أعلن الجيش السوري تمديد سريان الهدنة في حلب وريفها. لكن رئيس وفد المعارضة السورية بمفاوضات السلام قال إن مثل هذه الإجراءات لا تساهم إلا في تعزيز القوات الحكومية. بينما قتلت غارات حكومية عشرة أشخاص في قرية بضواحي إدلب.
إعلان
بدأ صباح اليوم الثلاثاء (العاشر من أيار/ مايو 2016) تمديد لوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة في مدينة حلب بشمال سوريا، حسبما نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن القيادة العامة للجيش السوري. ووأشارت الوكالة إلى "تمديد نظام التهدئة في حلب وريفها لمدة 48 ساعة اعتبارا من الساعة الواحدة صباح يوم الثلاثاء وحتى الساعة 24 من يوم الأربعاء".
وكانت الهدنة، التي لا تشمل تنظيمي "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة، وغيرهما من التنظيمات المدرجة على لائحة الإرهاب الدولية، قد أعلنت في حلب بدءا من الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي من يوم السبت لمدة 72 ساعة.
وانتقد أسعد الزعبي رئيس وفد المعارضة السورية بمفاوضات السلام تمديد هدنة حلب في مقابلة مع شبكة الجزيرة الإخبارية وقال إن مثل هذه الإجراءات لا تساهم إلا في تعزيز القوات الحكومية بإرسال آلاف الجنود من إيران التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد. وقال الزعبي إن الهدنة لم تأت مراعاة لمصالح الشعب السوري.
ومن جانبها قالت بسمة قضماني العضو بالهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية الرئيسية إن المعارضة تأمل العودة لمحادثات السلام في جنيف إذا تم تنفيذ اتفاق أمريكي روسي لإحياء الهدنة المتداعية سريعا. وأضافت في تصريحات لرويترز أنها تأمل أن تجتمع الدول السبع عشرة الداعمة لمحادثات السلام- التي تعرف باسم المجموعة الدولية لدعم سوريا- في 17 من مايو أيار في فيينا. وقالت عبر الهاتف من باريس إنها تأمل أنه بحلول موعد انعقاد الاجتماعات أن يتحقق على الأرض بالفعل تمديد اتفاق وقف الاقتتال بتنفيذ تلك التعهدات.
وكانت الولايات المتحدة وروسيا قد قالتا أمس الاثنين إنهما ستعملان من أجل إحياء الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في فبراير/ شباط والذي ساهم في تراجع حدة القتال لنحو شهرين.
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
9 صورة1 | 9
وحتى الآن تراقب الولايات المتحدة وروسيا اتفاق وقف الاقتتال في سوريا لكن جماعات معارضة سورية اتهمت روسيا بالاشتراك مع القوات الموالية للأسد في مهاجمتهم دون حساب. ولا تشمل الهدنة الجماعات المصنفة باعتبارها "إرهابية".
ومن جانبه أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 10 أشخاص على الأقل - بينهم 3 أطفال- قتلوا وأصيب 12 آخرون مساء أمس الاثنين إثر غارات لطائرات الحكومة السورية على قرية بضواحي إدلب.