تعرضت مناطقة خاضعة لسيطرة النظام السوري في مدينة حلب إلى قصف من قبل مقاتلي المعارضة خلّف عدداً من القتلى، حسب المرصد السوري، بعضهم ما يزال تحت الأنقاض، وذلك بالتوازي مع هجوم من قبل "داعش" على محيط مطار السويداء العسكري.
إعلان
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين من المعارضة قصفوا الجزء الذي يسيطر عليه النظام السوري في مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل. وبث التلفزيون الرسمي صوراً لمبان متضررة بشدة من القصف وشوارع تناثر فيها الركام بحي السليمانية في المدينة، الواقعة قرب الحدود مع تركيا والتي يسيطر النظام على جزء منها، في ما يبسط مقاتلو المعارضة سيطرتهم على الجزء الآخر.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن العدد المؤكد للقتلى بلغ ثمانية وإن العشرات ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض. وأوضح المرصد، المحسوب على المعارضة والذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، أن عدد القتلى مرشح للارتفاع. من جانبه، وحث مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون في تصريحات للتلفزيون الرسمي على التدمير الكامل للمناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وأطلقت منها القذائف.
وتعتبر حلب جبهة قتال رئيسية في الصراع السوري، إذ صدت جماعات لمقاتلي المعارضة مراراً محاولات قوات النظام وجماعات مسلحة تقاتل معه لقطع طرق الإمدادات من تركيا إلى مقاتلي المعارضة.
مخيم اليرموك - جوع وحصار وبراميل متفجرة
يشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا منذ أيام اشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وفصائل المعارضة وقوات النظام السوري. وهو ما ضاعف معاناة المدنيين المحاصرين وسط مخيم يفتقد لأبسط الحاجيات اليومية.
صورة من: picture-alliance/dpa
يشهد مخيم اليرموك منذ أول مايو/ آيار اشتباكات بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي (داعش). كما يتعرض لغارات جوية تشنها قوات النظام السوري.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
بعد دخول "داعش" مخيم اليرموك، هربت منه حوالي 500 عائلة، وفق مصادر فلسطينية، وتوزع أفرادها في أحياء مجاورة للمخيم خاضعة لسيطرة قوات النظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
تراجع عدد سكان مخيم اليرموك من نحو 160 ألف شخص قبل اندلاع الثورة السورية في 2011 إلى نحو 18 ألفا يعيشون منذ عامين تقريبا في ظل حصار خانق تفرضه قوات الأسد.
قتل في هجوم "داعش" الأربعاء الماضي على المخيم 38 شخصا بينهم ثمانية مدنيين، بحسب المرصد السوري. وحتى الحيوانات لم تسلم من تداعيات القتال، الذي يزيد مأساة سكان المخيم.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
أدى هجوم تنظيم "داعش" في الأسبوع الماضي إلى نزوح نحو 2500 من السكان إلى الاحياء المجاورة فيما لا يزال الآلاف محاصرين داخله وبحاجة إلى إغاثة ومساعدات إنسانية عاجلة.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
مخيم اليرموك، الذي أضحى رمزا للمعاناة والحرمان في النزاع السوري، أغرقه هجوم "داعش" عليه في مأساة جديدة، من أبرز ما فيها سوء التغذية ونقص الأدوية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
لا يزال يعيش في مخيم اليرموك حوالي 18 ألف شخص بينهم 3500 طفل، في أوضاع إنسانية صعبة. كما أنهم بحاجة ماسة إلى الطعام والدواء والخدمات الصحية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
"حفرة جحيم" هكذا وصف متحدث باسم وكالة "أونروا" مخيم اليرموك. وتطالب منظمات مساعدة إنسانية بوقف فوري للقتال حتى تتمكن من إيصال مساعداتها لسكان المخيم.
صورة من: Reuters
يعتمد سكان المخيم بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية، لكن منظمات المساعدة لم تعد قادرة على الدخول إلى اليرموك بسبب استمرار القتال والغارات الجوية للنظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
غادر العديد من الأطباء ومنظمات الرعاية الصحية المخيم بعد احتدام المعارك. وهو ما ينذر بكارثة خطيرة وسط تردي الوضع الإنساني في المخيم، الذي يبعد عن العاصمة دمشق بثمانية كيلومترات فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
10 صورة1 | 10
اشتباكات بالسويداء
وفي ذات السياق، أضاف المرصد أن القوات النظامية تمكنت من صد هجوم لمجموعات مسلحة في محيط مطار عسكري رئيسي بمحافظة السويداء جنوب البلاد، بعد معارك قتل فيها 35 عنصراً من الطرفين. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن السبت (11 أبريل/ نيسان 2015): "حصل هجوم أمس الجمعة في محيط مطار خلخلة بريف السويداء"، مرجحاً أن يكون منفذوه من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ومؤكداً أيضاً تمكن قوات النظام من صده.
وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) وقوع الهجوم، وأوردت أن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحبطت محاولات إرهابيين من تنظيم ’داعش’ التسلل باتجاه قريتي ظلفع وأبو حارات بريف السويداء الشمالي وأوقعت العشرات منهم قتلى ومصابين".
ويقع المطار قرب طريق رئيسي يربط دمشق ومدينة السويداء، الواقعتين تحت سيطرة قوات النظام. وتقع منطقة تل ظلفع على مقربة من حدود محافظة دمشق. وتضم محافظة السويداء عدداً كبيراً من الدروز وقد بقيت إجمالاً في منأى عن أعمال العنف. وفي الخامس والعشرين من مارس/ آذار، استولى مقاتلو المعارضة، ومن بينهم جبهة النصرة، على مدينة بصرى الشام في محافظة درعا جنوب البلاد، وهي قريبة من الحدود الأردنية وتقع على الخط نفسه الذي يمر بخلخلة ومدينة السويداء.