قال مسؤولون في الأمم المتحدة إن جولة جديدة من المحادثات بين المغرب وجبهة بوليساريو الساعية لاستقلال منطقة الصحراء الغربية بدأت بعد ظهر أمس الخميس بالقرب من مدينة نيويورك لإحراز تقدم على طريق حل نزاع يعد الأطول من نوعه في أفريقيا. وتجري هذه المحادثات التي تستمر حتى ظهر يوم غد السبت في قرية نائية تحت إشراف كريستوفر روس مبعوث الأمم المتحدة إلى المنطقة، وحضور مندوب كل من الجزائر وموريتانيا البلدين المجاورين.

ونقلت وكالة فرنس برس عن أحمد بوجاري، مندوب البوليساريو في الأمم المتحدة، قوله: "نتحدث عن تدابير ثقة، لكن الثقة غير موجودة". وأعرب عن تشاؤمه بالقول: "المغرب متمسك بمواقفه، ولا يمكن أن تسفر هذه المرحلة من المحادثات عن نتيجة". لكنه أكد في الوقت نفسه: "نريد أن تبقى القنوات الدبلوماسية مفتوحة". أما المتحدث باسم المغرب فقد قال إن لديه تعليمات بألا يتحدث مع وسائل الإعلام حتى انتهاء المحادثات ظهر السبت.

ملف الصحراء الغربية – بين المد والجزر

وقد انتهت جولة سابقة من المحادثات في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر دون تحقيق نتائج حاسمة. وبدأت المحادثات السابقة في مناخ متوتر بعد الهجوم الذي شنته القوات المغربية قرب العيون كبرى مدن الصحراء الغربية، وأسفر عن 13 قتيلا، وفق ما يقول المغرب، بينما أكدت البوليساريو بأنه أسفر عن مقتل العشرات.

يذكر أن المغرب قد ضم الصحراء الغربية، التي كانت حتى عام 1975 مستعمرة إسبانية، مما أدى إلى تمرد جبهة البوليساريو. وتوسطت الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة عام 1991. ولم تسفر سبع جولات سابقة من المحادثات الرسمية وغير الرسمية جرت منذ عام 2007 عن أي تقدم في حل القضايا الرئيسية. وتعرض الرباط على الصحراء الغربية حكما ذاتيا في إطار المغرب، لكن البوليساريو تطالب باستفتاء يتضمن الاستقلال الكامل للإقليم كأحد الخيارات.

(ش.ع / أ.ف.ب / رويترز)

مراجعة: ابراهيم محمد