بعد فقدانها السيطرة على مدينة إدلب ومناطق في جنوب سوريا، فقدت القوات الحكومية السورية السيطرة على أهم معبر حدودي مع الأردن. في غضون ذلك وردت معلومات عن انسحاب مقاتلي "داعش" من مخيم اليرموك بعد ساعات من دخولهم إليه.
إعلان
قالت مصادر معارضة ومصدر أمني في الحكومة السورية إن مقاتلين معارضين سيطروا على معبر "نصيب" السوري الحدودي مع الأردن منتزعين إياه من القوات الحكومية اليوم الأربعاء (الأول من نيسان/ أبريل 2015) في أول مرة تفقد فيها دمشق السيطرة على المعبر منذ بدء الصراع.
وذكرت وكالة رويترز أن بشار الزعبي زعيم فصيل جيش اليرموك، أحد فصائل المعارضة الرئيسية في جنوب سوريا والذي شارك في الهجوم إن المعبر أعلن السيطرة على المعبر قائلا: "تم تحريره.. صار المعبر معنا." جاء ذلك في رسالة بعث بها إلى رويترز عبر الإنترنت.
وكتأكيد على سقوط المعبر في أيدي المعارضة قال مصدر أمني رسمي إن القوات الحكومية السورية انسحبت إلى قاعدة قريبة. وأضاف المصدر "انسحب الجيش السوري من معبر نصيب الحدودي"، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
هل انسحب "داعش" من اليرموك؟
وفي تطور ذي صلة أعلنت قناة الجزيرة الفضائية القطرية أن مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش" انسحبوا من النقاط التي سيطروا عليها في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق. وكان مقاتلو التنظيم قد دخلوا المخيم للمرة الأولى وسيطروا على قسم كبير منه.
مخيم اليرموك في كماشة الأزمة السورية
يجد فلسطينيو مخيم اليرموك في دمشق أنفسهم محاصرين منذ عدة أشهر في كماشة بين قوات نظام الأسد من جهة والمسلحين الثوار من جهة أخرى، فالغذاء يصلهم بشكل غير منتظم، كما ليس بوسعهم الهرب لبلدان الجوار لأنه غير مرغوب فيهم هناك.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
في انتظار الغذاء
انتشرت هذه الصورة بسرعة على شبكات التواصل الاجتماعية، وهي تمثل لاجئين في مخيم اليرموك في انتظار الغذاء والمساعدات الطبية. صورة تختزل المأساة السورية، حيث تفاقم الجوع وسيادة العنف وتدهور كارثي للوضع الصحي.
هذه الصورة جزء من حملة على الانترنت، وتم وضعها أيضا على لوحة إعلانات في تايمز سكوير في نيويورك، صورة تعبر عن ما وصلت إليه سوريا، وتسعى لتذكير الناس بأن هذا البلد في حاجة لمساعدة إنسانية عاجلة.
صورة من: unrwa.org/Alexandra Eurdolian
الحرب والحياة اليومية
رغم قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا أطراف النزاع السوري إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، فإن الواقع لا يزال كما هو ولم يتغير. الأطفال يعانون من ويلات الحرب ومن سوء التغذية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
طفل تاجر خردة
في الماضي كان يقطن في مخيم اليرموك حوالي 160 ألف فلسطيني جنبا إلى جنب مع سوريين في تعايش مع كل الطوائف والأديان. أما اليوم فإن عددهم لا يتعدى 18 ألف، بقوا لأنه ليس لهم خيار آخر ويكافحون كل يوم من أجل لقمة عيش كما هذا الطفل الذي يتاجر في الخردة.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
خراب ودمار
زار فليبو غراندي رئيس الأونوروا (وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين) مخيم اليرموك قبل أسابيع وعاد بانطباعات كارثية نظرا لحجم الدمار الذي لحق المخيم.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
لا أمل في الأفق!
قال فليبو غراندي أن المخيم يبدو وكأنه مدينة أشباح، وحسب الأمم المتحدة فإن ما لا يقل عن عشرة ملايين شخص في سوريا في حاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
صعوبة وصول المساعدات
مساعدات الأورونوا تصل بصعوبة للمخيم، ويتطلب الأمر أحيانا أسابيع قبل وصول دفعة منها بعد مفاوضات مع النظام السوري الذي يسيطر على مداخل المخيم.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
من يسيطر على دمشق؟
منذ أشهر ومختلف الفرقاء والجماعات المسلحة يتواجهون بالسلاح في اليرموك. ومن يضمن السيطرة على هذا الحي يبسط سلطته أيضا على دمشق كما يقول كريستوف غونيس المتحدث باسم الأورونوا.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
8 صورة1 | 8
بدوره قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن مقاتلي "أكناف بيت المقدس"، وهو فصيل إسلامي معارض، تمكنوا من استعادة السيطرة على بعض النقاط والأحياء التي سيطر عليها التنظيم المتطرف، مشيرا إلى مقتل شخصين داخل المخيم.
ولا يتمتع تنظيم "الدولة الإسلامية" بنفوذ داخل المخيم الذي تحاصره القوات النظامية منذ أكثر من عام وفق ما قاله مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس، لكنه أشار إلى "وجود خلايا نائمة اتهمت باغتيال مسؤول في حماس قبل أيام".