المعارضة السورية تطرح خريطة طريق لحل الأزمة في سوريا
٢١ مايو ٢٠١٣ قدم الرئيس المستقيل للائتلاف السوري المعارض الشيخ أحمد معاذ الخطيب اليوم الثلاثاء (21 أيار/ مايو 2013) خريطة طريق لحل الأزمة السورية، صادرة عن "لقاء تشاوري" عقده مع معارضين سوريين في مدريد، حسبما أفاد على صفحته الخاصة على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي. وعرضت الورقة الصادرة عن "اللقاء التشاوري الوطني السوري" نقاطا "لإقامة نظام ديمقراطي بديل" عن نظام الرئيس بشار الأسد، مشددة على وجوب ألا يضطلع الأخير بأي دور في أي مرحلة انتقالية تضع حدا للنزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من عامين.
وجاءت الاقتراحات بعد اجتماع استمر ليومين في مدريد بدعوة من وزارة الخارجية الاسبانية شاركت فيه مجموعات مختلفة من المعارضة السورية. وبحسب الوثيقة التي نشرت على صفحة الخطيب، أكد المشاركون أن "المقدمة الأساسية والملحة لأي انخراط في عملية سياسية حول سوريا، هي سحب الجيش إلى ثكناته، وإطلاق سراح كل المعتقلين وفتح الأبواب أمام دخول المساعدات إلى كل المناطق بدون استثناء، والسماح بالتظاهر السلمي، والبدء بعودة اللاجئين والمهجرين".
وشدد المعارضون، حسب وثيقة الخطيب، على أن "وفد قوى الثورة والمعارضة في أية عملية سياسية هو من الائتلاف الوطني وباقي أطراف المعارضة، ويعتبر الممثل الشرعي فيما يتعلق بالمفاوضات". وأشار المجتمعون إلى أن "بشار الأسد ونظامه الأمني ليسا جزءا من المرحلة الانتقالية، ولا دور له في مستقبل سوريا، وبضمانات دولية لرحيله".
ويشكل مصير الرئيس السوري الذي تنتهي ولايته في 2014 عائقا أساسيا أمام أي تفاوض حول حل سياسي للنزاع، إذ تؤكد المعارضة رفضها لأي حوار قبل رحيل الأسد، بينما يشدد النظام على أن مصير الأخير "يحدده الشعب السوري". وطرح المجتمعون تأسيس "مجلس حكماء" يتولى تسمية حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، على أن يشرف المجلس على عملها، ويمهد لإعلان دستوري "لإطلاق جمعية تأسيسية في خلال عام من تأسيس مجلس الحكماء".
وبحسب صحيفة "ال موندو" الإسبانية شارك 86 معارضا من "مختلف التيارات، إضافة إلى ممثلين لمختلف الأحزاب السياسية والأقليات الدينية والمجموعات النسائية ومقاتلين من الجيش السوري الحر" في الاجتماع. وقالت الحكومة الاسبانية إن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كان مشاركا في الاجتماع، علما أن الخطيب قدم في آذار/ مارس الماضي استقالته من رئاسة الائتلاف. وفي مقابلة مع الصحيفة الإسبانية، قال الخطيب إن اجتماع مدريد هدفه "إرسال رسالة إلى كل قوى المعارضة الأخرى للتوحد"، مؤكدا أن "التفاوض على انتقال سلمي ليس المشكلة. كل الأمر يتعلق برحيل بشار الأسد".
الإبراهيمي: السلطة والمعارضة تعدان للمشاركة في مؤتمر جنيف
من جانبه قال مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية المعني بسوريا الأخضر الإبراهيمي اليوم الثلاثاء إن المعارضة السورية والحكومة تعدان للمشاركة في مؤتمر السلام المزمع انعقاده برعاية دولية في الشهر القادم. وقال الإبراهيمي للصحفيين في مقر الجامعة العربية بعد اجتماع مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي "الشعب السوري يبني آمالا كبيرة على المؤتمر حيث تحضر المعارضة نفسها للمشاركة وكذلك النظام السوري يحضر نفسه لهذا المؤتمر." وأضاف "تعمل الأمم المتحدة على تنظيم المؤتمر بأحسن طريقة ممكنة."
ومن المقرر أن تجرى المحادثات في جنيف في حزيران/ يونيو المقبل. ويبحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التخطيط الجاري للمؤتمر في اجتماع لمجموعة الدول "أصدقاء سوريا" في الأردن غدا الأربعاء. وقال الإبراهيمي "عقد المؤتمر الدولي حول سوريا يعتبر مجرد بداية بعد التفاهم الروسي الأمريكي بشأن الأزمة السورية ولا بد أن تتبعه خطوات أخرى." ومن المقرر أن يجتمع الائتلاف السوري المعارض في اسطنبول يوم الخميس لانتخاب رئيس للائتلاف وإعلان موقفه الرسمي من مؤتمر جنيف، في حين ستجتمع اللجنة العربية المكلفة بالشأن السوري في القاهرة بناء على طلب من قطر، رئيسة اللجنة.
م. أ. م/ أ.ح (رويترز، أ ف ب)