المعارضة السورية تتهم النظام بخرق الهدنة والجيش ينفي
٢٧ فبراير ٢٠١٦
تتهم المعارضة السورية نظام الرئيس الأسد بخرق اتفاق الهدنة، الذي دخل منتصف ليلة أمس حيز التنفيذ، وتحذر من أن يؤدي ذلك إلى إحباط جهود الحل السياسي. الجيش السوري من جهته ينفي هذه الاتهامات ويؤكد احترامه لاتفاق الهدنة.
إعلان
طالبت المعارضة السورية، مجلس الأمن بالتصرف تجاه ما وصفتها بالخروقات التي ارتكبتها القوات الحكومية السورية، خلال الساعات الأولى من الهدنة. وقال الائتلاف المعارض في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه اليوم السبت (27 فبراير/شباط 2016) "نظام الأسد خرق هدنة وقف الأعمال العدائية إثر ساعات على بدء سريانها منتصف الليلة السابقة، حيث قصفت قوات النظام ومليشياته 15 منطقة بالرشاشات الثقيلة والمدفعية والبراميل المتفجرة".
وأشار الائتلاف إلى أن خرق "النظام للهدنة شمل دمشق وريفها ودرعا وحلب وحمص وحماة واللاذقية...". وأكد أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني أنس العبدة أن المعارضة المسلحة لا تزال ملتزمة بالهدنة. واعتبر العبدة أن الخروقات الموثقة خلال الساعات الأولى تتعمد إجهاض الهدنة، وإحباط أي مدخل للحل السياسي.
من جهته نفى الجيش السوري الحكومي أي خرق لوقف إطلاق النار، إذ قال مصدر عسكري سوري إن الجيش لم يرتكب أي انتهاكات لاتفاق وقف العمليات القتالية. وعندما سئل المصدر عن تقارير للمعارضة المسلحة عن عمليات للجيش ضدهم في عدة مناطق قال المصدر "الجيش لم يرتكب أي انتهاكات".
وفي سياق متصل أفادت وسائل إعلام رسمية سورية بأن ستة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب آخرون في هجومين نفذهما انتحاريان بمحافظة حماة اليوم السبت بعد ساعات من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في البلاد. وقالت الوكالة الرسمية السورية للأنباء إن انتحاريا قاد سيارة محملة بالمتفجرات وفجر نفسه في وقت مبكر اليوم فقتل شخصين على مشارف بلدة سلمية.
وفجر انتحاري آخر على متن دراجة نارية نفسه عند مدخل بلدة الطيبة فقتل أربعة أشخاص بعدها بفترة قصيرة. ولا يشمل الاتفاق تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم سلمية أو جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي دعت لتصعيد الهجمات.
منشآت طبية ومدارس تحت رحمة القصف في سوريا
لم تسلم المنشآت الطبية والمدارس من نيران القصف في شمال سوريا، وهو ما يتسبب في سقوط قتلى معظمهم من المدنيين. الأمم المتحدة نددت بشدة بهذه الضربات ووصفتها بـ"الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي".
صورة من: Getty Images/AFP/T. Mohammed
أنقاض مستشفى تعرضت للقصف بالقرب من منطقة معرة النعمان في محافظة ادلب. منظمة أطباء بلا حدود قالت إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا وفقد ثمانية آخرون جراء هذا القصف، الذي يتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان روسيا بالوقوف ورائه.
صورة من: Getty Images/AFP
من بين المفقودين في القصف الذي تعرضت له مستشفى معرة النعمان أيضا موظفون تابعون لمنظمة أطباء بلاحدود. وحسب شهود عيان فإن أربعة صواريخ سقطت على هذه المستشفى في انتهاك واضح للقوانين الدولية التي تمنع استهداف منشآت مدنية كالمستشفيات والمدارس.
صورة من: Reuters/Social Media Website
الصيدليات بدورها لم تسلم من القصف، كما هو الحال هنا في مدينة حريتان الواقعة على بعد 10 كيلومترات شمال غرب حلب. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن القصف الجوي الأخير، الذي استهدف خمس مؤسسات طبية على الأقل، أسفر عن مقتل نحو خمسين مدنيا بينهم أطفال.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الغارات على مستشفيات في شمال سوريا رأى فيها البعض على أنها قد ترقى لجرائم حرب، مثلما صرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، والذي طالب أيضا بإجراء تحقيق بخصوص هذه الغارات. هاموند أضاف بهذا الخصوص ".. ينبغي على روسيا أن توضح موقفها، وتظهر بتصرفاتها أنها ملتزمة بإنهاء الصراع وليس تأجيجه".
صورة من: Reuters/K. Ashawi
صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أوضح أن أطفالا قتلوا أيضا في القصف الذي استهدف مؤسسات طبية شمال سوريا. وذكرت اليونيسيف بأن ثلث المستشفيات وربع المدارس في سوريا لم تعد قادرة على العمل بسبب الأضرار الناتجة عن القصف المستمر منذ خمسة أعوام.
صورة من: picture-alliance/dpa/S.Taylor
حي الكلاسة في حلب كان هدفا لمجموعة من الغارات الجوية حولته لأنقاض، وهو ما دفع بالآلاف إلى مغادرة المدينة والنزوح إلى الحدود التركية. ونددت أنقرة بشدة بالضربات الجوية، واتهمت موسكو بأنها "تقصف بدون أي تمييز بين المدنيين والأطفال والعسكريين". في حين نفت موسكو أكثر من مرة الاتهامات.