المعارضة الألمانية تطالب بتوريد مقاتلات يوروفايتر للسعودية
٢٧ ديسمبر ٢٠٢٣
طالب سياسي بارز في الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض، حزب المستشارة السابقة ميركل، الحكومة الألمانية بالتخلي عن عرقلة توريد مقاتلات يوروفايتر للسعودية، مؤكدا أن التعاون مع السعودية يعد من المصالح الاستراتيجية لألمانيا.
إعلان
في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال روديريش كيزيفتر، المختص بشؤون السياسية الخارجية في الحزب المسيحي الديمقراطي، حزب المستشارة السابقة أنغيلا ميركل، الذي يقود المعارضة في ألمانيا، إنه يجب على الحكومة الألمانية السماح بتوريد مقاتلات يوروفايتر إلى السعودية.
وأكد كيزيفتر أن هذا التغيير في المسار ضروري لأسباب "منها أيضا منع انحراف السعودية عن المعسكر الغربي وانضمامها إلى الصين على سبيل المثال".
وأعرب السياسي المحافظ عن اعتقاده بأن الرقم القياسي الجديد الذي حققته صادرات الأسلحة الألمانية في هذا العام يجب أن يكون حافزا لتعزيز سياسة التسلح وفقا للمصالح الألمانية المتعلقة بالسياسة الأمنية.
تجدر الإشارة إلى أن فاتورة الأسلحة التي سمحت حكومة المستشار الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس بتصديرها في العام الحالي حققت رقما قياسيا غير مسبوق من قبل حيث تجاوزت 11,7 مليار يورو.
وطالب كيزيفتر نتيجة لهذا بتعزيز توريدات الأسلحة ومعدات التسلح إلى دول من خارج الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) إذا كان هذا في مصلحة السياسة الأمنية لألمانيا.
وذكر السياسي المعارض الذي يمثل الحزب المسيحي في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، أمثلة على ذلك بدول شريكة مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا.
وأكد كيزيفتر أن التعاون مع السعودية يعد من المصالح الاستراتيجية لألمانيا، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق باستقرار العلاقات بين السعودية وإسرائيل حيث كان يوجد تقارب ملحوظ بين الدولتين قبل الحرب على غزة، وتابع أن الأمر يتعلق أيضا بالاحتياطات الكبيرة التي تمتلكها السعودية من الغاز والنفط.
وأضاف قائلا إن "هذه الاحتياطات سيتواصل الاعتماد عليها لفترة طويلة، ولهذا السبب ينبغي علينا أن نورد مقاتلات يوروفايتر إلى السعودية بنفس القدر الذي ينبغي علينا به أن ندعم الرغبة البريطانية في توريد هذه المقاتلات إلى أوكرانيا، وهذا الأمر يمنعه ديوان المستشارية حتى الآن لأسباب غير مفهومة بالنسبة لي".
يذكر أن توريد الأسلحة الألمانية إلى السعودية يعد مثار جدل داخل ألمانيا بسبب وضع حقوق الإنسان في المملكة، خصوصا بعد مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، وبسبب تدخل القوة العسكرية الناشئة في صراعات إقليمية.
وتعتبر مقاتلات يوروفايتر مشروعا أوروبيا مشتركا تشارك فيه ألمانيا ومن ثم فإنها تمتلك حق النقض في وقف قرارات بتصدير هذه المقاتلات.
ف.ي/أ.ح (د ب ا)
في صور: الطائرات الحربية الألمانية ـ جدل لا ينتهي
لم تكن ألمانيا موفقة دائما في صفقات اقتناء الطائرات الحربية. وتسعى وزارة الدفاع الألمانية الآن لشراء طائرات عسكرية أمريكية لحل هذه المشكلة. ولكن الخلافات اندلعت مجددا بين المعنيين بهذا الملف.
صورة من: picture-alliance/dpa/Luftwaffe
البحث عن بديل لتورنادو
منذ أربعين عاماً يستخدم الجيش الألماني المقاتلة "تورنادو"، وهي مقاتلة متعددة المهام وجاهزة لاستخدامات متخصصة في الوقت نفسه. مثل هذه المقاتلات لديها القدرة على رصد وحدات الرادار المعادية، كما أنها تساعد القوات بفضل قدرتها على حمل الأسلحة النووية الأمريكية المخزنة في ألمانيا. ولكن أجَل استعمال هذه الطائرات سينتهي على أقصى تقدير اعتباراً من عام 2030.
صورة من: picture-alliance/dpa/Luftwaffe
نموذج أوروبي؟
يسعى الشركاء الآخرون لألمانيا في حلف الناتو للتخلص من مقاتلات تورنادو بحلول عام 2024. غير أن ألمانيا تفضل الاحتفاظ بالمقاتلة لمدة أطول، لكنها تريد اعتباراً من 2025 البدء في استبدال بعضها. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو البديل المناسب؟ الساسة الألمان يفضلون إيجاد حل أوروبي مثل المقاتلة "يوروفايتر".
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/N. Economou
ألمانيا لن تستغني عن التكنولوجيا الأمريكية
تعمل المقاتلة "يوروفايتر" ضمن أسطول السلاح الجوي الألماني بالفعل. وتخطط وزيرة الدفاع الألمانية لاستبدال مقاتلات تورنادو بثلاثة وتسعين مقاتلة من طراز يوروفايتر. غير أن الخيار الأوروبي لا يكفي الوزيرة أنغريت كرامب كارنباور، فهي تريد أيضاً شراء 45 مقاتلة من طراز إف-18 الأمريكية من انتاج شركة "بوينغ"، وتصف هذه الطائرة الحربية التي بدأ انتاجها عام 1970 بأنها تمثل "تقنية لمرحلة عبور ".
صورة من: picture.alliance/Günther Ortmann
التأهب لحرب نووية محتملة!
أثيرت من جديد مسألة التسلح النووي. وزارة الدفاع الألمانية أكدت أن حصول المقاتلة الأمريكية إف-18 على الاعتمادات الرسمية المطلوبة من الهيئات الأمريكية سيكون أسرع بكثير من يوروفايتر. لكن شركة إيرباص المنتجة ليوروفايتر على قناعة بحصولها على شهادة الاعتماد الخاصة بالقدرة على حمل أسلحة نووية بحلول 2030.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Matthews
جدل جديد حول المظلة النووية لألمانيا
هنا في القاعدة العسكرية الأمريكية بوشل بولاية راينلاند- بفالتس يتم على الأرجح تخزين أسلحة نووية أمريكية. ورغم الاحتجاجات، إلا أن وزارة الدفاع الألمانية لا تريد التخلي عن المظلة النووية الأمريكية، ففي حالة الطوارئ سيتعين على الطيارين الألمان نقل هذه الأسلحة النووية إلى هدفها. مثل هذه المشاركة تسمح لألمانيا أن تلعب دوراً مؤثراً في الخطط النووية لحلف الناتو، إلا ان الأصوات المنتقدة تتعالى.
صورة من: Getty Images/T. Lohnes
تنافس أوروبي أمريكي
الخلاف على شراء المقاتلات الحربية الأمريكية له تاريخ طويل في الجيش الألماني. فبعد فترة وجيزة من تأسيسه في 1955، كانت هناك نقاشات حادة حول إمكانية شراء مقاتلات أمريكية أو الاستعانة بنموذج أوروبي مشترك مع الفرنسيين. وزير الدفاع في ذلك الوقت فرانس جوزيف شتراوس (يقف في الصورة عام 1961 على متن طائرة حربية إيطالية من طراز فياتG91) كان يفضل التعاون مع فرنسا.
صورة من: picture-alliance/AP
اقتناء غير موفق للمقاتلة "ستارفايت"
في نهاية الأمر حصلت قيادات في قوات الطيران بالجيش الألماني على نموذجها المفضل وهو المقاتلة الأمريكية ستارفايتر من انتاج شركة لوكهيد. غير أن هذه المقاتلة ثبت لاحقاً أنها مليئة بالأعطال، حيث وقعت العديد من الحوادث في الفترة بين 1962 و1984. وعلى الرغم من عدم مشاركة هذه المقاتلة في أي عمليات حربية، إلا أن حوادث تحطمها أسفرت عن مقتل أكثر من مائة طيار ألماني.
صورة من: imago/StockTrek Images/T. Ziegenthaler
المقاتلة الألمانية الفرنسية "الفا جيت"
جاء التعاون الألماني الفرنسي بعد ذلك بفترة، حيث طور الجانبان المقاتلة "ألفا جيت" التي تعرضت بسرعة لانتقادات بسبب تكاليفها الهائلة وعيوبها الفنية. ورغم ذلك استخدمها الجيش الألماني في الفترة مما بين 1979 وبداية التسعينات.
صورة من: picture-alliance/dpa
المحاولة التالية: المقاتلة ييغر 90
طورت ألمانيا بالتعاون مع بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا المطاردة ييغر 90 في 1983. لكن المطالب بأداء مهام إضافية والتأخير في الإنتاج جعل من ييغر 90 أكبر عملية تسليح مكلفة في تاريخ الدولة الألمانية. فقد كلفت الطائرة الواحدة حوالي 33 مليون يورو.
صورة من: Imago Images
المقاتلة يوروفايتر ..بديل لكنه أعلى كلفة
بعد سنوات من التأخير بدأت في أبريل/ نيسان 2004 مرحلة التطوير الجديد لمقاتلة يوروفايتر. وبدلاً من 33 مليون يورو للمقاتلة الواحدة وصلت التكلفة إلى 93.5 مليون يورو، وانخفض العدد من إجمالي لـ250 طائرة إلى 140 طائرة فقط، حربية من هذا النوع كان الجيش الألماني يريد استخدامها. أما فرنسا ففضلت الاعتماد على مقاتلاتها من طراز رافال من انتاج شركة داسو.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
جيل جديد يحل المشاكل المتراكمة؟
تسعى ألمانيا وإسبانيا وفرنسا إلى تطوير جيل جديد من المقاتلات تحت مسمي Future Combat Air System (FCAS) حتى عام 2040. الشركتان المتنافستان داسو وإيرباص ستشاركان معاً في تطوير هذه المقاتلات، لكن حتى الآن لا يتوفر سوى اتفاق إطاري ومخططات على الورق. الشيء المؤكد هو أن هذا المشروع سيكون بدوره باهظ التكلفة. إعداد: أندرياس نول/ س.ح