1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المغرب- "جيل زد 212" تدعو لتظاهرات جديدة في 14 مدينة

عماد حسن (أ ف ب، د ب أ ، رويترز)
٤ أكتوبر ٢٠٢٥

شهد المغرب مظاهرات جديدة دعت إليها حركة "جيل زد 212" الشبابية لليوم الثامن على التوالي في 14 مدينة، للمطالبة بتحسين الخدمات ومحاربة الفساد. وأعلنت المجموعة عن تنظيم حملة واسعة لتنظيف الشوارع للتأكيد على سلمية الاحتجاجات.

متظاهرون يهتفون بشعارات خلال مظاهرة قادها الشباب في سوق بالرباط في 29 سبتمبر 2025، مطالبين بإصلاحات في قطاعي الصحة العامة والتعليم
نشرت الحركة التي لا تعلن هوية القيمين عليها، على موقع ديسكورد دعوة للتظاهر في 14 مدينة، "في إطار منظم ومحدد"صورة من: Abdel Majid Bziouat/AFP/Getty Images

أعلنت حركة "جيل زد 212" اليوم السبت (4 أكتوبر/تشرين الأول 2025) عن تظاهرات جديدة السبت لليوم الثامن توالياً للمطالبة بتحسين الخدمات الصحية والتعليمية.

تأتي هذه التظاهرات الاجتماعية غير المسبوقة التي نظمتها "جيل زد 212" منذ 27 أيلول/سبتمبر في أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت منتصف أيلول/سبتمبر في عدة مدن اعتراضاً على تدني الخدمات الصحية.

ونشرت الحركة التي لا تعلن هوية القيمين عليها، على موقع ديسكورد دعوة للتظاهر في 14 مدينة، "في إطار منظم ومحدد" بين الساعتين 18:00 و21:00 بالتوقيت المحلي.

أعمال عنف

ومساء الجمعة، تظاهر المئات في عدة مدن بينها الرباط وأغادير بدعوة من هذه الحركة التي تقدم نفسها على أنها مجموعة من "الشباب الحر" الذي لا ينتمي لأي حزب سياسي.

واندلعت أعمال عنف في عدة مدن صغيرة ليل الأربعاء الخميس بعد التظاهرات.  قُتل ثلاثة أشخاص على يد رجال الدرك أثناء محاولتهم "اقتحام" فرقة درك في قرية القليعة قرب أغادير للاستيلاء على أسلحة وذخيرة، بحسب السلطات.

وتؤكد الحركة التي تضم أكثر من 180 ألف عضو على منصة ديسكورد الطابع السلمي للتظاهرات، رافضة "أي شكل من أشكال العنف أو الشغب أو التدمير".

حملة لتنظيف الشوارع

على جانب آخر، أعلن شباب حركة "جيل زد" تنظيم حملة واسعة لتنظيف الشوارع، مساء اليوم السبت، في عدد من المدن المغربية. ووفق  صحيفة "هسبريس" المغربية اليوم ، تأتي هذه الخطوة تعبيراً عن حسن النية والسلمية، ورسالة اعتذار صريحة لرجال النظافة الذين وجدوا أنفسهم خلال الأيام الماضية مضطرين إلى مواجهة آثار أعمال تخريب رافقت بعض الاحتجاجات.

وتسعى هذه المبادرة، التي وصفتها الحركة بـ"المواطنة الفعلية"، إلى إعادة الاعتبار لفضاءات عمومية تضررت، وإلى التأكيد أن الشباب المغربي قادر على المزاوجة بين المطالبة بحقوقه المشروعة وبين الانخراط في إصلاح ما أفسده "المخربون".

كما شددت  الحركة على أن هذه الحملة هي شكل من أشكال المسؤولية المشتركة تجاه المدينة والمجتمع، مؤكدة أن "تنظيف الشوارع لا يقل شأناً عن الوقفات الاحتجاجية السلمية التي شهدتها الساحات في الأيام الأخيرة".

ودعت الحركة كافة المهتمين إلى المشاركة في هذه المبادرة، معتبرة أن الانخراط فيها يتجاوز كونه مجرد عمل رمزي، ليصبح رسالة قوية عن رقي الفكر وعمق المسؤولية، وتجسيدا فعليا لمفهوم المواطنة النشطة التي تقوم على التوازن بين الحقوق والواجبات، على حد تعبيرها.

"اختناق وتراكم أزمات محلية"

وفاجأت المظاهرات، التي نظمتها "جيل زد 212"  التي يهيمن عليها الشباب المطلع على الإنترنت، البلاد وبرزت كأحد أكبر الاحتجاجات في المغرب منذ سنوات. وبحلول منتصف الأسبوع، بدا أنها تنتشر إلى مواقع جديدة على الرغم من عدم وجود تصاريح من السلطات.

ويرى محللون أن بروز "جيل زد 212" التي يقودها الشبان في المغرب، وتواصل احتجاجاتها منذ نحو أسبوع، لا يمكن فصله عما يجري في تجارب دول أخرى لكنها في الجوهر تعبر عن اختناق وتراكم أزمات محلية.

وأطلقت "جيل زد 212" دعوات للاحتجاج سلميا لمحاربة الفساد وإقرار العدالة الاجتماعية يومي 27 و28 سبتمبر أيلول الماضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصة ديسكورد للألعاب الإلكترونية، قبل أن تتواصل طوال الأسبوع الماضي.

يقول أحمد البوز أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة محمد الخامس بالرباط لرويترز إنه قد تتشابه حركة "جيل زد 212" مع حركات الجيل نفسه التي عرفتها بعض دول العالم مثل نيبال ومدغشقر وبيرو لكنها "تعبر عن مشاكل داخلية حقيقية". وأضاف: "ما يعيشه المغرب من فساد وتدهور التعليم والصحة وغياب العدالة الاجتماعية يشكل الأرضية الملائمة لتأجيج مثل هذه الاحتجاجات".

شرارة الاحتجاجات

وبدأت شرارة الاحتجاجات من أغادير بجنوب غرب المغرب، عندما توفيت ثماني نساء حوامل في أقل من شهر في مستشفى عمومي هناك أثناء عمليات قيصرية، لتمتد المظاهرات إلى عدد من مدن المغرب، مطالبة بتحسين خدمات الصحة والتعليم ومحاربة الفساد.

وتحولت الاحتجاجات السلمية، التي قابلتها السلطات بالمنع والعنف والاعتقال في البداية، إلى أعمال عنف ونهب وشغب في بعض المناطق، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح العشرات في صفوف المواطنين ورجال الأمن. وتبرأ شبان "جيل زد 212" من هذه الأحداث ونددوا بها ودعوا إلى مواصلة الاحتجاج سلميا. وقالت السلطات إن أغلب المسؤولين عن أحداث الشغب هذه، هم من القاصرين والأطفال.

وسبق للمغرب أن شهد أحداثا مماثلة عندما تحولت إضرابات عامة في سنوات 1981 و1984 و1990 إلى أحداث شغب وإطلاق نار، في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.

أطلقت حركة "الجيل زد 212" دعوات للاحتجاج سلميا لمحاربة الفساد وإقرار العدالة الاجتماعية يومي 27 و28 سبتمبر أيلول الماضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصة ديسكورد للألعاب الإلكترونية،صورة من: Abdel Majid Bziouat/AFP/Getty Images

لكن الأحداث السابقة كانت تقودها اتحادات عمالية وأحزاب سياسية دعت إلى إضرابات عامة، إذ كانت هذه التنظيمات تتمتع بقاعدة جماهيرية عريضة. أما حركة "جيل زد" فتتشابه، بحسب أحمد البوز، مع حركة "20 فبراير" التي قادها الشبان أيضا "وحركت احتجاجات النسخة المغربية من الربيع العربي في 2011، وجنت إدخال بعض التعديلات على الدستور المغربي".

وأضاف البوز "هذا ما أسميه ذهنية الاحتجاج التي ورثها الشباب المغربي من 20 فبراير، لأنني اعتبر أن هناك تشابها بين الحركتين على الأقل من حيث دور الشباب في إشعالهما، ومن حيث البعد الوطني الذي اتخذتها الاحتجاجات".

أزمة ثقة

يرى المراقبون أن معظم الشبان المغاربة لا يثقون في العمل السياسي ويعتبرون الأحزاب "مجرد دكاكين سياسية" تفتح في فترة الانتخابات لتعطي الوعود وتستقطب الأصوات وتغلق بعد صدور النتائج متنكرة لوعودها في أغلب الأحيان. كما أن معظم الأحزاب السياسية لا تجدد برامجها ولا تعطي فرصة للشبان لتولي القيادة.

وقال  محمد الشهبي الباحث في العلوم السياسية إن "المغرب يعيش منذ عقود أزمة تمثيل سياسي حادة، الأحزاب التقليدية فقدت مصداقيتها لدى الشباب، لا لضعف برامجها فحسب، بل بارتهانها لمنطق التوافق، ما جعلها تبدو كجزء من المشكلة لا الحل".

ويعتبر الشهبي أن "هذا الفراغ ولد احتجاجا بدون قائد أو زعيم، يعتمد على الشبكات الرقمية بدل الهياكل التقليدية، وهو احتجاج يفتقر إلى الاستمرارية والاستراتيجية، لكنه يعبر عن أزمة ثقة جوهرية في المؤسسات الوسيطة، من أحزاب ونقابات وجمعيات".

وتصل نسبة البطالة في المغرب إلى 12.8 بالمئة، وتبلغ نسبتها بين الشبان 35.8 بالمئة، وبين الخريجين 19 بالمئة، وفقا لبيانات المندوبية السامية للتخطيط.

تحرير: محيي الدين حسين

 

عماد حسن كاتب في شؤون الشرق الأوسط ومدقق معلومات ومتخصص في العلوم والتقنية.
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW