بدأت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية اجتماعا في الرياض، بحسب متحدث باسمها، في لقاء يرجح أن يخصص لبحث الهدنة التي تعمل الولايات المتحدة وروسيا على تنفيذها في سوريا.
إعلان
قال المتحدث باسم المعارضة السورية منذر ماخوس اليوم (الاثنين 22 فبراير/ شباط 2016) إن "ثمة اجتماع يعقد" للهيئة التي انبثقت عن لقاء أطياف مختلفة سياسية وعسكرية من المعارضة في الرياض في كانون الأول/ديسمبر، لتوحيد رؤيتها حول المفاوضات مع نظام الرئيس بشار الاسد. وأشار ماخوس إلى أن الاجتماع قد يستمر يومين آو ثلاثة، وسيخصص للبحث في التطورات منذ قرار المعارضة المشاركة في مفاوضات دعت إليها الأمم المتحدة الشهر الماضي في سويسرا، من دون ان تقلع فعليا. وحدد موعد جديد لها في 25 شباط/فبراير.
ويأتي الاجتماع وسط سعي من واشنطن المؤيدة للمعارضة، وروسيا الداعمة للنظام، إلى التوصل إلى هدنة في النزاع العسكري الذي أودى بحياة أكثر من 260 ألف شخص في خمسة أعوام. وتوصلت دول معنية بالنزاع السوري في ميونيخ في وقت سابق من هذا الشهر إلى اتفاق على "وقف الإعمال العدائية" في سوريا. وكان من المزمع بدء تطبيق الهدنة الجمعة الماضي كحد أقصى، إلا أن شروطها لم تتحقق.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأحد من عمان، التوصل إلى "اتفاق مؤقت من حيث المبدأ" مع روسيا بشأن وقف الأعمال العدائية، مشيرا إلى أن تطبيق ذلك بات اقرب "أكثر من أي وقت". فيما صرح وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف بأنه لم يتم التوافق بعد على التفاصيل المرتبطة بكيفية تنفيذ وقف إطلاق النار في سورية.
في صور: حلب بين الأمس واليوم
بعد 68 شهرا من الحرب السورية التي نالت منها حلب نصيبا كبيرا، اتخذت المدينة وجها آخر مختلفا، فاحتلت الأنقاض وبقايا البنايات مكان الأسواق التاريخية والمباني الأثرية التي اشتهرت بها المدينة، وتحولت صور الأمس إلى ذكريات.
صورة من: Reuterse/Sana
جامع حلب الكبير أو الجامع الأموي أو جامع بني أمية هو أكبر وأحد أقدم المساجد في مدينة حلب السورية. أصبح جزءا من التراث العالمي منذ عام 1986. شيدت مئذنة المسجد في عام 1090 ودمرت في نيسان/ أبريل من العام 2013 نتيجة للمعارك التي اندلعت هناك خلال أحداث الحرب.
صورة من: Imago/imagebroker
تأثر الجامع بالمعارك الدائرة في حلب خلال الحرب السورية سنة 2013 فبالإضافة إلى تدمير مئذنته وسط اتهامات بين المعارضة والنظام، تعرضت مكتبته التاريخية للحرق نتيجة للمعارك الدائرة في محيطه. منذ نيسان/ أبريل 2013 اُعتبر المسجد من أحد مناطق الاشتباكات بين الثوار وقوات الحكومة السورية، التي تتمركز بمنطقة غير بعيدة عن المسجد.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
سوق حلب القديم من أبرز معالمها التاريخية ويسمى أيضا بـ "بازار حلب" ويضم العديد من الأسواق التاريخية باعتبار أنه ينظر إلى حلب كعاصمة اقتصادية لسوريا ومدينة تجارة بامتياز. سوق حلب كان من المواقع التي كان السياح يحرصون على زيارتها.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
شيدت معظم أجزاء السوق في القرن الرابع عشر وسميت حسب أسماء الحرف والمهن المزاولة فيها، مثل سوق الصوف. السوق منح للتجار ولبضائعهم خانات متواجدة حول الأسواق. أخذت الخانات أيضاً أسماءها من مواقعها وحرفة السوق الواقع فيه. كانت هذه الخانات قبل الحرب تتميز بواجهاتها الجميلة المحصنة بالأبواب الخشبية المتينة.
صورة من: picture alliance/CPA Media/D. Henley
أما اليوم فقد تحول السوق الكبير إلى كومة ضخمة من الخراب والدمار والأنقاض بسبب المعارك الشرسة بين قوات الجيش النظامي وقوى المعارضة المسلحة.
صورة من: picture-alliance/AA/K. Bozzdogan
وحتى المحلات والدكاكين، التي لم تدمر بالكامل أغلقت وانتهى النشاط التجاري في هذه المنطقة، وذلك بسبب استمرار الوضع المتردي.
صورة من: AFP/Getty Images
قلعة حلب الأثرية التي تعتبر أيضا من أبرز معالم المدينة السياحية وهي مدرجة ضمن التراث العالمي. لم تتأثر بشكل كبير من الحرب لكن في أغسطس 2012 تعرضت بوابتها الخارجية لأضرار نتيجة قصفها إثر اشتباكات دارت بين الجيش السوري الحر والجيش السوري النظامي في محاولة السيطرة على القلعة.
صورة من: picture-alliance/dpa
صورة من فوق تظهر الفرق بين محيط قلعة حلب التاريخية قبل الأحداث وبعدها. دمار كبير غير ملامح المنطقة نتيجة المعارك القوية.
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
صورة شاملة لحلب من فوق تعود لسنة 2007، أي قبل أربع سنوات من بداية الصراع السوري.
صورة من: Imago/A.Schmidhuber
حلب التي تعتبر من أقدم مدن العالم، ومحجا للسياح والمهتمين بالتاريخ تحولت اليوم إلى منطقة إستراتيجية تخضع لحسابات الحرب والتحالفات العسكرية.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
باتت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها تسيطر على أكثر من 85 في المائة من مساحة الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين. وبات مقاتلو المعارضة محصورين داخل عدد من الاحياء في جنوب شرق المدينة، وسط مساعي لخروجهم عبر ممرات آمنة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
حلب الشرقية ما تزال تحت القصف..مقاتلو المعارضة ما يزالون يتحصنون في بعض الجيوب، بعد تقدم كاسح لقوات نظام الأسد فيما تبقى من أحياء المدينة.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Karwashan
المدنيون يحاولون الفرار من مناطق القصف في شرق حلب...منذ بدء هجوم قوات الأسد على شرق حلب في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 384 مدنيا بينهم 45 طفلا في حلب الشرقية جراء القصف والغارات والمعارك، فيما قتل 105 مدنيين في غرب حلب نتيجة قصف من مقاتلي المعارضة.
صورة من: Reuters/Sana
الأمم المتحدة أبدت قلقها ازاء معلومات حول فقدان المئات من الرجال بعد هروبهم من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام، وكذلك منع آخرين من الفرار من مناطق المعارضة.
صورة من: Reuterse/Sana
14 صورة1 | 14
وأعلن منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب خلال نهاية الأسبوع موافقة المعارضة المبدئية على الهدنة، بشرط الحصول على ضمانات دولية بوقف العمليات العسكرية من جانب حلفاء النظام السوري، لا سيما الضربات الجوية المكثفة التي تنفذها موسكو منذ نهاية أيلول / سبتمبر. وقال حجاب إن الفصائل المسلحة أبدت "موافقة أولية" كذلك على الهدنة.
ويأتي اجتماع المعارضة قبل أيام من الموعد المقرر لاستئناف المفاوضات بين النظام والمعارضة. وكانت المعارضة شددت على ضرورة تحقيق شروط أساسية قبل بدء التفاوض، تشمل وقف أعمال القصف وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة. علما أن التساؤلات تبقى قائمة حول تنظيم "الدولة الإسلامية" المستبعد عن المفاوضات والذي يصعب أن يفرض عليه أي التزام بآي هدنة أو أي إجراء آخر في سوريا.