في قلب دمنات، المدينة المغربية العريقة، تستعد دار مولاي هشام التاريخية لبعث جديد. أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل عن مشروع لترميم المعلمة وتحويلها إلى مركز للتعريف بالتراث العبري المغربي.
يأتي مشروع ترميم دار مولاي هشام التاريخية ضمن سياسة وطنية واسعة تشمل ترميم المعابد اليهودية. (أرشيف)صورة من: Philippe Lissac/Godong/picture alliance
إعلان
تقف أطلال دار تاريخية تُعرف بـ"دار مولاي هشام" في قلب مدينة دمنات العريقة، إحدى أقدم مدن الأطلس الكبير المغربي. وخلف جدران متصدعة، اضحت الدار شاهدة على جزء من الذاكرة المعمارية والاجتماعية للمدينة.
وبعد عقود من الإهمال، أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل عن مخطط لترميم هذه المعلمة وتحويلها إلى مركز للتعريف بالتراث الثقافي العبري بالمغرب، ضمن برنامج التنمية الجهوية لجهة بني ملال-خنيفرة للفترة 2027-2022.
ويُعد المشروع خطوة رمزية في إطار السياسة الوطنية الرامية إلى تثمين مكونات الهوية المغربية المتعددة، وعلى رأسها المكون اليهودي الذي شكّل لقرون جزءًا أصيلًا من النسيج الاجتماعي والثقافي المغربي.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أوضح مصطفى جلوق، مدير التراث الثقافي بالوزارة، أن دار مولاي هشام تنتمي إلى فئة القصور ذات الطابع المغربي التقليدي، بأسوار وأبراج دفاعية، مشيرا إلى أن طرازها المعماري يشبه قصبات العهد العلوي في مكناس وتادلة، ما يجعلها جزءا من سلسلة معمارية توثق لتاريخ الدولة المغربية الحديثة.
وقد شُيدت الدار على يد المولى هشام، ابن السلطان المولى إسماعيل (1672–1727)، بعد أن استقر في دمنات تلبية لطلب سكانها لضمان الحماية والاستقرار، في مدينة كانت آنذاك معبرا تجاريا استراتيجيا يربط شمال المغرب بجنوبه.
وتحولت الدار إلى مركز إداري وعسكري حيوي، يعكس قوة السلطان ونفوذه في المنطقة. ومع مرور الزمن، تدهورت حالتها، وأصبحت أطلالا متهالكة، جدرانها آيلة للسقوط وساحتها مأوى للمتشردين.
كنيس يهودي قديم بمدينة فاسصورة من: Bildagentur-online/AGF-Foto/picture alliance
التعدد والتعايش
ويؤكد جلوق أن "الدار في وضع مقلق للغاية"، حيث فقدت عناصرها الزخرفية وتعرضت أسوارها لتشققات كبيرة، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا لحمايتها من الاندثار.
وقد أنجزت الوزارة دراسات معمارية وفنية لتحديد إمكانات الترميم، بهدف إعادة إحياء الدار بوظيفة ثقافية دائمة، عبر تحويلها إلى مركز للتعريف بالتراث العبري المغربي، لما تحمله دمنات من رمزية تاريخية في هذا المجال.
ويأتي هذا التوجه ضمن سياسة وطنية واسعة تشمل ترميم المعابد اليهودية والمقابر والملاحات القديمة، واستعادة الذاكرة اليهودية المغربية باعتبارها جزءًا من الهوية الجامعة للمملكة.
وفي حالة دمنات، يعكس المشروع رغبة الدولة في دمج الذاكرة المحلية بالذاكرة الوطنية، وربط الأجيال الجديدة بتاريخ التعدد والتعايش الذي ميز المدينة لقرون، حيث كانت تحتضن جالية يهودية مزدهرة، عُرفت بأنشطتها التجارية والحرفية ومشاركتها في الحياة اليومية للمدينة.
إعلان
إنعاش السياحة الثقافية
ولا تزال آثار هذه الذاكرة قائمة في بعض الأحياء القديمة والمقابر المهجورة، لكنها مهددة بالاندثار.
ويعتبر جلوق أن المشروع "عمل للعدالة الثقافية"، يرد الاعتبار لمكون أساسي من تاريخ المغرب المتنوع، ويعيد ربط دمنات بذاكرتها اليهودية والأمازيغية في آن واحد.
من جهتها، قالت زهور رحيحل، مديرة متحف التراث اليهودي بالدار البيضاء، إن مبادرة ترميم دار مولاي هشام "تندرج ضمن دينامية أوسع يشهدها المغرب لإعادة الاعتبار لتراثه اليهودي"، سواء عبر ترميم المعابد والمقابر أو إدراج هذا الموروث في المناهج الدراسية والمشاريع الثقافية.
وأضافت أن "المغرب، الذي يحتضن أقدم حضور يهودي في العالم العربي، يسعى إلى تقديم هذا المكون كجزء لا يتجزأ من شخصيته الحضارية".
السنة العبرية الجديدة في صور.. حداد وتضامن مع ضحايا زلزال المغرب
يحتفل اليهود سنويا بالعديد من الأعياد الدينية. وبتزامن مع رأس السنة العبرية الجديدة هذه جولة مصورة حول أهم تلك الأعياد وخلفياتها وطقوسها، وأجواء احتفال اليهود في المغرب التي خيم عليها الحداد والتضامن مع ضحايا الزلزال.
صورة من: David Lisbona/dpa/picture alliance
أجواء الاحتفال بالسنة العبرية الجديدة في المغرب
في كنيس بيت إل بالدار البيضاء أحيت الطائفة اليهودية وسط حضور محدود للغاية، ذكرى السنة العبرية الجديدة. وأعلن مجلس الطائفة اليهودية أنه أطلق بشراكة مع لجنة التوزيع المشتركة لمساعدة ضحايا الزلزال بالمغرب، نداءََ لليهود في العالم وخصوصا بالولايات المتحدة لجمع التبرعات لتمويل الجمعيات الخيرية التي تساعد ضحايا الزلزال الذي ضرب مناطق بالأطس الكبير جنوب المغرب وخلف حوالي ثلاثة آلاف قتيل وآلاف المصابين.
صورة من: David Lisbona/dpa/picture alliance
تضامن اليهود المغاربة مع ضحايا الزلزال
في ظل أجواء الحداد التي تعم المغرب بسبب الزلزال الذي ضرب منطقة الأطلس الكبير، أحيت الطائفة اليهودية بالدار البيضاء ذكرى السنة العبرية. وقال سيرج بيرديغو الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب في تصريحات صحافية، من كنيس بيت إيل في الدار البيضاء بالمغرب، إن اليهود المغاربة يشعرون "مثل جميع المغاربة، بشرف الانتماء لهذا الشعب الذي لديه هذا الالتزام القوي بالتضامن والتسامح والصداقة والرحمة".
صورة من: ADEL SENNA/AFP
الزلزال خلف أضرارا في حي الملاح التاريخي بمراكش
وسط أجواء حزن وتضامن بسبب الزلزال الذي ضرب المغرب السبت 9 سبتمبر/ أيلول 2023، أحيى اليهود المغاربة ذكرى السنة العبرية، وأعلن أمين عام الطائفة اليهودية في المغرب، سيرج بيرديغو أن مجلس اليهود المغاربة بالتعاون مع جمعية"حاباد" الخيرية قامت مباشرة إثر الزلزال بمبادرة تضامنية مع الضحايا عبر توزيع المساعدات للسكان بجوار حي الملاح اليهودي التاريخي في مراكش والذي تضرر جراء الزلزال.
صورة من: MariaTraspaderne/Agencia EFE/IMAGO IMAGES
حي الملاح بمراكش قبل الزلزال
منظر من حي الملاح اليهودي التاريخي بمراكش قبل الزلزال. عام 2017 استعاد هذا الحي تسميته القديمة "الملاح" التي تشير إلى ماضيه اليهودي، بعدما سمي لسنوات بحي "السلام". وكان ذلك بمناسبة أشغال ترميم واسعة شهدها ذلك العام. واستهدفت تلك الأشغال التي قدرت كلفتها بحوالي 17,5 مليون يورو، على الخصوص تطوير إمكاناته السياحية. الصورة التقطت يوم 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2017.
صورة من: Fadel Senna/APF/Getty Images
روش هاشناه: السنة العبرية الجديدة
خلال الاحتفال الذي يستمر يومين في شهر أيلول/ سبتمبر، يتعين أن يبتعد المرء عن الشر ويفعل الخير، لأنه في روش هاشناه (بداية العام) سيحاسبه الرب. ويذكر صوت الشوفار، وهو بوق مصنوع من قرن الكبش، المؤمنين بالتأمل الداخلي، تماماً كما كان عليه الحال قبل 2000 عام.
صورة من: Abir Sultan/epa/dpa/picture alliance
پيسَح: عيد الفطير
يذكّر الفصح بخروج اليهود من مصر. يقوم اليهود بالحج إلى حائط المبكى في القدس. خلال عيد الفصح (عيد الفطير) الذي يستمر ثمانية أيام، لا يؤكل أي شيء مخمر، لأن أسلاف اليهود لم يكن لديهم سوى الفطير عند فرارهم من مصر. تجتمع العائلة في وليمة، وهي عادة حتى بين اليهود العلمانيين. يقوم المتدينون بتنظيف جميع معدات المطبخ حتى يظل الطعام موافقا للشريعة اليهودية.
صورة من: Uriel Sinai/Getty Images
شافاعوت: عيد الباكورة
وفقا للديانة اليهودية، نزل الله الوصايا العشر في جبل سيناء، وبالتالي يعتبر عيد الأسابيع يوم "إعطاء التوراة". وهو أيضاً "عيد الباكورة"، عندما تنضج أولى الحبوب وتحصد بعض الثمار في إسرائيل. في زمن الكتاب المقدس، تم تقديم رغيفين من القمح مصنوعين من دقيق المحصول الجديد في هذا اليوم في معبد القدس.
صورة من: Shadi Jarar'ah/ZUMA Wire/APA Images/dpa/picture alliance
لاك بعومر: احتفال بعد حداد
تعتبر الأسابيع بين عيد الفصح وعيد الأسابيع فترة حداد. وممنوع على اليهود فيها قص شعرهم أو إقامة حفلات الزفاف. ولكن في اليوم الثالث والثلاثين تقطع بشكل مؤقت فترة الحداد ويتم الاحتفاء بلاك بعومر تخليداً لذكرى شمعون بار يوحاي، الذي درس التوراة سراً في كهف خلال العصر الروماني. وحتى اليوم، يتم إشعال النيران تكريماً له في شهر أيار/ مايو.
صورة من: Lior Mizrahi/Getty Images
الاحتفال بعيد الفصح في كنيس الغريبة بجزيرة جربة التونسية
يُنظَّم الحج إلى كنيس الغريبة في جزيرة جربة التونسية سنويا في اليوم 33 بعد عيد الفصح اليهودي، وهو في صميم تقاليد اليهود التونسيين. وتقول لافتة معلقة داخل الكنيس ومكتوبة بأربع لغات (العربية والانكليزية والفرنسية والألمانية) "يرجع عهد هذا المقام العتيق والمقدس المعروف بالغريبة إلى عام 586 قبل الحساب الإفرنجي أي منذ خراب الهيكل الأول لسليمان تحت سلطة نبوخذ نصر، ملك بابل وقد وقع ترميمه عبر العصور".
صورة من: Yassine Gaidi/AA/picture alliance
يوم كيبور: عيد الغفران
لمدة عشرة أيام يبدي اليهود الندم على خطاياهم. ومن ثم يتطهرون من الذنوب بذبح الدجاجة التي انتقلت لها ذنوبهم. وفي اليوم العاشر يتم الاحتفال بيوم كيبور بالصلاة في الكنيس طوال اليوم وبالصوم عن الأكل والشرب والامتناع عن النظافة الشخصية. في يوم الغفران، أهم عيد يهودي، يصدر الرب أحكامه على الناس.
صورة من: Menahem Kahana/AFP/Getty Images
سوكوت: عيد المظلة
قبل 3000 سنة، عاش الإسرائيليون حياة العبودية تحت حكم فرعون مصر. لقد أمر الله موسى أن يقودهم إلى أرض كنعان الموعودة. يقال إن الهجرة عبر الصحراء استغرقت 40 عاماً. وفي الطريق كانوا يعيشون في "السوكوت" (الأعراش). ويستظل اليهود في الخريف بالأعراش بعد قطف الفاكهة وحصاد العنب.
صورة من: Annette Riedl/dpa/picture alliance
سمحات توراه: عيد فرحة التوراة
وينتهي عيد الأعراش بعيد "شيميني أتزيرت" وعيد "سيمحات توراة": الأول يمثل بداية فصل الشتاء، والثاني هو الاحتفال بالتوراة، الكتاب المقدس اليهودي. يتم إخراج لفائف التوراة وحملها عبر الكنيس سبع مرات في موكب بهيج ويصاحبه حلقات رقص.
صورة من: Hanan Isachar/picture alliance
حانوكا: عيد الأنوار
لمدة قرنين من الزمان لم يتمكن اليهود من ممارسة شعائرهم الدينية تحت الحكم اليوناني، ولكن في عام 164 قبل الميلاد، استعاد اليهود القدس بعد تمرد. وفي فترة التمرد كان زيت الشموع في الهيكل يكفي لليلة واحدة. ولكن حدثت معجزة وبقيت الشموع مشتعلة لمدة ثمانية أيام: معجزة. ولهذا السبب تُضاء شمعة كل يوم لمدة ثمانية أيام في عيد الحانوكا.
صورة من: Ronen Zvulun/REUTERS
عيد المساخر: عيد الفرح والكرنفال اليهودي
لقد أراد الوزير الفارسي هامان ذات مرة إبادة جميع اليهود، كما جاء في التوراة. لكن أستير، زوجة الملك اليهودية، أنقذت شعبها. وهو من أكثر الأعياد صخباً عند اليهود. ويشجع التلمود اليهود على الشرب مع الأكل. ويلبس اليهود أزياء ملونة وتنكرية في الشوارع.
صورة من: Omer Messinger/ZUMAPRESS/picture alliance
تو بيشفات: عيد الشجرة
يأتي العيد في شهر كانون الثاني/يناير ويرمز لنهاية موسم الأمطار. وحسب التقاليد، في تو بيشفات، يتم تناول الفواكه التي تنمو في إسرائيل من عنب ومكسرات وتين وتمر وزيتون ورمان وحبوب. والعيد اليوم كذلك يوم لحماية البيئة في إسرائيل، حيث يقوم المواطنون بزراعة الشتلات في جميع أنحاء البلاد.
صورة من: Photoshot/picture-alliance
السبت: يوم الراحة الأسبوعي
ويستمر السبت من غروب شمس يوم الجمعة إلى مساء السبت. العمل ممنوع؛ اليهود المتدينون يزورون الكنيس في هذا اليوم. ولا يجوز إشعال النار يوم السبت، وهذا ينطبق أيضاً على المصابيح الكهربائية والأفران. إعداد سوزان كوردس/م.س/ خ.س