دعت المعارضة السورية إلى الرد على هجمات الجيش النظامي ملوحة بتعليق المشاركة في مفاوضات السلام بعد وصول النقاش بخصوص مصير الأسد إلى "طريق شبه مسدود".
إعلان
دعا أسعد الزعبي رئيس وفد المعارضة السورية لمفاوضات السلام فصائل المعارضة للرد على هجمات الجيش السوري متهما القوات الحكومية باستغلال الهدنة لاستعادة السيطرة على أراض.
وفي رسالة عبر الانترنت لمقاتلي المعارضة قال إنه لن يواصل المفاوضات المنعقدة في جنيف إلى ما لا نهاية إذا لم يتحقق تقدم فيما يتصل بمطلب الرئيسي للمعارضة بخصوص الانتقال السياسي في سوريا بدون الرئيس بشار الأسد. ولم يحدد الزعبي موعدا نهائيا لهذا الأمر.
وقال:"نحن لن نظل نفاوض بشكل فلكي أو مفتوح". وأضاف أنه إذا استهدف مقاتلو المعارضة بصاروخ فإن عليهم الرد بعشرات الصواريخ واستغلال الهدنة كما يفعل النظام.
ويتهم مقاتلو المعارضة الهيئة العليا للمفاوضات التي ينتمي لها الزعبي بالانفصال عن التطورات على الأرض.
وفي ذات السياق، نقلت وكالة فرانس برس عن عضو في وفد المعارضة إلى جنيف رفض الكشف عن اسمه، أن المفاوضات "وصلت إلى طريق شبه مسدود مع تعنت النظام على رفض نقاش مصير الأسد"، مضيفا أن الجولة الحالية "مهددة بالفشل إذا لم تتدخل الدول الكبرى المعنية بالنزاع السوري وتحديدا واشنطن وروسيا لممارسة الضغوط".
وحول احتمالية تعليق المفاوضات، رد نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض عضو الهيئة العليا للمفاوضات عبد الحكيم بشار لوكالة فرانس برس في جنيف أن "كل الاحتمالات واردة (...) وقد نتوجه إلى تعليق المفاوضات إذا استمرت الأوضاع على هذا الشكل ولن يكون هناك آفاق لأي حل سياسي".
وأوضح الأخير أن الهدف من تعليق المشاركة سيكون حض "المجتمع الدولي على الفرض على النظام الاستجابة للبندين 12 و13 من القرار 2254" المتعلقين بإيصال المساعدات لاسيما إلى المناطق المحاصرة وإطلاق المعتقلين تعسفا ووقف الهجمات على المدنيين.
معضلة مصير الأسد
واستأنف موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا الأربعاء جولة صعبة من المحادثات غير المباشرة بين ممثلين للحكومة والمعارضة في جنيف، تتركز على بحث الانتقال السياسي لكنها تصطدم بتمسك الطرفين بمواقفهما حيال مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد.
وتطالب المعارضة بتشكيل هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل الأسد قبل بدء المرحلة الانتقالية، في حين ترى الحكومة السورية أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره صناديق الاقتراع فقط وتقترح تشكيل حكومة موسعة.
ويأتي موقف المعارضة الأحد غداة إعلان عضو مفاوض في الهيئة لفرانس برس أن دي ميستورا نقل إلى وفد المعارضة اقتراحا ينص على بقاء الأسد في منصبه مع تعيين ثلاثة نواب له تختارهم المعارضة وينقل صلاحياته إليهم، الأمر الذي رفضه وفد المعارضة بالمطلق.
ويعقد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب مؤتمرا صحافيا بعد ظهر الاثنين في جنيف، لإعلان حصيلة اللقاءات التي عقدتها وتعقدها الهيئة في الساعات المقبلة. فيما سيستأنف دي ميستورا يوم غد الاثنين المحادثات بعد توقف ليومين، وسيلتقي صباحا الوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري، مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة في نيويورك، على أن يجتمع مساء مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات.
"البعث"يفوز في انتخابات مثيرة للجدل
وفي خبر ذي صلة، أفادت وسائل إعلامية سورية رسمية ليلة السبت-الأحد بأن حزب البعث السوري حصل على الأغلبية في مقاعد برلمان البلاد الذي يصادق تلقائيا على القرارات، عقب إجراء الانتخابات يوم الأربعاء الماضي في المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية وهي الانتخابات التي وصفتها المعارضة السورية بـ"المهزلة".
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
10 صورة1 | 10
وحصل حزب البعث، الذي يحكم سوريا منذ 1963، على جميع المقاعد الـ165 التي تنافس عليها من بين 250 مقعدا في مجلس الشعب، بينما حصل حلفاؤه في قائمة الوحدة الوطنية على 17 مقعدا آخرا. وقاطعت الانتخابات الجماعات المعارضة القليلة التي تمّ السماح لها بالمشاركة.
وكانت المعارضة السورية إلى جانب مؤيديها في الخارج قد رفضت المشاركة في الانتخابات، التي تمّ عقدها في ذات اليوم الذي كان يفتتح فيه مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا جولة جديدة من مفوضات السلام مع ممثلي المعارضة في جنيف.