المعارضة السورية تقاطع اجتماعات دولية وواشنطن تدين قصف حلب بالصواريخ
٢٤ فبراير ٢٠١٣دانت الولايات المتحدة بشدة اليوم (الأحد 24 فبراير/ شباط 2013) إطلاق الصواريخ على مدينة حلب شمال سوريا الذي أدى إلى مقتل العشرات الجمعة وقالت إن السوريين لا يمكن أن يقبلوا بقادته "كجزء من سلطة حكومية مؤقتة". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في بيان نشر مساء السبت أن "حكومة الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات سلسلة الهجمات بالصواريخ على حلب وآخرها الهجوم بصواريخ سكود على حي في شرق المدينة". ورأت نولاند ان هذه الهجمات الدامية تمثل "آخر مظاهر وحشية النظام السوري وانعدام تعاطفه مع الشعب السوري الذي يدعي تمثيله". وانتهزت الناطقة هذه المناسبة لتكرر دعوات إدارة الرئيس باراك اوباما الرئيس بشار الأسد إلى التنحي. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن 37 شخصا على الأقل قتلوا وجرح 150 آخرون في ضربات صاروخية على منطقة طريق الباب في حلب الجمعة. وأفاد ناشطون أن هذه الصواريخ كانت من طراز سكود وتم إطلاقها من منطقة دمشق.
وفي سياق متصل أضافت نولاند "نتطلع إلى الاجتماع قريبا مع قيادة الممثلين الشرعيين للشعب السوري في ائتلاف المعارضة السورية، للبحث في الطريقة التي يمكن فيها للولايات المتحدة والأصدقاء الآخرين للشعب السوري تقديم المزيد لمساعدة الشعب السوري على انجاز الانتقال السياسي الذي يطلبه ويستحقه". ويأتي ذلك عقب إعلان المعارضة السورية السبت تعليق مشاركتها في سلسلة لقاءات في الخارج تعبيرا عن احتجاجها على "الصمت الدولي على الجرائم" المرتكبة بحق الشعب السوري، غداة القصف الصاروخي على حلب حيث جاء في بيان لـ "لإتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أن قيادة الائتلاف قررت تعليق مشاركتها في مؤتمر روما لأصدقاء سوريا وعدم تلبية الدعوة لزيارة روسيا والولايات المتحدة احتجاجا على ما وصفته بالـ "الموقف الدولي المخزي".
وعلى الصعيد الميداني اندلعت معارك عنيفة ليل السبت الأحد عند الحدود اللبنانية السورية بين الجيش السوري من جهة ومسلحين من جهة ثانية، ما أسفر عن سقوط قتيل وجرح أربعة آخرين، كما قال مسؤول أمني لبناني لوكالة فرانس برس. واستخدمت المدفعية وقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة في هذه المواجهات التي دارت بين الجيش السوري في بلدة المشيرفة ومسلحين في منطقة البقيعة اللبنانية. ولم يتمكن المصدر من تحديد ما اذا كان المسلحون لبنانيين او سوريين معارضين للنظام في دمشق. واندلعت اعمال العنف هذه بعد ساعات قليلة على مقتل لبناني بنيران اطلقت من الجانب السوري للحدود, بينما كان على مقربة من نهر يفصل بين البلدين بحسب المصدر. وغالبا ما تدور المواجهات بين الجيش السوري ومجموعات مؤيدة لمقاتلي المعارضة السورية. كما دارت اشتباكات بين مجموعات مسلحة والجيش اللبناني الذي يحاول منع تسلل مقاتلين.
في غضون ذلك، ذكرت الوكالة السورية للأنباء "سانا" أن وحدات من الجيش السوري النظامي أوقعت في دمشق العديد ممن أسمتهم بـ "الإرهابيين" قتلى ومصابين في مدينة داريا والعتيبة والمنصورة والبحدلية. ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول إنه تم القضاء على عدد من القناصين في محيط سكة القطار بمدينة داريا إضافة إلى تدمير عربة مزودة برشاش ثقيل ومصادرة أسلحة وذخيرة كان "الإرهابيون" يستخدمونها في أعمالهم "الإجرامية". ولقي أكثر من 150 سوريا حتفهم بينهم مدنيون ومسلحون وعسكريون في أعمال عنف شهدتها سوريا أمس السبت حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ط.أ/ ح.ز (د ب أ، رويترز، أ ف ب)