1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المغرب - زوجان يحولان بيتهما إلى معرض للفنانين

سهام أشطو- الرباط٢١ سبتمبر ٢٠١٢

في مبادرة هي الأولى من نوعها في المغرب أقدم زوجان مغربيان شابان على وضع منزلهما رهن إشارة الفنانين لعرض أعمالهم الفنية هناك بالمجان. ولاقت المبادرة ترحيبا من المهتمين وتشجيعا من محبي الفنون.

photo:1 main title: art exhibition in Rabat photo title: part of the exhibition in Villa of Yasmina Naji place and date:01/09/2012 Rabat copy right/photographer:Siham Ouchtou Zulieferer: Emad Ghanim
صورة من: Siham Ouchtou

في حي السويسي أرقى أحياء العاصمة المغربية الرباط، وتحديدا بإحدى "الفيلات" الفاخرة هناك، كانت أعمال فنانين مغاربة وأجانب على موعد لعرض متميز من حيث الشكل والمضمون. الفكرة في حد ذاتها جديدة على المحيط المغربي، فلأول مرة تقْدم أسرة مغربية وبشكل تطوعي على تسخير منزلها للفن والفنانين.

ياسمينة ناجي، مالكة البيت وصاحبة المبادرة هي سيدة شابة تعمل كأستاذة للفلسفة وتشرف في نفس الوقت على هذا المعرض الخاص. وقد دفع بها عشقها للفن وخبرتها في هذا المجال لتنظيم معرض فني متميز، خصوصا وقد سبق لها أن اشتغلت في معارض وأروقة فنية في الرباط، كما تربطها علاقات عميقة بفنانين داخل المغرب وخارجه.

الخفي والظاهر بين الجدرانصورة من: Siham Ouchtou

ولع بالفن

جاءت الفكرة عندما قرر الزوجان القيام بإصلاحات في منزلهما، وفكرت ياسمينة في إمكانية وضعه رهن أشارة الفنانين خلال الفترات التي يكون فيها البيت شاغرا، وتقول ياسمينة في لقائها مع DW/ عربية إن زوجها وافقها على الفكرة رغم أن مجال عمله بعيد عن مجال الفن. "شاركني في الفكرة لأنه يحب الفن أيضا وبذلنا جهودا في إنجاح هذه المبادرة وهذا أمر أسعدني كثيرا".

ما يميز هذه المبادرة أيضا هو أن للفنانين حرية اختيار أعمالهم المعروضة واختيار مواضيع العرض، وتضيف ياسمينة قائلة "تناقشنا مع بعضهم، فطرحوا أفكارا ومشاريع متميزة". ويبدو المعرض عند النظرة الأولى في شكل غير اعتيادي. فالفنانون لم يستغلوا فضاء البيت كما هو لعرض أعمالهم، بل قاموا بتهديم أجزاء من الجدران وغيروا شكل وتصميم بعض الغرف الداخلية، فيما يوحي إلى تمرد على القيود والحواجز، لأن المعرض يجب أن يطرح "فن الفكرة" كما تشير إلى ذلك ياسمينة. وتطلب الأمر إجراء تعديلات مثل اختراق جدران البيت بشكل يمكن عبره رؤية المواد المستعملة في البناء.

وجمع المعرض أعمالا متنوعة تنوعت بين فن الرسم على الخشب والورق والحيطان أو المزج بين الأعمال المصورة وأعمال الفن التشكيلي، بالإضافة إلى تقديم تقنية الفيديو في بعض الأعمال، كما جمع بين آلات وأدوات مختلفة لخلق مواد جديدة وابتكارها من جديد، حيث شملت هواتف وبعض الآلات الموسيقية وصورا وغيرها من الأشكال.

رغبة في التمرد على القيود والحواجزصورة من: Siham Ouchtou

دعم الفنانين الشباب

تفتخر ياسمينة بأنها ساهمت في دعم فناني بلادها من خلال هذه المبادرة، وتأسف "لعدم قيام الناس بتقديم بيوتهم لمثل هذه المبادرات الفنية" وترى ياسمينة أن الفضاء العام في المغرب لا يتم استغلاله كما يجب خدمة للفن، رغم وجود أماكن جميلة "إلا أنها لا تفتح في وجه الفنانين".

ومع الإشارة إلى قلة أماكن عرض الفنون تضيف ياسمينة أن الفنانين المغاربة في حاجة إلى الدعم. وتسعى ياسمينة من خلال هذه التجربة إلى تسليط الضوء على فنانين غير مشهورين في المغرب وأيضا على فنانين مغاربة يعيشون في الخارج وغير معروفين في وطنهم، "فنحن نرى دائما نفس الوجوه، لذلك دعوت فنانين لتعريف الناس بهم وليس لأغراض تجارية".

يقول فؤاد بلامين، فنان مغربي مشارك في هذا المعرض في حديث له مع DW / عربية إنه يرحب بمثل هذه المبادرات النشطة لأنها تخدم الفنانين الشباب بالخصوص ويضيف قائلا: " كفنان من جيل آخر يشرفني أن أشارك مع الشباب في تجارب معاصرة مثل هذه". ويضيف الفنان المغربي أن هذا المعرض يساهم في بلورة مجموعة من القدرات الفنية للشباب. "إنها مباردة مميزة وأحييها، فقد سمحت صاحبة البيت بتغيير أكثر من جناح في بيتها، لقد تم تغيير أكثر من نصف البيت، من يستطيع ردم بيته من أجل الفن؟"

مدخل البيت الفاخر الذي تم وضعه رهن اشارة العروض الفنيةصورة من: Siham Ouchtou

الفن والرقابة

أما الشابة غيتة، التي زارت المعرض أيضا فهي تؤكد أنها لأول مرة تقوم بزيارة معرض فني بهذا الشكل "الفكرة جذبتني كثيرا، فنادرا ما نسمع في مجتمعنا بقيام شخص بالتبرع ببيته من أجل الفن، إنها خطوة متميزة". وتعبر غيته عن اندهاشها من الجرأة التي تميز المواضيع المطروحة في المعرض وتقول: "لاحظت وجود تميز وجرأة وبشكل غير معهودة في المعارض العادية" وهو ما تؤكده ياسمينة أيضا بالقول "إذا استدعيت فنان لعرض أعماله فيتعين عليك إعطاؤه الحرية الكاملة في عرضها، هذا هو الفن لا يمكن أن نأخذ منه ما نريد ونترك ما لا نريد" وتضيف ياسمينة قائلة: "هناك صور معروضة في بيتها لا يمكن رؤيتها في مكان آخر في المغرب بسبب الرقابة"، وهي تعني بذلك بعض الأعمال التي تعرض تفاصيل أجساد عارية، "لأن الجميع خائفون من كل شيء". أما الفنان فؤاد بلامين فيعتقد أنه بغض النظر عن اختلاف الآراء ومن يقف مع أو ضد الأعمال المعروضة فإن "المهم في الأصل هو المبادرة، لأنها خطوة غير مسبوقة".ويضيف قائلا "أنا ممن يعتبر أنه لا يمكن الاعتماد فقط على وزارة الثقافة والسلطات الحكومية في تطويرالمواهب، فعلى القطاع الخاص أن يساهم أيضا في ذلك وباستطاعته أن يلعب دورا مهما في خدمة المواهب الفنية الشابة ".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW