في ظل ما شهده المغرب من تصعيد في أشكال احتجاجات شباب "جيل زد 212"، تعالت أصوات تطالب بالتهدئة، بعد بلاغ للأغلبية الحكومية لم يلب طموحات الجميع.
تستمر احتجاجات شباب "جيل زد 212" في المغرب في ظل ارتفاع أصوات مطالبة بوقف الاحتجاج لأجل مصلحة الوطنصورة من: Abdel Majid Bziouat/AFP/Getty Images
إعلان
شهدت الاحتجاجات التي تقودها حركة "جيل 212" في المغرب تصعيداً وانفلاتاً الليلة الماضية بعدد من المدن المغربية، إذ رصدت مواجهات مع قوات الأمن، واعتقالات في صفوف الشباب، إضافة إلى إصابات في كلا الطرفين.
هذا يبرز حسب الكثير من المتابعين للأوضاع، عدم تفاعل الشارع والشباب مع بلاغ صدر عن رئاسة الأغلبية الحكومية التي عقدت يوم أمس الثلاثاء (30 سبتمبر/ أيلول 2025)، بعد اجتماع برئاسة عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس الحكومة، وبحضور أسماء من باقي الأحزاب المشكلة للأغلبية.
وجاء في البلاغ: "بعد استعراضها مختلف التطورات المرتبطة بالتعبيرات الشبابية في الفضاءات الإلكترونية والعامة، تؤكد على حسن إنصاتها وتفهمها للمطالب الاجتماعية واستعدادها للتجاوب الإيجابي والمسؤول معها". وشددت الأغلبية في بلاغها على أن "طموح الإصلاح الصادر عن هذه التعبيرات الشبابية يلتقي مع الأولويات التي تشتغل عليها الحكومة، التي فتحت منذ تحملها المسؤولية ورشاً ضخماً للإصلاح، لا يمكن أن تقاس نتائجه بشكل آني بالنظر إلى حجم الإصلاحات التي يتم تنزيلها بشكل متزامن".
بنكيران على خط التهدئة
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب باسم رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، الذي كان له السبق لنشر فيديو ليلاً، يدعو من خلاله شباب "جيل زد" للهدوء، مؤكداً على "حق الشباب في الاحتجاج، على أن يبقى في حدوده المشروعة"، موصياً "السلطات أن تتدخل في الحدود المعقولة".
إعلان
وعلق بنكيران الذي ينتمي حزبه (العدالة والتنمية) للمعارضة حاليا على "نشوب مواجهات بالحجارة واستهداف رجال الأمن وأحداث العنف والاعتداء على الممتلكات وإحراق سيارات ودهس للمواطنين"، معتبراً أن "هذا يعتبر انفلاتاً يُخرج الأمر من دائرة الاحتجاج على الحكومة، إلى الانفلات الأمني الذي لا يحمد عقباه كما حصل في مختلف الدول".
وأضاف بنكيران، موجهاً كلامه للشباب بلغة اعتبر المعلقون أنها لا تناسب هذا الجيل قائلاً: "ما تحتجون حوله أمور واقعية، ونحن أيضا نحتج على الحكومة، لكننا الآن أمام خطر العنف. أقترح عليكم أن تصدروا أمر التوقف عن الاحتجاج ليكون عملكم إيجابياً، وحتى لا ندخل لمسلسل العنف والعنف المضاد".
السلطة الرابعة في قلب الحدث
منذ اندلاع الأوضاع الأمنية مساء الثلاثاء، خرجت صفحات مؤسسة ميد راديو المغربية، بمنشورات حول ما وصفته بـ "تطورات مقلقة تنذر بخروجها عن السياق السلمي للتظاهر". ورأت المؤسسة التي تعتبر الإذاعة الأكثر انتشاراً في الأوساط المغربية، أن "هذا الوضع يستدعي منا توجيه نداء عاجل لشبابنا المغربي، من أجل تفادي الانزلاق نحو مسار خطير، ستكون له عواقب وخيمة على مستقبلهم وعلى مستقبل الوطن".
وأضافت صفحات ميد راديو أن "أعمال التخريب والشغب وإحراق المرافق العمومية هي أمر مرفوض تماماً. ونوجّه نداء كمنبر إعلاميّ وطني: عودوا إلى منازلكم، وارقوا إلى مستوى المغرب الذي نطمح إليه جميعاً".
كما خرج بعض الإعلاميين المغاربة، الذين يحضون بمتابعة كبيرة من الشباب، بفيديوهات وتدوينات ومقالات، داعين إلى استحضار مصلحة الوطن.
وتفاعلاً مع أحداث الليلة الماضية، اعتبر يونس مسكين، مدير أخبار صحيفة صوت المغرب، أنه "على الدولة أن تراجع اختياراتها السلطوية في التعاطي مع المبادرة الأصلية، السلمية والحضارية والمشروعة، وعلى الشباب الذين أخرجهم حبّ بلادهم إلى الشارع، أن يكونوا اليوم أداة تهدئة وحفاظ على الاستقرار". وأضاف الإعلامي المغربي أنه "لا صحة ولا تعليم ولا شغل إن اضطرب الاستقرار".
"ركوب" موجة الاحتجاجات؟
من جهته، كتب أحمد مدياني، مدير نشر مجلة تيل كيل عربية، تدوينة قال فيها: "الرسالة وصلت، ومهما كانت ردود فعل المسؤولين تجاهها، أتمنى ألا يدعو الشباب للاحتجاجات اليوم. ما حصل ليلة يوم أمس مقامرة، ولابد من تأطير الاحتجاجات وأشكال التعبير عن الرأي".
أما الإعلامي صامد غيلان، فقد حدث الشباب عبر فيديو على فايسبوك قائلاً: "مطالبكم مشروعة، لكن التخريب يؤثر على المواطنين". وأضاف: "الكل ساندكم، وحرية التعبير والاحتجاج حق مشروع، لكن التأثير على سلامة المواطن غير مقبول".
كما دعا صامد الأحزاب السياسية وشبيباتها لتأطير الشباب المحتج، عوض ما اعتبره "ركوباً على الاحتجاجات، وممارسة حملات انتخابية سابقة لأوانها".
ويترقب الرأي العام المغربي بإهتمام كبير الخطاب الذي سيلقيه عاهل البلاد، الملك محمد السادس، يوم غد في إفتتاح البرلمان، هذا الخطاب الذي يأتي في ظل تطورات هامة على المستوى الإقليمي، ولكن أيضاً في ظل احتجاجات شبابية غير مسبوقة.
تحرير: خالد سلامة
من المغرب إلى بيرو وكينيا ونيبال ... "جيل زد" ينتفض
في نيبال ومدغشقر وكينيا وبيرو وبراغواي ومؤخراً في المغرب تفجرت احتجاجات ما سُمي بـ "جيل زد" حيث خرج شباب للمطالبة بالعدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد.
صورة من: Mosa'ab Elshamy/AP Photo/picture alliance
المغرب: اعتقالات في صفوف الشباب
قوات الأمن المغربية تلقي القبض على شبان شاركوا في احتجاجات واسعة مطالبة بإصلاحات في قطاعي التعليم والصحة ومحاربة الفساد والمحسوبية المتفشيين في البلاد. ورغم سلمية الاحتجاجات في معظم مواقع التظاهر استخدمت قوات الأمن العنف. وعبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن رفضها لمحاولات تعرض بعض عناصر القوات العمومية للتغطيات الصحفية لاحتجاجات "جيل زد".
صورة من: AP Photo/dpa/picture alliance
المغرب: منظمة العفو الدولية تحذر
عنصرا شرطة بالزي المدني يقتادان شاباً شارك في احتجاجات "جيل زد". وقد حثت منظمة العفو الدولية "أمنيستي" السلطات المغربية على ضمان احترام الحق في التظاهر والإفراج الفوري وغير المشروط عن أي شخص يُعتقل لممارسته حقه في التجمع السلمي، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي.
صورة من: Mosa'ab Elshamy/AP Photo/picture alliance
المغرب: النساء عنصر فعال في احتجاجات "جيل زد"
قوات الأمن المغربية تحاصر نساء وسط العاصمة الرباط لتفريق الحشود الشعبية. وقد أكد حزب الأغلبية في المغرب تفهم احتجاجات الشباب وفتح باب الحوار. وقد نبهت نقابة "الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب" إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية واستمرار تدهور القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين وتنامي الإحباط والاحتقان في مختلف القطاعات.
صورة من: AP Photo/dpa/picture alliance
مدغشقر: شباب ينتفض ضد الحكومة
شبان وصحفيون يحتمون وراء الجدران من القنابل المسيلة للدموع التي ألقتها شرطة مدغشقر على المحتجين. وقد أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان مقتل 22 شخصاً على الأقل واصابة أكثر من مائة آخرين خلال التظاهرات المناهضة للحكومة في مدغشقر. ورغم أن رئيس البلاد حل الحكومة فإن الاحتجاجات الشعبية لم تهدأ.
صورة من: RIJASOLO/AFP/Getty Images
مدغشقر: أنتاناناريفو تسجل وفيات
شاب يحمل العلم الوطني في العاصمة أنتاناناريفو خلال المظاهرات المناهضة للحكومة. وألقى مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة باللائمة على "الرد العنيف" من جانب قوات الأمن في بعض الوفيات خلال الاضطرابات التي بدأت يوم الخميس بسبب قطع المياه والكهرباء في مدغشقر. كما أصيب أكثر من 100 شخص في الاحتجاجات.
صورة من: RIJASOLO/AFP/Getty Images
براغواي: شباب يندد بالأوضاع السياسية المتردية
الصورة تُظهر جانباً من احتجاجات "جيل زد" في عاصمة البلاد أسونسيون. وتندد الاحتجاجات بالفساد والأوضاع السياسية المتردية وخيمت عليها مواجهات عنيفة بين المتظاهرين ورجال الشرطة. وانتقدت عضوة برلمانية العنف المفرط الذي استخدمته الشرطة.
صورة من: AlertaNews24
بيرو: : شباب يطالب بتنحي الحكومة
شهدت عاصمة بيرو ليما خروج مئات الشباب الغاضبين من الحكومة بسبب تفشي الفساد وطالبوا بالعدالة الاجتماعية. وفيما يبدو الشباب عازم على إسقاط الحكومة المتهمة بالفساد والمحسوبية. وقد قوبلت احتجاجات "جيل زد" هناك بالعنف.
صورة من: Klebher Vasquez/Anadolu/picture alliance
بيرو: اعتقالات وجرحى
شباب العاصمة ليما يشتبكون مع عناصر الشرطة. وأصيب 19 شخصاً على الأقل بينهم شرطي بجروح أثناء تظاهرات ضد حكومة الرئيسة البيروفية دينا بولوارتي والكونغرس، حسب ما أعلنت السلطات ومدافعون عن حقوق الإنسان.
صورة من: Klebher Vasquez/Anadolu/picture alliance
نيبال: تعطيل وسائل التواصل الاجتماعي
آلاف الشباب يحتجون ضد وقف خدمة مواقع التواصل الاجتماعي والفساد في نيبال. وقد أثار تعطيل مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات واسعة، وقد أدت احتجاجات "جيل زد" في نيبال إلى وفاة 19 شخصاً على الأقل.
صورة من: Diwakar Rai/DW
نيبال: رئيس الوزراء يستقيل
أدت احتجاجات "جيل زد" في نيبال إلى استقالة رئيس الحكومة كيه.بي شارما أولي. وقال وزير إن الحكومة المؤقتة بقيادة رئيسة المحكمة العليا السابقة سوشيلا كاركي شكلت لجنة للتحقيق في أعمال العنف التي اندلعت خلال احتجاجات أسفرت عن مقتل 74 شخصاً.
صورة من: Diwakar Rai/DW
كينيا: وفاة مدون سياسي يفجر الوضع
خرج مئات الغاضبين إلى الشوارع الشهر الماضي بعد وفاة المدون السياسي ألبرت أوجوانج أثناء احتجازه لدى الشرطة، مما أشعل من جديد حركة احتجاجية أججها الغضب من غلاء المعيشة وما يقول نشطاء إنها وحشية الشرطة وفسادها. وقالت اللجنة الوطنية الكينية لحقوق الإنسان التي تمولها الحكومة إن 19 شخصاً قتلوا في احتجاجات "جيل زد" في 25 حزيران/يونيو الماضي.
صورة من: DW
كينيا: عنف الشرطة مشكلة مزمنة
عندما تولى الرئيس الكيني وليام روتو منصبه عام 2022 تعهّد بوضع حد لعنف قوات الشرطة وبعد ثلاث سنوات أصدر تعليمات لقوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين العنيفين "في أرجلهم". وشهدت كينيا العام الماضي الواقعة في شرق افريقيا تظاهرات انطلقت في البداية احتجاجا على الركود الاقتصادي والفساد ثم اتسع نطاقها لتشمل اليوم عنف الشرطة، المشكلة المزمنة في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 55 مليون نسمة.
صورة من: Boniface Muthoni/SOPA Images/ZUMA/picture alliance