المعهد العالي للعلوم السياسية في ميونيخ: ستة عقود في تعزيز الثقافة الديمقراطية
٥ مايو ٢٠٠٩تأسس المعهد العالي للعلوم السياسية في ميونيخ عام 1950، وكان الهدف منه إقامة معهد علوم سياسية يفتح أبوابه للجميع، ويساهم في إعادة بناء وتعزيز الثقافة الديمقراطية للمجتمع الألماني بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكانت الجهة صاحبة اقتراح التأسيس هي القيادة العسكرية الأمريكية الحاكمة جنوب ألمانيا آنذاك تحت إشراف أستاذ القانون البروفسور هانز نافسكي.
مناهج ممتعة ومتنوعة
تطور هذا المعهد إلى أن أضحى اليوم أحد أهم المعاهد التعليمية المتخصصة في تدريس العلوم السياسية على مستوى ألمانيا، كما أن يتمتع بسمعة جيدة واعتراف دولي بشهاداته التي تشمل الدبلوم والدكتوراه أيضا. وتصف الطالبة كاتالين روزمان المناهج الدراسية في المعهد بأنها ممتعة ومتنوعة على صعيدي المواد والأساتذة الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم. كما يضم المعهد مكتبة تعد من أفضل مثيلاتها في ألمانيا.
طلاب في مقتبل العمر وفي سن الشيخوخة
ومن أجل تحقيق الهدف من إنشائه يضم المعهد طلابا من مختلف الأعمار. وعليه لا غرابة أن يجد المرء في قاعات المحاضرات طلابا في مقتبل أعمارهم يجلسون إلى جانب آخرين تجاوز بعضهم سن السبعين. ويتناقش هؤلاء في مختلف القضايا السياسية الراهنة داخل القاعات وفي أوقات فراغهم. غير أن حضور المحاضرات لا يقتصر على الدارسين فقط، إذ يمكن للراغبين من غير الطلاب الاستماع إلى محاضرات معينة أو المشاركة في نقاشات حول مواضيع محددة مقابل رسوم بسيطة. وترى كاتالين في ذلك من الأمور الجيدة، كونه يتيح إمكانية التعلم والتعبير عن الآراء السياسية للراغبين.
إمكانية العمل والدراسة في آن واحد
وبخصوص أوقات المحاضرات فهي مختلفة عن باقي أوقات محاضرات المعاهد الأخرى، فالدراسة هنا تبدأ مساءً، وهذا ما يمنح الكثير من الطلبة فرصة للعمل قبل أوقات الدوام وحضور المحاضرات في المعهد. وهناك آخرون يحضرون إلى المعهد رغم عملهم أو دراستهم لتخصصات غير سياسية كالطالب العراقي محمد الذي درس المعلوماتية في ميونيخ وهي مجال عمله الحالي. ويرغب محمد بدراسة العلوم السياسية في ضوء التطورات التي شهدها بلده، بالإضافة إلى حبه للإطلاع. "الثقافة العامة والحصول على شهادة أخرى، بالإضافة إلى أن هذه المعهد تمتلك خليطاً رائعا من الاختصاصات كالسياسة والاقتصاد بشكل دفعني للدراسة فيها".
الغاية ليست المنفعة المادية
ولا يتقاضى الأساتذة المحاضرون في المعهد رواتب وأجور عالية مقارنة مع نظرائهم في الجامعات الأخرى. ويعود السبب في ذلك إلى أن العاملين فيه لا يهدفون إلى المنفعة المادية بقدر المشاركة في دعم صرح أكاديمي رائد في دعم الثقافة الديمقراطية. الجدير ذكره أن غالبية الأساتذة يعملون على أساس شرفي أو فخري، إضافة إلى أنهم من المتقاعدين الذين يرغبون بمواصلة عملهم السابق.
الكاتب: عباس الخشالي
المحرر: ابراهيم محمد