بعد اعتداء أنقرة الذي أودى بحياة نحو 100 شخص وإصابة أكثر من 500، كثفت المعارضة التركية ضغوطها على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وصفه متظاهرون "بالقاتل"، في حين قالت قوات الأمن إنها ضبطت متفجرات في جنوب شرقي البلاد.
إعلان
كثفت المعارضة التركية المؤدية للأكراد حملتها ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تتهمه بالوقوف وراء اعتداء أنقرة الأكثر دموية في تاريخ البلاد، قبل ثلاثة أسابيع فقط من موعد الانتخابات التشريعية المبكرة. وكتب زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد صلاح الدين دميرتاش على تويتر أمس الأحد "الدولة هاجمت الشعب والتعازي يجب أن توجه إلى الشعب التركي وليس إلى أردوغان".
وتجمع أكثر من عشرة آلاف شخص في ساحة قريبة من مكان الاعتداء في أنقرة الأحد تلبية لنداء الحركات التي دعت إلى "المسيرة من أجل السلام". وردد المتظاهرون هتافات انتقدوا فيها أردوغان وحكومته اللذين تعمدا عدم ضمان أمن تجمع السبت بحسب المعارضة.
وهتف المتظاهرون الذين أحاطت بهم قوات الأمن "أردوغان قاتل" و"الدولة ستدفع الثمن". وصرح دميرتاش "قلوبنا تدمى لكننا لن نتحرك بدافع الانتقام أو الحقد". ودعا دميرتاش المعارضين إلى المشاركة في الانتخابات التشريعية المبكرة وقال "نحن بانتظار الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر"، موعد الاقتراع "لأننا سنبدأ العمل لإطاحة الديكتاتور".
وكان انفجاران قويان نسبتهما السلطات إلى انتحاريين اثنين، هزا صباح السبت محيط محطة القطارات الرئيسية في أنقرة حيث توافد آلاف الناشطين من كل أنحاء تركيا بدعوة من النقابات ومنظمات غير حكومية وأحزاب اليسار للتجمع تنديداً بتجدد النزاع بين أنقرة والمتمردين الأكراد.
ومنذ أسابيع تصاعد التوتر بين السلطة وحزب الشعوب الديمقراطي وأججته رهانات الانتخابات وأعمال العنف في جنوب شرقي البلاد حيث الغالبية الكردية. ويندد أردوغان بشدة بالحزب المقرب من الأكراد المتهم بـ"التواطؤ" مع حزب العمال الكردستاني. وأشارت الصحف المؤيدة لأردوغان أمس الأحد إلى مسؤولية المتمردين الأكراد في اعتداء السبت. في المقابل تتهم المعارضة أردوغان بصب الزيت على النار في النزاع الكردي بأمل استمالة الناخبين القوميين.
وفي آخر حصيلة للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء التركي بلغ عدد القتلى في الاعتداء 97 قتيلاً و507 جرحى. وبين هؤلاء الجرحى لا يزال 160 في المستشفيات منهم 65 في العناية الفائقة. وقال حزب الشعوب الديمقراطي من جهته إن الحصيلة بلغت 128 قتيلاً.
من ناحية أخرى قالت وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمية اليوم الاثنين (12 تشرين الأول/ أكتوبر) إن قوات الدرك أثناء قيامها بدوريات تفتيش في إحدى قرى محافظة شرناق في إطار مكافحة تنظيم حزب العمال الكردستاني، عثرت على عبوات ناسفة مصنوعة يدوياً ولغمين وست أسطوانات غاز وأنابيب حديدية مليئة بالمتفجرات و570 كيلوغرام من نترات الصوديوم، إضافة للعديد من المستلزمات لإعداد متفجرات. وتم التخلص من المتفجرات بإشراف خبراء المتفجرات في الجيش التركي.
وفي وقت لاحق نقلت قناة سي.إن.إن ترك عن وزير الداخلية التركي سلامي ألتينوك قوله إن بلاده تتخذ مزيداً من الإجراءات الاحتياطية بعد أن استخلصت دروساً من الهجوم الذي شهدته أنقرة يوم السبت وكان الأسوأ من نوعه في تاريخ البلاد.
ع.ج/ع.غ (أ ف ب، د ب أ)
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .