المغرب: اعتقال ناشطين في الحركة الاحتجاجية بالحسيمة
٢٧ مايو ٢٠١٧
في تصعيد جديد، شهدت مدينة الحسيمة، بؤرة الحركة الاحتجاجية في الريف المغربي، اعتقال عشرين شخصاً بينهم قادة في المظاهرات المستمرة منذ ستة أشهر. وتتهم السلطات الناشطين بتلقي "أموال ودعم لوجستي خارجي وإهانة رموز الدولة".
إعلان
اعتقل عشرون شخصاً بينهم العديد من الناشطين في الحركة الاحتجاجية التي يشهدها شمال المغرب منذ أكثر من ستة أشهر، في الساعات الـ48 الأخيرة بمدينة الحسيمة، وفق مصادر متطابقة. وقال الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في الحسيمة في بيان إن الأشخاص العشرين اعتقلوا للاشتباه "بارتكابهم جنايات وجنحاً تمس بالسلامة الداخلية للدولة وأفعالاً أخرى تشكل جرائم بمقتضى القانون".
وأضاف أن "المعطيات الأولية أفضت إلى توفر شبهة استلام المشتبه فيهم تحويلات مالية ودعم لوجستي من الخارج بغرض القيام بأنشطة دعائية من شأنها المساس بوحدة المملكة (...) ومؤسسات الشعب المغربي، فضلاً عن إهانة رموز الدولة في تجمعات عامة".
الجدير ذكره أن محافظة الحسيمة في منطقة الريف تشهد تظاهرات منذ مقتل بائع سمك سحقاً داخل شاحنة نفايات في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. ومع الوقت، اتخذت الحركة الاحتجاجية التي يقوم بها ناشطون محليون بُعداً اجتماعياً وسياسياً مع المطالبة بتنمية منطقة الريف المهمشة في رأيهم.
وفي اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، قال ناشط حقوقي محلي إن "أكثر من عشرة ناشطين من الحراك تم اعتقالهم". وبين هؤلاء الناشط محمد جلول، الذي أفرج عنه أخيراً واعتقل "بشكل عنيف قرب منزله وأمام عائلته" وفق المصدر نفسه.
ولا يزال ناصر زفزافي، الذي يقود الحركة الاحتجاجية، هارباً بعدما صدرت مذكرة توقيف بحقه مساء الجمعة. وبات زفزافي مطلوباً لدى قوات الأمن المغربية بسبب تهجمه على إمام مسجد أثناء إلقائه خطبة الجمعة. وقال وزير الشؤون الإسلامية، أحمد توفيق، لوكالة فرانس برس إن زفزافي "أثار البلبلة أثناء الصلاة وأهان خطيب" مسجد محمد الخامس، مشدداً على أن "ما قام به صباح اليوم هو عمل غير مسبوق (...) إنها جريمة خطرة".
خ.س/ ي.أ (أ ف ب)
مقتل بائع السمك محسن فكري يشعل نار الاحتجاجات في المغرب
لايزال مقتل بائع السمك، الذي مات سحقا في شاحنة نفايات عندما حاول على ما يبدو إنقاذ بضاعته بعد مصادرتها، يثير غضب العديد من المغاربة الذين خرجوا باحتجاجات ضد "الظلم المسلط على المواطن". فهل ينجح الملك في تهدئة الأجواء؟
صورة من: AP
تتواصل في المغرب الاحتجاجات الغاضبة بعد أن لقي بائع السمك محسن فكري مصرعه سحقا في شاحنة نفايات عندما حاول على ما ييدو استرداد بضاعته من السمك بعدما صادرتها الشرطة في مدينة الحسيمة، شمالي المغرب، بتهمة بيع سمك يحظر صيده في هذه الفترة من السنة وألقت بها في النفايات، وفق ما تقول السلطات المغربية.
صورة من: picture alliance/AA/J. Morchidi
الاحتجاجات انطلقت من مدينة الحسيمة، موطن بائع السمك، وشملت عدة مدن مغربية بينها الدار البيضاء والرباط. البعض يحمّل السلطات الأمنية مسؤولية مقتل محسن فكري الذي حاول استرداد بضاعته بعد مصادرتها والإلقاء بها في القمامة، فيما يرى البعض الآخر أن بائع السمك انتحر بعد شعوره بـ"الحقرة"، أي الظلم والقهر.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Senna
حادثة مقتل بائع السمك محسن فكري في مدينة الحسيمة المغربية تذكر كثيرا بحادثة البائع المتجول محمد البوعزيزي والذي صودرت بضاعته من قبل الشرطة البلدية في مدينة سيدي بوزيد، وسط تونس، قبل أن يضرم النار في جسده بعدما شعر بتعرضه للظلم والقهر. نيران أشعلت لهيب الثورات العربية التي لايزال لهبها متواصلا في العديد من الدول العربية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Salah Habibi
على أية حال، وبعكس الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي الذي لم يعر حادثة البوعزيزي في البداية أهمية كبيرة، فقد كانت ردة فعل الملك المغربي محمد السادس سريعة، إذ أنه وبعيد حادثة مقتل بائع السمك محسن فكري، سارع بإصدار تعليمات "لإجراء بحث دقيق ومعمق ومتابعة كل من ثبتت مسؤوليته في هذا الحادث، مع التطبيق الصارم للقانون في حق الجميع".
صورة من: Getty Images
واستجابة لتعليمات الملك، تحيل النيابة العامة الثلاثاء (الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2016) 11 شخصا من مختلف المصالح إلى قاضي التحقيق بتهم القتل غير العمد في قضية محسن فكري. لكن ماذا عن القضايا الأخرى؟ وفق اللافتة التي يحملها هذا الشاب خلال احتجاجات في مدينة الحسيمة، هناك عدة ملفات أخرى تحتاج التحقيق مثل تهريب الأمول إلى بنما والتي تورط فيها أحد مستشاري الملك وكذلك إلى قضية "مي فتيحة".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Senna
قضية "مي فتيحة"، وهي أرملة كانت تبيع الفطائر في مدينة قنيطرة المغربية" قبل أن تضرم قبل بضعة أشهر النار في جسدها بعدما صادرت السلطات عربتها، وإن تم لملتها بسرعة بعد تدخل الملك المغربي وإصداره تعليمات لوزير الداخلية بمحاسبة المسؤولين عن مقتلها بصرامة، إلا أنها ظلت باقية في الأذهان. فهل ينجح الملك هذه المرة في إسكات الغاضبين؟
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Senna
مراقبون يكادون يجمعون على أن الاحتجاجات التي تشهدها المملكة المغربية في الوقت الراهن أحد أكبر الاحتجاجات على مستوى البلاد منذ عام 2011 عندما نظمت حركة 20 فبراير مظاهرات تطالب بالإصلاح الديمقراطي مستلهمة انتفاضات الربيع العربي التي اندلعت في مختلف أرجاء المنطقة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Senna
الاحتجاجات في المغرب ليست بالجديدة، إذ كثيرا ما ينظم العاطلون عن العمل احتجاجات أمام مقر الحكومة والبرلمان للمطالبة بالتشغيل. لكن الاحتجاجات الحالية التي تشهدها البلاد تكاد تشمل جميع فئات المجتمع ضد ما يعتبرونه "الظلم المسلط على المواطن البسيط".
صورة من: Reuters
الثورات العربية التي شهدتها المنطقة والمظاهرات التي نظمتها حركة 20 فبراير دفعت بالملك إلى القيام بعدة إصلاحات، قال مراقبون عنها بأنها سحبت البساط من تحت أقدام الحركة. لكن ماذا عن الاحتجاجات الجديدة؟ على أية حال التطورات الجديدة تتزامن مع استعداد المملكة لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2016 خلال الشهر الجاري، في حين يبدأ رئيس الوزراء تشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات الأخيرة.