في إيرانلا توجدقوانين تنظم حقوق الملكية الفكرية. ولذلك فمن السهل نسخ الأغاني دون أي عناء أو تكلفة ونشرها على الشبكة العنكبوتية. وهذا مايضع الموسيقيين هناك أمام صعوبات مالية حقيقية، كما يقول سياماك خاهاني، عازف الكمان في فرقة البوب ​​الإيرانية"اريان".

القرصنة الإلكترونية في إيران ربما تكون الأكبر من نوعها في العالمصورة من: Mehr

ويضيف قائلا: "في الماضي لم يكن ذلك ملحوظا، وحققتألبوماتناأرقام مبيعاتقياسيةفي إيران... ولكن تلك الأيام قد ولت، رغم أننا ما زلنا في نفس الفرقة ونصنع ذات الموسيقى".سياماك خاهانييأمل أن يتم قريبا سن قانونينظم حقوق الملكية الفكريةفي إيران، يضمن للموسيقيين العيش من فنهم. "جميعنا مضطرون للعمل في وظائف أخرى. الموسيقى لايمكن أن تكون أكثر من هواية بالنسبة لنا".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW