المعارضة السودانية تقبل وساطة رئيس الوزراء الأثيوبي بشروط
٧ يونيو ٢٠١٩
بعد أن دعا رئيس الوزراء الاثيوبي أيي أحمد خلال زيارته للخرطوم الجمعة في إطار وساطة بين المجلس العسكري وحركة الاحتجاج، إلى انتقال ديموقراطي "سريع" في السودان، فيما قالت المعارضة إنها منفتحة على وساطة الزعيم الإثيوبي.
إعلان
زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد للخرطوم الجمعة (السابع من حزيران/ يونيو) ركزت على وساطة بين المجلس العسكري الحاكم وبين قوى الاحتجاج الشعبي في البلاد للتوصل إلى آلية سلمية لانتقال ديمقراطي سريع، حيث أجرى الضيف الأثيوبي لقاءات منفصلة مع قادة العسكر ومع القوى القائدة للاحتجاج الشعبي في البلاد. وقال احمد في بيان "يجب أن يتحلى الجيش والشعب والقوى السياسية بالشجاعة والمسؤولية باتخاذ خطوات سريعة نحو فترة انتقالية ديموقراطية وتوافقية في البلد".
من جانبها، قال تحالف لجماعات المعارضة الرئيسية في السودان ومحتجون اليوم الجمعة إنهم منفتحون على وساطة رئيس الوزراء الإثيوبي بينهم وبين الحكام العسكريين للبلاد وفق شروط معينة. ومن بين مطالب المعارضة أن يتحمل المجلس العسكري الانتقالي الحاكم مسؤولية فض اعتصام يوم الاثنين أسفر عن سقوط قتلى وإجراء تحقيق دولي في الواقعة وإطلاق سراح السجناء السياسيين.
تأتي المبادرة الإثيوبية بعد أسوأ أعمال عنف في السودان منذ أطاح الجيش بالبشير في نيسان/ أبريل بعد أربعة أشهر من الاحتجاجات على حكمه الذي استمر 30 عاما.
واستقبل الفريق شمس الدين كباشي المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد في مطار الخرطوم والذي أجرى فور وصوله أول لقاء مع قادة المجلس العسكري الانتقالي دون الإعلان عن اي تفاصيل بخصوص ملفات الاجتماع.
وفيما بعد عقد أبي أحمد اجتماعا في السفارة الإثيوبية مع تحالف قوى الحرية والتغيير المعارض. وقال مكتب أبي أحمد "عبَّر عن التزام إثيوبيا بتعزيز السلام في المنطقة وأكد أن الوحدة شرط لا غنى عنه لاستعادة السلام في السودان".
في غضون ذلك، قالت مصادر في تحالف قوى الحرية والتغيير المعارض في السودان إن قوات الأمن احتجزت أحد قادته اليوم الجمعة بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الإثيوبي في مقر السفارة الأثيوبية وسط الخرطوم. وكان محمد عصمت ضمن وفد تحالف المعارضة الرئيسي الذي أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد.
يشار إلى أن الاتحاد الأفريقي قد علق أمس الخميس أنشطة السودان لحين تشكيل حكومة مدنية، مما يكثف الضغوط الدولية على القادة العسكريين. وأدانت الأمم المتحدة وبعض الحكومات الغربية سفك الدماء اثناء فك اعتصام أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم.
ح.ع.ح/ع.خ(أ.ف.ب/رويترز)
السودان.. هل انتهى حلم الديمقراطية؟
بعد فشل المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة حول تشكيل حكومة انتقالية في السودان، قام الجيش بفض الاعتصام بالقوة فقتل وجرح العشرات وأعلن المجلس إلغاء كل ما اتفق عليه مع المعارضة. فهل انتهى حلم السودانيين بالديمقراطية؟
صورة من: Reuters/M. Nureldin Abdallah
العنف وسط الخرطوم
مع بزوغ الفجر وساعات الصباح الأولى، اقتحم الجيش وقوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام في العاصمة الخرطوم، حيث يعتصم المحتجون منذ أسابيع. وقد تم استخدام القوة والرصاص الحي ما أدى إلى مقتل وإصابة الكثير من المحتجين، الذين أشعل بعضهم الإطارت محاولين إقامة حواجز لإعاقة فض الاعتصام.
صورة من: Reuters
عشرات القتلى والجرحى
هذه المحتجة لا تزال مستعدة للاعتصام والصمود، رغم هرب أغلب المحتجين من الساحة نتيجة استخدام الجيش وقوات الأمن القوة المفرطة ضدهم. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف يركض الناس في الشوارع محاولين الاختباء وحماية أنفسهم من الرصاص. وحسب مصادر طبية سودانية قتل أكثر من 35 وأصيب مئات آخرون.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
قلق دولي
حاول المعتصمون استخدام كل ما وقع تحت أيديهم، لحماية أنقسهم من هجوم الجيش، الذي انتقد المجتمع الدولي تصرفه بشدة، ودعت ألمانيا وبريطانيا إلى اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في السودان. وردا على ذلك تعهد رئيس المجلس العسكري، الفريق أول عبد الفتاح برهان، بالتحقيق فيما جرى، حسب ما أشارت إليه وسائل إعلام.
صورة من: Reuters
الدعوة إلى انتخابات مبكرة
عبر مؤيدون للمجلس العسكري عن دعمهم له برفع لافتة عليها صورة رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح برهان ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي". بعد فض الاعتصام بشكل دموي، أعلن برهان عن إلغاء كل ما تم الاتفاق عليه مع المعارضة، وإجراء انتخابات خلال تسعة أشهر بإشراف مراقبين إقليميين ودوليين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
تلاشي الأمل بحدوث تغيير سياسي!
رسم الغرافيتي هذا على الجدار، وكلمة "الحرية- Freedeom" يعبر عن تفاؤل وأمل السودانيين بحدوث تغيير سياسي ديمقراطي بعد الإطاحة بالبشير. وكاد أن يتحقق ذلك الأمل، بعد التقارب وتقدم المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة. لكن بعد فض الاعتصام بالقوة ووقوع ضحايا، تلاشى الأمل وتحول إلى أضغاث أحلام.
صورة من: picture-alliance/AA
الاستمرار في الاحتجاج
واصل المحتجون اعتصامهم لأسابيع أمام مقر قيادة الجيش حتى أسقطوا البشير، لكنهم واصلوا اعتصامهم بعد ذلك وقالوا بأنهم لن يبرحوا مكانهم حتى تتحقق كل مطالبهم، لكن الجيش لم يحتمل صمود المعتصمين فقام بتفريقهم بالقوة. وقد برر الجيش ذلك بأنه استهدف "منطقة مجاورة له (مكان الاعتصام) باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين". لكن المعارضة قالت إنها لن تستسلم ودعت إلى إضراب عام وعصيان مدني. إعداد: إنيس آزيله/ ع.ج