المعارضة الجزائرية تحذر السلطة من الالتفاف على مطالب الشعب
٢ مارس ٢٠١٩
حذرت المعارضة السلطات من مغبة الالتفاف على مطالب الشعب في التغيير العميق لنظام الحكم. إلى ذلك تقدم 3 رؤساء أحزاب بطلبات ترشحهم للانتخابات الرئاسية، التي خرجت تظاهرة في ليون الفرنسية احتجاجاً على نية بوتفليقة الترشح لها.
إعلان
هل يشارك الجيش الجزائري في إخماد الاحتجاجات كما حصل في سوريا؟
01:07
حذرت أحزاب وشخصيات وطنية معارضة، اليوم السبت (الثاني من آذار/مارس 2019)، السلطة من الالتفاف على مطالب الشعب في التغيير العميق لنظام الحكم في الجزائر، داعية الجيش إلى حماية المواطنين في الدفاع عن حقوقهم الأصلية والاستجابة المسؤولة لمطالبهم. وحمّل البيان التشاوري الثاني لمجموعة أحزاب معارضة وشخصيات وطنية ونشطاء سياسيين، السلطة المسؤولية التاريخية من مخاطر عدم الاستجابة لمطالب الشعب الذي انتزع حقوقه الدستورية وخاصة الحق في التظاهر ورفض سياسات الأمر الواقع. وباركت المعارضة ما سمته "اتساع المسعى الشعبي في دعوته للتعبير السلمي الذي تقوده إرادة الشعب مجسدة في مختلف فئاته وشرائحه والدعوة لاستمراره حتى تتحقق مطالبه".
إلى ذلك، أعلنت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عن دعمها لما وصفته "الحراك السلمي الوطني الشامل العظيم" في البلاد، ودعت القائمين على الشأن الوطني إلى الإصغاء إلى رسالة الشعب جيدا، والتفاعل معها بجد وإيجابية، بدل الإجابات القديمة.
رؤساء أحزاب يتقدمون بطلباتهم
وعلى صعيد العملية الانتخابية، أودع 3 رؤساء أحزاب، اليوم السبت، ملفات ترشحهم لدى المجلس الدستوري في الجزائر، استعدادا للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 18 نيسان/ أبريل المقبل. ويتعلق الأمر بكل من عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني، وعبد العزيز بلعيد، رئيس حزب جبهة المستقبل، وعدول محفوظ، رئيس حزب النصر الوطني.
وكان علي زغدود، رئيس حزب التجمع الجزائري، وعبد الحكيم حمادي، الطبيب المختص في صناعة الأدوية، أول من أودع ملف الترشح للانتخابات الرئاسية أمس الأول الخميس.
بالمقابل، قرر حزب العمال اليساري الذي تتزعمه لويزة حنون، مقاطعة الاستحقاق الرئاسي، ليسير على نفس نهج حزب جبهة القوى الاشتراكية أقدم حزب معارض في الجزائر. وتنتهي غدا الأحد، المهلة الدستورية لإيداع ملفات الترشح لانتخابات الرئاسة.
حصري لـ DW عربية.. مشاهد طريفة من مظاهرات الجزائر
01:51
This browser does not support the video element.
تظاهرة في ليون الفرنسية ضد ترشيح بوتفليقة
وعلى الصعيد نفسه، تظاهر نحو 200 شخص بعد ظهر اليوم السبت قرب القنصلية الجزائرية في ليون بوسط شرق فرنسا، للاحتجاج على نية الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الترشح لولاية خامسة. وأبقت قوات الأمن المحتجين على مسافة 20 متراً من القنصلية. وردد المحتجون النشيد الوطني الجزائري وأهازيج وطنية وشعارات تطالب بـ "رحيل" النظام فيما دعا أحد الخطباء الجزائريين إلى "دخول التاريخ". ورفع محتجون شعارات بالفرنسية منها "الشعب غاضب جداً، حانت ساعة الرحيل، ارحل" أو "بغضب وشجاعة، نقول للنظام ارحل".
ومن المقرر تنظيم احتجاجات مماثلة غدا الأحد في باريس ومرسيليا (جنوب شرق) وتولوز (جنوب غرب) ورين (غرب).
أكثر من 180 مصاب في مظاهرات الجمعة
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية اليوم السبت عن وزارة الصحة قولها إن العدد الإجمالي للمصابين خلال الاحتجاجات التي جرت في أنحاء البلاد أمس الجمعة بلغ 183 مصاباً. وكانت أغلب الاحتجاجات سلمية إلا أن اشتباكات بين الشرطة ومحتجين نشبت في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة قرب القصر الرئاسي في العاصمة. لكن الهدوء ساد العاصمة اليوم.
والجدير ذكره أنه جرى اليوم تشييع جنازة حسان بن خدة، أول ضحايا المسيرات المناوئة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وقد حضر مختلف رؤساء أحزاب المعارضة الجزائرية الجنازة لتقديم التعازي لعائلة الفقيد، ومنهم رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، ورئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله. إلى ذلك، توجه وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، للمستشفى لتعزية أهل الفقيد.
خ.س/ع.ج (أ ف ب، دب أ، رويترز)
حراك الجزائر ـ الاحتجاجات تدخل مخاض "جمعة الحسم"
منذ لحظة الإعلان عن ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، والأحداث تتسارع، بدءاً من الاحتجاجات إلى التسريبات السلبية عن الرئيس الحالي ومعسكره، ما يجعل الأيام المقبلة حاسمة في الحراك الشعبي ضد الحكومة.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
شعلة الاحتجاجات
بعد إعلان ترشحه لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 نيسان/ أبريل 2019، أنهى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بذلك شهوراً من التكهنات حول إعادة ترشحه لولاية جديدة. وكان لهذا الإعلان وقع الصدمة في الجزائر، ما خلق حالة غليان، بدأ إفتراضياً على مواقع التواصل الاجتماعي ثم انتقل إلى احتجاجات ميدانية عارمة رافضة.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
من العالم الافتراضي
انطلقت الاحتجاجات في الجزائر ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة في بادئ الأمر عبر دعوات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى دعوات أخرى أطلقتها حركة "مواطنة" وحركات وأحزاب المعارضة الرافضة لإعادة انتخابه. وتشهد العاصمة الجزائرية ومدن أخرى منذ الجمعة الماضي تظاهر الآلاف من الجزائريين، أغلبهم من الشباب.
صورة من: Twitter/JohnHanaDahli
"لا للعهدة الخامسة"
عبر المتظاهرون في الجزائر عن رفضهم ترشح بوتقليفة لولاية خامسة من خلال ترديد شعارات مختلفة، أبرزها "لا للعهدة الخامسة" وأخرى مثل"لا بوتفليقة لا السعيد" في إشارة الى شقيقه السعيد بوتفليقة الذي يتم الحديث عنه كخليفة للرئيس. وكذلك "بوتفليقة إرحل" و"أويحيى إرحل" إضافة الى أغان معارضة للحكومة يرددها عادة المشجعون في الملاعب.
صورة من: picture-alliance/F. Batiche
سلمية الاحتجاجات
تتسم الاحتجاجات الحالية، التي تعد الأكبر منذ تولي الرئيس الحالي، عبد العزيز بوتفليقة سدة الحكم عام 1999، بالسلمية وسط انتشار أمني غير مسبوق. كما انتشر رجال الشرطة، وقوات مكافحة الشغب صبيحة اليوم بشكل مكثف، للتمركز في النقاط الأساسية التي من المتوقع أن يصل إليها المحتجون.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Photo/A. Belghoul
صحوة الشعب
يشارك في الاحتجاجات مختلف أطياف المجتمع الجزائري. وشكل الشباب الفئة الأكثر حضوراً في الشارع. كما انضم آلاف الطلبة الجزائريين إلى الاحتجاجات المناهضة لترشح بوتفليقة. وللمرة الأولى في تاريخ الجزائر يشارك صحفيو التلفزيون الرسمي والإذاعة الحكوميتين في احتجاج ضمن موجة المطالب الشعبية المناهضة لترشح بوتفليقة.
صورة من: AFP/R. Kramdi
مرشحون خطفوا الأضواء
يقف أمام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مرشحون آخرون، أمثال الجنرال السابق، علي غديري، وكذلك المرشح الإسلامي عبد السلام مقري، الذي يمثل تيار الإخوان المسلمين. بالإضافة إلى الناشط السياسي رشيد نكاز، الذي خطف الأضواء إثر التفاف حشود من المؤيدين حوله أمام مقر بلدة الجزائر الوسطى، ما دعا الشرطة إلى اجباره على مغادرة المكان.
صورة من: AFP/R. Kramdi
المرشح "الغائب"
عبد العزيز بوتفليقة، الذي سيكمل عامه الثاني والثمانين السبت المقبل، موجود منذ الأسبوع الماضي في جنيف لإجراء فحوصات طبية دورية، حيث يتوقع أن تستغرق إقامته في سويسرا فترة قصيرة بحسب بيان رئاسة الجمهورية. بوتفليقة، الذي تولى الرئاسة منذ عام 1999، لم يظهر علنا إلا نادراً منذ أصيب بجلطة دماغية في عام 2013 أقعدته على كرسي متحرك.
صورة من: Reuters
جمعة "مليونية"
يستعد الجزائريون المعارضون لترشح بوتفليقة لعهدة خامسة للخروج في مسيرات مليونية (الجمعة الأول من آذار/ مارس 2019). ويأتي ذلك استجابة للدعوات التي أطلقها نشطاء شباب عبر فيسبوك، ينادون بمليونية، قبل يومين من انتهاء عملية سحب استمارات الترشح من جانب الراغبين في خوض الانتخابات الرئاسية في نيسان/إبريل المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Belghoul
تسريبات محرجة
في ظل الاحتجاجات، ظهر تسريبان: الأول خص وثائق سرية لأجهزة الاستخبارات المحلية، نشرتها مجلة "لوبس" الفرنسية وكشفت عن كيفية وصول بوتفليقة إلى موقع الرجل الثاني في النظام الجزائري. أما التسريب الثاني فيعود إلى مكالمة هاتفية بين عبد المالك سلال، مدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة، مع علي حداد، رجل الأعمال المقرّب من النظام، تتضمن جزءاً من خططهما لتجاوز حالة الاحتجاجات (لم يتم تأكيد صحة التسريب رسميا).
صورة من: picture-alliance/abaca/B. Ramzy
يوم حاسم في تاريخ الجزائر
ورغم تواصل الاحتجاجات في الجزائر ضد ترشح بوتفليقة، قال مدير حملته الانتخابية يوم الأربعاء (27 شباط/ فبراير) إن الرئيس سيقدم بشكل رسمي أوراق ترشحه لولاية جديدة في الثالث من مارس/ آذار، أي 15 يوماً قبل الانتخابات. ما قد يوسع من حالة الرفض للعهدة الخامسة ويجعله يوماً حاسماً في مصير البلاد. إعداد: إيمان ملوك