المغرب يؤكد ترشحه لاستضافة المونديال مع إسبانيا والبرتغال
١٤ مارس ٢٠٢٣
دخل المغرب بقوّة على خط الترشح لاستضافة مونديال 2030 في كرة القدم، مع إعلان الملك محمد السادس تقديم ملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال، بعد مئة عام على انطلاق أهم مسابقة كروية في العالم.
إعلان
قال الملك المغربي - في رسالة تلاها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى- بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 من الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الرواندية كيغالي: "أعلن أمام جمعكم هذا، أن المملكة المغربية قد قررت، بمعية إسبانيا والبرتغال، تقديم ترشيح مشترك لتنظيم كأس العالم لسنة 2030".
وكانت الأرجنتين وتشيلي والأوروغواي والباراغواي أطلقت الشهر الماضي ملفها الرسمي المشترك، تكريماً لذكرى مرور 100 عام على إقامة أول مونديال في العاصمة الأوروغويانية مونتيفيديو.
وأوضح الملك المغربي في رسالته أن هذا الترشيح المشترك، الذي يُعدّ سابقة في تاريخ كرة القدم، سيحمل عنوان الربط بين إفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي. ولم يستجب الاتحادان الإسباني والبرتغالي لاستفسارات وكالة فرانس برس.
وكانت إسبانيا والبرتغال قد أعلنت في 2021 نية الترشح لاستضافة المونديال، قبل ضم أوكرانيا إلى الملف المشترك في تشرين الأول/أكتوبر 2022. ومن المتوقع أن يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن هوية المضيف عام 2024.
نجوم العالم ينفخون الهواء دعما لتنظيم المغرب مونديال 2026
وأردف ملك المغرب أن هذا الترشيح "سيجسد أسمى معاني الالتئام حول أفضل ما لدى هذا الجانب أو ذاك، وينتصب شاهدا على تضافر جهود العبقرية والإبداع وتكامل الخبرات والإمكانات". وترشح المغرب خمس مرات سابقاً لاستضافة المونديال، لكن محاولاته باءت بالفشل أعوام 1994 و1998 و2006 و2010 و2026، أبرزها في 1998 عندما نال 7 أصوات مقابل 12 لفرنسا و2010 عندما نال 10 أصوات مقابل 14 لجنوب إفريقيا. وفي تصويت النسخة المقبلة المقررة في ثلاث دول، نال المغرب 65 صوتاً من أعضاء الجمعية العمومية، مقابل 134 للولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
واستضافت القارة الإفريقية النهائيات مرة واحدة عام 2010 في جنوب إفريقيا، عندما أحرزت إسبانيا لقبها الأول. وكان منتخب المغرب حقق نتيجة رائعة في مونديال قطر 2022 ، عندما أصبح أول منتخب إفريقي وعربي يبلغ نصف النهائي، بتفوقه على منتخبات من طراز إسبانيا والبرتغال قبل السقوط في نصف النهائي أمام فرنسا. وتألق في صفوفه عدة لاعبين كالحارس ياسين بونو، والظهير أشرف حكيمي ، ولاعبي الوسط سفيان أمرابط وحكيم زياش والمهاجم يوسف النصيري.
يذكر أنه في أيلول/سبتمبر الماضي، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الشباب والرياضة المصرية محمد فوزي أن بلاده تدرس مع السعودية واليونان الترشح بملف مشترك. وأكد وزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل لوكالة فرانس برس مطلع الشهر الماضي أن بلاده لم تقدّم ملف ترشّح، مؤكداً في الوقت نفسه أن "كل شيء ممكن".
ف.ي/ع.ج.م (رويترز، ا ف ب)
في صور: المغرب والسعي لتنظيم مونديال 2026.. طموح كبير ولكن!
تدخل المنافسة على تنظيم نهائيات كأس العالم 2026 الأشواط الحاسمة بين المغرب وملف أمريكا المشترك، فيما يسعى المغرب إلى تجاوز خساراته السابقة وتنظيم العرس الكروي العالمي كثاني بلد ينظمه في "القارة السمراء" رغم صعوبة المهمة.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Kotb
القرب من أهم سوق كروي
يحتل المغرب موقعاً استراتيجيا يُسهل من مهمة تدفق الجماهير إلى هذا البلد الإفريقي، الذي يبعد بضعة كيلومترات عن القارة الأوروبية، أهم سوق كروي. علاوة على ذلك، فإن توقيت المغرب يتلاءم مع توقيت "غرينيتش"، مما يعد نقطة قوية في صالح الملف المغربي. في المقابل، ستضطر الجماهير إلى التنقل بين ملاعب ثلاث دول كبرى في حال نجاح ملف الترشح الثلاثي (أمريكا، كندا، المكسيك) في الفوز بتنظيم مونديال 2026.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/N. Seliverstova
دعم إفريقي كبير
يحظى ملف المغرب لتنظيم كأس العالم سنة 2026 بدعم شبه كامل من مختلف الدول الإفريقية (54 دولة)، فالقارة السمراء نظمت هذا العرس العالمي مرة واحدة فقط (مونديال جنوب إفريقيا 2010). كما أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "المسيئة" في حق بعض المهاجرين، خاصة من إفريقيا تقوي من إجماع الدول الإفريقية حول ملف المغرب.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Fonseca
حضور جماهيري مُرتقب
كرة القدم هي الرياضة الشعبية الأولى في المغرب، حيث ستضمن نسخة كأس العالم 2026 بنسبة كبيرة حضوراً جماهيراً كثيفاً. كما أن مواطني حوالي 70 دولة يمكنهم دخول التراب المغربي من دون تأشيرة واكتشاف المغرب، الذي يُعرف بانتشار قيم التسامح والتعايش بين العديد من الديانات. وسيمثل المونديال فرصة لمن أراد زيارة المغرب والتعرف على حضارته.
صورة من: Getty Images/AFP/I. Sanogo
تغيير طريقة التصويت
أصبحت الدول الـ 211 المنتمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" هي من تختار البلد، الذي سيحظى بشرف تنظيم المونديال، بدل اللجنة التنفيذية، كما كان مُتعارفا عليه في السابق، وهو ما يُعزز من شفافية اختيار البلد الأنسب، خاصةً وأن شبهات الفساد لازالت تحوم حول "الفيفا"، الذي يريد تلميع صورته مع رئيسه الجديد جياني إنفانتينو.
صورة من: picture-alliance/dpa/KEYSTONE/E. Leanza
ملف يخدم الكل
أكدت لجنة ترشيح المغرب لاحتضان كأس العالم 2026 أن ملفها يحترم مواصفات الفيفا: الملاعب وفضاءات التدريب ووسائل النقل وأماكن الإقامة، وأضافت أن تنظيم هذا العرس الكروي العالمي سيعود بالنفع على المغرب وإفريقيا واللاعبين والفيفا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Horvat
ضعف البنية التحتية
ورغم كل ما سبق فإن المغرب لديه بنية تحتية ضعيفة بالمقارنة مع الملف الثلاثي (الأمريكي- المكسيكي- الكندي)، الذي يُعد جاهزاً من الآن لاحتضان كأس العالم، فيما يتحتم على المغرب توفير 14 ملعباً تستوفي معايير دفتر تحملات "الفيفا"، علاوة على ذلك، فإن نسخة 2026 ستشهد ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48 منتخبا، مما يرفع من حجم الضغوط على البلد المُنظم.
صورة من: picture-alliance/AP Images/Abdeljalil Bounhar
احتجاجات اجتماعية
تعيش مناطق متفرقة في المغرب منذ مدة على وقع احتجاجات ذات طابع اجتماعي، وقد تُحسب هذه النقطة على ملف المغرب، خاصة وأن الاستقرار عنصر مهم في جذب السياح والشركات المعلنة، التي قد تُحدد وجهة كأس العالم سنة 2026. ورغم الاحتجاجات فقد نجح المغرب مسبقا في تنظيم نسخة ناجحة من قمة المناخ العالمية "كوب 22".
صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna
الهاجس الأمني
يتواجد المغرب بجوار منطقة تُحيط بها النزاعات، خاصة نزاع الصحراء، الذي يمتد منذ عدة عقود. وقد تضعف المخاوف الأمنية من فرص المغرب في احتضان كأس العالم سنة 2026.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Messara
معايير صارمة
تُلزم معايير "الفيفا" أن تكون حركة المطارات محددة في 60 مليون مسافر على الأقل سنويا، فيما تتسع مطارات المغرب إلى 20 مليون مسافر في السنة، زيادة على ذلك، فإن "الفيفا" يفرض على كل مدينة يتسع ملعبها لحوالي 46 ألف مشجع أن يكون لديها فنادق تتسع لحوالي 30 ألف شخص. إعداد: ر.م
صورة من: picture-alliance/GES-Sportphoto/A. Golovanov