1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المعارضة الألمانية في مهب ريح السياسة الأمريكية

تجد المعارضة الألمانية المحافظة اليوم نفسها بين مطرقة تأييد التدخل العسكري الأمريكي المحتمل ضد إيران، وسندان معارضة التدخل وبالتالي تعريض مصداقيتها للخطر نظرا لتأييدها القوي للحرب على العراق.

أنجيلا ميركل وادموند شتويبر زعيما المعارضةصورة من: AP

تسببت تصريحات الرئيس الأمريكي بوش المتعلقة بالسياسة الأمريكية حيال إيران في إثارة زوبعة داخل معسكر الحزب المسيحي الديموقراطي المعارض في ألمانيا. فما زال موقف الحزب المؤيد للحرب على العراق ماثل في الأذهان، وهو الموقف الذي أدت تبعاته إلى خسارة الإنتخابات المركزية عام 2002. واليوم يقف الحزب أمام سؤال صعب حول رد الفعل المناسب على التصريحات الأمريكية.

رهان خاسرفي السابق

انجيلا ميركيل في طريقها الى البيت الابيضصورة من: AP

في الفترة التي سبقت الحرب على العراق اتبع الحزب المسيحي الديمقراطي سياسة مؤيدة للموقف الأمريكي الداعي لشن الحرب، منطلقاً من تعويله الشديد على التحالف بين ضفتي الأطلنطي. وبرر الحزي سياسته بمدى أهمية التعاون الأورووبي الأمريكي لحفظ الإستقرار العالمي، متهماً التحالف الحاكم الرافض للحرب بممارسة سياسة خطيرة قد تلحق الأضرار بالعلاقة الإستراتيجية مع الحليف الأمريكي. ومع تصاعد حمى الإنتخابات الألمانية القى الحزب بثقله وراء تأييد الحرب آملاً في جمع أكبر عدد من الأصوات. وصلت هذه السياسة إلى ذروتها مع زيارة رئيسة الحزب "انجيلا ميركل" إلى أمريكا ومقابلتها للرئيس بوش وتعبيرها عن تأييد الحزب الكامل للسياسة الأمريكية.

وعلى خلاف ذلك تمسك التحالف الحاكم، والمكون من الحزب الإشتراكي الديموقراطي وحزب الخضر، بموقفه الرافض للحرب لعدم مشروعيتها. وأسفرت الإنتخابات عن هزيمة الحزب المسيحي الديموقراطي وبقاء التحالف في الحكم، الأمر الذي عكس المزاج الشعبي الألماني.

مأزق سياسي في الحاضر

يقف الحزب المسيحي الديموقراطي أمام مأزق على خلفية تجدد احتمال وقوع حرب جديدة على ايران، فهو إن أيد الحرب خسر الكثير من الأصوات في الإنتخابات القادمة عام 2006، وإن قرر معارضة الحرب فسيخسر مصداقيته أمام الناخبين، وذلك لتشابه أسباب الحرب في الحالتين. فلقد أعلنت السيدة ميركل في مؤتمر الحزب الأخير في مدينة كيل بأن الحزب بصدد تكوين لجنة تبحث في التحديات المستجدة على الساحة الدولية، بحيث تكون وظيفة اللجنة هي البحث عن إجابة على الأسئلة الملحة التي تتعلق بدور ألمانيا على الساحة الأوروبية وعلى الساحة الدولية. وأكدت في نفس الوقت على أن السياسة الدفاعية والخارجية الألمانية ستكون على قائمة نشاط الحزب للعام القادم.

فولفغانغ شويبله، رئيس الحزب السابقصورة من: AP

ويظهر الحرص الشديد في تصريحات فولفجانج شويبله نائب رئيسة الحزب والمسؤول عن السياسات الامنية للحزب على عدم اعطاء انطباع بان موقف الحزب في السابق كان خاطئا. ففي حديث له مع جريدة "شتاد أنتسايجه" قال شويبله أن الإدارة الأمريكية تعي جيداً ما يشكله الخيار العسكري من خطورة على استقرار المنطقة، الا أنه اضاف قائلا: " يجب علينا حشد جميع قوانا لحل أزمة سعي إيران للحصول على أسلحة نووية بكل الوسائل السلمية المتاحة. أمر كهذا لن يتم سوى بمزيج من الديبلوماسية والتهديد، لذلك فبدون التعاون الوثيق بين أوروبا وأمريكا لن نصل إلى شئ".

أصوات معارضه داخل الحزب

ميركل وشتوبير، زعيما المعارضه المحافظة في ألمانياصورة من: AP

من ناحية أخرى تتصاعد أصوات من الحزب تنادي بأخذ التهديد الأمريكي بشكل جدي. فوكيل وزارة الدفاع للشؤون البرلمانية السابق "فيلي فيمر" يترقب ما ستسفر عنه اللجنة الجديدة التي ينوي الحزب تشكيلها بهذا الخصوص، حيث قال في هذا السياق: "من يهدد اليوم سيطلق النار غداً". ويذكر أن "فيلي فيمر" كان أبرز صوت في أقلية قليلة داخل الحزب المسيحي الديموقراطي عارضت بشكل علني اتجاه الحزب المؤيد للحرب على العراق. وبرر معارضته لإتجاه الحزب بأنه لن يلاقى صدى على المستوى الشعبي لإفتقاده إلى روح النقد واتباعه الأعمى للسياسة الأمركية. ولقد بادر بتحذير الحزب، في حالة اتضاح جدية التهديدات الأمريكية، من الإنسياق وراء موقف مشابه للحرب على العراق، لإن تلك الحرب بينت بشكل لا يدع مجالاً للشك صعوبة تبرير أعمال عسكرية بحجم شن حرب دون أسباب قوية ومدعومة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW