المغرب: إصابة مهاجرين ورجال شرطة في اقتحام لمعبر سبتة
٣٠ أغسطس ٢٠١٩
أحبطت السلطات المغربية محاولة مئات المهاجرين الأفارقة العبور عنوة إلى مدينة سبتة الخاضعة للحكم الإسباني. اعتقلت السلطات كثيرن منهم فيما نجح آخرون في الفرار والعبور إلى أراضٍ تابعة للاتحاد الأوروبي.
إعلان
أعلنت السلطات المغربية إيقاف مئات المهاجرين الأفارقة صباح اليوم الجمعة (30 أغسطس/ آب)، ومنعهم من دخول مدينة سبتة شمال المغرب عبر مركز بليونش الحدودي.
وحسب إفادة إدارة الأمن في منطقة "المضيق-الفنيدق" التابعة لإقليم تطوان، فقد تم توقيف ما يقارب 400 مهاجر ينتمون لدول إفريقيا جنوب الصحراء وأغلبهم من غينيا حاولوا في الساعات الأولى من الصباح اقتحام مدينة سبتة الخاضعة للحكم الاسباني، وأضافت أن ما لايقل عن 150 شخصاً اخترقوا السياج الشائك مستغلين وجود الضباب في الجو، فيما حاول 250 شخصا توسيع السور المزدوج الممتد على طول الحدود والبالغ ارتفاعه 6 أمتار. وقالت وسائل إعلام إسبانية أن بعضهم قفز بينما اقتحمت الأغلبية باباً في السياج.
وأسفر تدخل الأمن المغربي عن إصابة تسعة مهاجرين بجروح طفيفة نقلوا على إثرها إلى المستشفى بمدينة الفنيدق للحصول على المساعدة الطبية الضرورية، فيما أصيب نحو 12 عنصراً من الشرطة خلال محاولتهم التصدي للاجئين. وأعلنت إدارة الأمن عن توقيف 90 فرداً من المقتحمين وأحالتهم إلى النيابة العامة للتحقيق معهم، فيما يجري البحث عن باقي المهاجرين.
إسبانيا - جدار سبتة في وجه المهاجرين الأفارقة
02:45
وقال متحدث باسم مكتب الحكومة المركزية في سبتة إن هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها المهاجرون من اقتحام السلك الشائك الذي يفصل سبتة عن المغرب بشكل جماعي منذ عام.
وكانت آخر محاولة اقتحام جماعية للحدود بين المغرب وسبتة ومليلية اللتان تتبعان إسبانيا قد وقعت في أغسطس/آب من العام الماضي عندما وصل 118 مهاجرا إلى الأراضي الإسبانية، إلا أن معظمهم أعيدوا لاحقا إلى المغرب.
ويوجد لإسبانيا جيبان في شمال إفريقيا، هما سبتة ومليلية وهي الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع إفريقيا. ومنذ بداية العام، نجح 3427 مهاجرا في الوصول إلى هاتين المدينتين، بنسبة أقل بنحو 18,1 في المئة عن عام 2018، وفقاً لآخر أرقام وزارة الداخلية. وقد وصل إلى سبتة 671 من إجمالي هذا العدد. وبمجرد الوصول إلى الأراضي الإسبانية، يتم عادة نقل المهاجرين إلى مركز للاستقبال حيث يمكنهم طلب اللجوء.
وينظم المهاجرون غير الشرعيين هجمات منظمة من حين لآخر على معبر سبتة سعياً لدخول الأراضي الإسبانية، أسفر بعضها عن سقوط قتلى وإصابات متفاوتة الخطورة بينهم.
ع.ح./ع.ج. (أ.ف.ب، د.ب.أ، رويترز)
مهاجرون أفارقة عالقون في المغرب وعيونهم معلقة على أوروبا
هي معاناة مهاجرين أفارقة من جنوب الصحراء الكبرى أرادوا أن يكون المغرب ممراً إلى الفردوس الأوروبي. إلا أنه ما لبث أن أضحى مقراً لهم. ولم يجدوا أمامهم غير الجبال لتأويهم والسماء لتزيدهم برداً في فصل الشتاء القاسي.
صورة من: Ayadi Motadamina
حلم موؤد
أحلام المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى تنهار مجرد وصولهم إلى المغرب. فالحدود المغربية الإسبانية، ومعبر سبتة ومليلية، تحول دون بلوغهم "الجنة": أوروبا.
صورة من: DW/Ilham Talbi
الجبال والغابات مأواهم
بعد صدمة الواقع المرير، يجد المهاجرون أنفسهم بعيدين عن الفردوس الأوربي وبدون منازل تأويهم. فيتجهون نحو الجبال والغابات في المغرب، ليصنعوا لأنفسهم مأوى في انتظار الفرج. ويعتبر جبل "غوروغو" بالناظور/ شمال المغرب، واحداً من الأمكنة التي يقطن فيها المهاجرون الأفارقة نظراً لقربه الجغرافي من مليلية.
صورة من: DW/Ilham Talbi
بطالة وعوز
الكثير من الشباب المهاجر يعلق بالمغرب والقليل جداً يفلح في الوصول بطريقة ما إلى أوروبا. معظم الشباب يعاني من بطالة وفقر مدقع. ويزيد الوضع سوءاً عدم أخذ ذلك بالحسبان؛ إذ قد يبقى البعض عالقاً في المغرب لمدة قد تتجاوز السنة بلا نقود.
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
نساء يذقن الأمرّين
معظم النساء المهاجرات لا يأتين وحيدات. بل برفقة أطفالهن وأحياناً كثيرة يرافقن أزواجهن. هن الأخريات يعانين من غياب مأوى يقيهن شر البرد والتحرش والتعنيف.
صورة من: DW/Ilham Talbi
أطفال يتضورون جوعاً
تأمين الأكل والشرب للأطفال هو الشغل الشاغل للمهاجرات من الأمهات. فبعد أن تأكدن من صعوبة العبور إلى وجهتهن الأولى يبقين في مصارعة مع ظروف الحياة الصعبة والحرمان من أبسط شروط العيش.
صورة من: DW/Ilham Talbi
المرض بالمرصد
الشباب القادم من دول جنوب الصحراء لا يحمل في جعبته غير حقيبة صغيرة للملابس، وأخرى كبيرة خيالية مليئة بالأحلام الوردية. يعجز البعض عن إكمال الطريق إلى أوروبا نتيجة الوقوع فريسة للمرض.
صورة من: Ayadi Motadamina
المجتمع المدني والحكومة يفعلان ما بوسعهما
مساعدة المهاجرين لا تقف عند مدهم بالأكل والشرب بل تتعداها إلى أمور أخرى: الخدمات الصحية، والسكن، والإدماج في المجتمع. حيث تعمل جمعيات المجتمع المدني، إلى جانب الحكومة، لإنقاذ المهاجرين من وطأة الغربة والبطالة والمرض. وتعتبر "ماما حاجة" واحدة من النساء اللواتي كرسن حياتهم للعناية بصحة هؤلاء المهاجرين. إعداد مريم مرغيش