1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نداءات للتهدئة وحكومة "تتفهم" .. فهل تتوقف مظاهرات "جيل زد"؟

١ أكتوبر ٢٠٢٥

في ظل ما شهده المغرب من تصعيد في أشكال احتجاجات شباب "جيل زد 212"، تعالت أصوات تطالب بالتهدئة، بعد بلاغ للأغلبية الحكومية لم يلب طموحات الجميع.

هتف المتظاهرون بشعارات خلال مظاهرة قادها الشباب في بالرباط في 29 سبتمبر/أيلول 2025، مطالبين بإصلاحات في قطاعي الصحة والتعليم. .
تستمر احتجاجات شباب "جيل زد 212" في المغرب في ظل ارتفاع أصوات مطالبة بوقف الاحتجاج لأجل مصلحة الوطنصورة من: Abdel Majid Bziouat/AFP/Getty Images

شهدت الاحتجاجات التي تقودها حركة "جيل 212" في المغرب تصعيداً وانفلاتاً الليلة الماضية بعدد من المدن المغربية، إذ رصدت مواجهات مع قوات الأمن، واعتقالات في صفوف الشباب، إضافة إلى إصابات في كلا الطرفين.

هذا يبرز حسب الكثير من المتابعين للأوضاع، عدم تفاعل الشارع والشباب مع بلاغ صدر عن رئاسة الأغلبية الحكومية التي عقدت يوم أمس الثلاثاء (30 سبتمبر/ أيلول 2025)، بعد اجتماع برئاسة عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس الحكومة، وبحضور أسماء من باقي الأحزاب المشكلة للأغلبية.

وجاء في البلاغ: "بعد استعراضها مختلف التطورات المرتبطة بالتعبيرات الشبابية في الفضاءات الإلكترونية والعامة، تؤكد على حسن إنصاتها وتفهمها للمطالب الاجتماعية واستعدادها للتجاوب الإيجابي والمسؤول معها". وشددت الأغلبية في بلاغها على أن "طموح الإصلاح الصادر عن هذه التعبيرات الشبابية يلتقي مع الأولويات التي تشتغل عليها الحكومة، التي فتحت منذ تحملها المسؤولية ورشاً ضخماً للإصلاح، لا يمكن أن تقاس نتائجه بشكل آني بالنظر إلى حجم الإصلاحات التي يتم تنزيلها بشكل متزامن".

بنكيران على خط التهدئة

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب باسم رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، الذي كان له السبق لنشر فيديو ليلاً، يدعو من خلاله شباب "جيل زد" للهدوء، مؤكداً على "حق الشباب في الاحتجاج، على أن يبقى في حدوده المشروعة"، موصياً "السلطات أن تتدخل في الحدود المعقولة".

وعلق بنكيران الذي ينتمي حزبه (العدالة والتنمية) للمعارضة حاليا على "نشوب مواجهات بالحجارة واستهداف رجال الأمن وأحداث العنف والاعتداء على الممتلكات وإحراق سيارات ودهس للمواطنين"، معتبراً أن "هذا يعتبر انفلاتاً يُخرج الأمر من دائرة الاحتجاج على الحكومة، إلى الانفلات الأمني الذي لا يحمد عقباه كما حصل في مختلف الدول".

وأضاف بنكيران، موجهاً كلامه للشباب بلغة اعتبر المعلقون أنها لا تناسب هذا الجيل قائلاً: "ما تحتجون حوله أمور واقعية، ونحن أيضا نحتج على الحكومة، لكننا الآن أمام خطر العنف. أقترح عليكم أن تصدروا أمر التوقف عن الاحتجاج ليكون عملكم إيجابياً، وحتى لا ندخل لمسلسل العنف والعنف المضاد".

السلطة الرابعة في قلب الحدث

منذ اندلاع الأوضاع الأمنية مساء الثلاثاء، خرجت صفحات مؤسسة ميد راديو المغربية، بمنشورات حول ما وصفته بـ "تطورات مقلقة تنذر بخروجها عن السياق السلمي للتظاهر". ورأت المؤسسة التي تعتبر الإذاعة الأكثر انتشاراً في الأوساط المغربية، أن "هذا الوضع يستدعي منا توجيه نداء عاجل لشبابنا المغربي، من أجل تفادي الانزلاق نحو مسار خطير، ستكون له عواقب وخيمة على مستقبلهم وعلى مستقبل الوطن".

وأضافت صفحات ميد راديو أن "أعمال التخريب والشغب وإحراق المرافق العمومية هي أمر مرفوض تماماً. ونوجّه نداء كمنبر إعلاميّ وطني: عودوا إلى منازلكم، وارقوا إلى مستوى المغرب الذي نطمح إليه جميعاً".

كما خرج بعض الإعلاميين المغاربة، الذين يحضون بمتابعة كبيرة من الشباب، بفيديوهات وتدوينات ومقالات، داعين إلى استحضار مصلحة الوطن.

وتفاعلاً مع أحداث الليلة الماضية، اعتبر يونس مسكين، مدير أخبار صحيفة صوت المغرب، أنه "على الدولة أن تراجع اختياراتها السلطوية في التعاطي مع المبادرة الأصلية، السلمية والحضارية والمشروعة، وعلى الشباب الذين أخرجهم حبّ بلادهم إلى الشارع، أن يكونوا اليوم أداة تهدئة وحفاظ على الاستقرار". وأضاف الإعلامي المغربي أنه "لا صحة ولا تعليم ولا شغل إن اضطرب الاستقرار".

"ركوب" موجة الاحتجاجات؟

من جهته، كتب أحمد مدياني، مدير نشر مجلة تيل كيل عربية، تدوينة قال فيها: "الرسالة وصلت، ومهما كانت ردود فعل المسؤولين تجاهها، أتمنى ألا يدعو الشباب للاحتجاجات اليوم. ما حصل ليلة يوم أمس مقامرة، ولابد من تأطير الاحتجاجات وأشكال التعبير عن الرأي".

أما الإعلامي صامد غيلان، فقد حدث الشباب عبر فيديو على فايسبوك قائلاً: "مطالبكم مشروعة، لكن التخريب يؤثر على المواطنين". وأضاف: "الكل ساندكم، وحرية التعبير والاحتجاج حق مشروع، لكن التأثير على سلامة المواطن غير مقبول".

كما دعا صامد الأحزاب السياسية وشبيباتها لتأطير الشباب المحتج، عوض ما اعتبره "ركوباً على الاحتجاجات، وممارسة حملات انتخابية سابقة لأوانها".

ويترقب الرأي العام المغربي بإهتمام كبير الخطاب الذي سيلقيه عاهل البلاد، الملك محمد السادس، يوم غد في إفتتاح البرلمان، هذا الخطاب الذي يأتي في ظل تطورات هامة على المستوى الإقليمي، ولكن أيضاً في ظل احتجاجات شبابية غير مسبوقة.

تحرير: خالد سلامة

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW