غموض الموقف الأمريكي بشأن مصير الأسد، يثير قلق المعارضة التي تنتظر تأكيد واشنطن على رفض "إعادة الاعتبار" للأسد، لاسيما مع وجود شائعات عديدة حول محتوى المناقشات التي لم يكشف عن محتواها بين واشنطن وموسكو.
إعلان
أعربت مسؤولة في المعارضة السورية الأحد (3 نيسان/أبريل 2016) عن قلقها من "الغموض الأمريكي" حيال مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، معربة عن الأمل بالحصول على تأكيد بأن واشنطن ترفض "إعادة الاعتبار" للرئيس السوري.
وقالت بسمة قضماني، عضو وفد اللجنة العليا للمفاوضات في جنيف حول العملية الانتقالية السياسية "هناك غموض أمريكي مؤذ جدا بالنسبة لنا". وأضافت "لا نعرف ماذا تناقش الولايات المتحدة مع موسكو. هناك شائعات من كل نوع. ننتظر الحصول على تأكيد بان الولايات المتحدة ما زالت على موقفها الرافض لإعادة الاعتبار للأسد".
وقالت قضماني خلال تصريحات لوسائل إعلام فرنسية، إن "الإدارة الأمريكية بمجملها ما زالت تقول إنه من غير الممكن للأسد أن يحكم هذا البلد" لكن "لا يزال على الولايات المتحدة أن تثبت بأنها قادرة على إسماع صوتها لدى موسكو". وأوضحت انه "في حال واصل الروس القول إن الأسد يجب أن يستمر في الحكم، فلن يكون هناك حل في سوريا".
وقالت إن "موقف المعارضة واضح جدا: المفاوضات ستجري في ظل بقاء الأسد في السلطة، لكن المرحلة الانتقالية لا يمكن تكون معه".
وتهدف مفاوضات السلام في جنيف التي ستستأنف حوالي العاشر من نيسان/أبريل إلى وضع حد للنزاع الذي أوقع أكثر من 270 ألف قتيل منذ العام 2011. وتهدف أيضا الى تشكيل سلطة انتقالية خلال ستة أشهر تكون مكلفة وضع دستور جديد وتنظيم انتخابات رئاسية خلال 18 شهرا.
وأضافت قضماني "في حال توصلنا إلى اتفاق على ذلك، فان الأسد لا يمكنه أن يكون الشخص الذي يترأس هذا التحول في البلاد ولا يمكنه أن يبقى في السلطة"، مؤكدة أن "رحيل الأسد يجب أن يتم عبر عملية تفاوضية. نهاية هذا النظام يجب أن تكون عملية انتقالية منتظمة وغير فوضوية".
ونددت قضماني بـ "الانتهاكات الخطيرة جدا لوقف إطلاق النار من جانب النظام" بعد القصف الذي شنه في 31 آذار/مارس في ضاحية دمشق وأوقع ما لا يقل عن 33 قتيلا بينهم 12 طفلا.
ا.ف/ ح.ح (أ.ف.ب)
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.