معتدلو "البديل" الألماني ينتقدون الجناح اليميني بالحزب
١٧ يناير ٢٠١٩
صراع الجناحين، المعتدل واليميني (المتطرف)، داخل حزب "البديل" الشعبوي المعادي للمهاجرين والمسلمين يحتدم بعد أن قرر جهاز الأمن الداخلي وضع الحزب قيد الفحص بهدف مراقبته.
إعلان
وجه المعتدلون داخل حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي، ذي التوجهات اليمينية المتطرفة، انتقادات للجناح اليميني والتنظيم الشبابي للحزب، وذلك بعد أن أعلنت هيئة حماية الدستور في ألمانيا (المخابرات الداخلية) وضع الحزب تحت الدراسة لمعرفة مدى توافقه مع النظام الديمقراطي.
وقال نائب الحزب بالبرلمان الاتحادي، أوفيه فيت، في تصريح لصحيفة "دي فيلت" تنشره الصحيفة غدا الجمعة: "نأمل الآن كثيرا أن تبدأ عملية تطهير في "الجناح" اليميني وفي التنظيم الشبابي، وأن يتم استبعاد جميع الأفكار التي لا تتوافق مع الدستور". ويرى فيت أن على الجناح اليميني والتنظيم الشبابي للحزب "أن ينفصلا عن بعض الأشخاص بعينهم".
يشار إلى أن فيت هو أحد متحدثي "تيار الوسط" داخل الحزب وهو التيار الذي يعتبر نفسه ممثلا للمعتدلين داخل الحزب المثير للجدل.
من جانبه، يرى ينزم فيلهارم، المتحدث باسم تيار الوسط داخل البديل بولاية سكسونيا السفلى أن "الجناح"، اليميني، والتنظيم الشبابي أصبحا خطرا يهدد وجود الحزب. وقال إنه "لا يساوره الكثير من الأمل في أن تتوفر الإرادة أو القدرة لدى اللجان القيادية بحزبنا للانفصال عن "الجناح" أو التنظيم الشبابي"، حسبما نقلت عنه صحيفة "دي فيلت".
يذكر أن هيئة حماية الدستور ذكرت في وقت سابق أنها تدرس مدى انسجام حزب البديل مع المبادئ الديمقراطية لألمانيا، بل إن الهيئة أكدت أنها تعتبر "الجناح" اليميني القومي للحزب و منظمته الشبابية "شباب البديل" في حالة اشتباه. واستندت الهيئة في قرارها إلى تقرير في عدة مئات من الصفحات أعدته الهيئة بالتعاون مع مكاتبها على مستوى الولايات، وتم تحليله من قبل وزارة الداخلية خلال الأيام الماضية.
واتهم رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا المخابرات الداخلية (أمن الدولة) بأنها اعتمدت على أدلة غير مناسبة في تبرير ضرورة وضع الحزب قيد الدراسة من قبل الهيئة المعنية بحماية الدستور. وقال ألكسندر غاولاند في تصريح للقناة الثانية بالتلفزيون الألماني أمس الأربعاء إن الأمثلة التي ساقها رئيس جهاز أمن الدولة، توماس هالدِنفانغ، لتأكيد ضرورة مراقبة الحزب "حمقاء تماما" وأضاف: "إذا ذكر التقرير، على سبيل المثال، أننا ندعو إلى إلغاء الحق الفردي في اللجوء، فإن عليه أن يضع أيضا السيد روبريشت شولتس، وزير الدفاع الأسبق، والسيد فريدريش ميرتس، (الرئيس الأسبق للكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي) قيد الدراسة، حيث إنهما طالبا بالشيء نفسه".
وأقر غاولاند بأن هناك تصريحات مخالفة للدستور صدرت عن بعض الأعضاء داخل حزبه "ولكن يا إلهي، كم عدد التصريحات الغبية في الأحزاب الأخرى، لا يمكن أن تنسب تصريحات فردية بالحزب ككل".
وأشار رئيس الحزب المتطرف يمينيا إلى أن هناك إجراءات إدارية داخل الحزب لاستبعاد مثل هؤلاء الأعضاء. وأكد غاولاند معارضته بشكل عام لإخضاع الأحزاب للرقابة من قبل المخابرات الداخلية وقال: "أنا لست مع مراقبة اليسار، وبذلك نكون صارمين في هذا الجانب، واعتبر محاولة استخدام وسائل مخابراتية في السجال الديمقراطي، أمرا خاطئا مبدئيا.
ح.ع.ح/ع.ش(د.ب.أ)
مظاهر متعددة للتطرف في شرق ألمانيا
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.