بعد محادثات أجراها وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير ونظيره المغربي محمد حصاد في المغرب أول محطة في زيارته المغاربية، أبدى المغرب استعداده لاستعادة مواطنيه المرفوضة طلبات لجوئهم في ألمانيا.
إعلان
أعلنت المملكة المغربية استعدادها لاستعادة مواطنيها الملزمين بمغادرة ألمانيا بعد رفض طلبات لجوئهم. وقال وزير الداخلية المغربي محمد حصاد عقب لقائه نظيره الألماني توماس دي ميزير في العاصمة الرباط إنه سيجرى أولا التركيز على الذين وصلوا إلى ألمانيا العام الماضي مع تدفق اللاجئين وادعوا أنهم سوريون.
من جانبه، قال دي ميزير إن التحقق من هوية هؤلاء الأفراد يتعين أن يتم عن طريق بصمات الأصابع، موضحا أن الجانب المغربي تعهد النظر في طلبات إعادة اللاجئين في غضون 45 يوما.
وبحسب بيانات الهيئة الاتحادية الألمانية للهجرة وشؤون اللاجئين، وصل إلى ألمانيا العام الماضي نحو 10 آلاف مغربي. وبلغت نسبة قبول طلبات اللجوء المقدمة من مغاربة 3.7%. كما اتفق الوزيران على إبرام قريب لاتفاقية التعاون الأمني التي يتم التفاوض عليها منذ فترة طويلة.
وذكر دي ميزير أن الاتفاقية ستصبح جاهزة للتوقيع بمجرد تسوية تفاصيل تقنية قليلة. كما تعهدت الحكومة الألمانية للجانب المغربي بالدعم في قضية استئناف الاتحاد الأوروبي لاتفاقية التبادل الزراعي والصيد مع المغرب. يذكر أن المحكمة الأوروبية أعلنت بطلان الاتفاقية جزئيا في كانون الأول/ ديسمبر الماضي بسبب تضمنها منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو.
والمغرب هي المحطة الأولى في جولة يقوم بها دي ميزير بالمغرب العربي لمدة ثلاثة أيام، حيث يتوجه بعد ذلك إلى الجزائر وتونس. وكثيرا ما تفشل عمليات إعادة اللاجئين المرفوضين إلى مواطنهم الأصلية في شمال إفريقيا. وبالرغم من إبرام ألمانيا مع المغرب والجزائر اتفاقية لإعادة اللاجئين، توجد الكثير من المشكلات في التطبيق العملي للاتفاقية، وذلك عندما يتعلق الأمر على سبيل المثال بالتشكيك في جنسية اللاجئين غير الحاملين لوثائق سفر.
تونس والجزائر والمغرب في قائمة ألمانيا "للدول الآمنة"
بسبب الصعوبات التي تواجهها ألمانيا في احتواء جميع اللاجئين الذين دخلوا أراضيها، أقدمت الحكومة الألمانية على إدراج بعض الدول في قائمة "البلدان الآمنة"، مما يساعدها على ترحيل من رفض طلب لجوئهم إلى بلدانهم الأصلية بسرعة.
صورة من: picture alliance/dpa
عبرت جهات رسمية في المغرب عن استعدادها للتعاون مع ألمانيا واستقبال مواطنيها المرحلين، في حين انتقدت منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش ذلك، .وزير الداخلية الألمانية توماس دي ميزير قال الاثنين (29 شباط/فبراير 2016) إن نظيره المغربي محمد حصاد تعهد بالنظر في طلبات إعادة اللاجئين المغاربة من ألمانيا في غضون 45 يوما.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Bounhar
طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال أثناء زيارته لبرلين في يناير/كانون الثاني 2016 بتعاون السلطات الجزائرية في عملية ترحيل الجزائريين الذي رفضت ألمانيا منحهم حق اللجوء. وقال سلال حينها إن بلاده مستعدة للتعاون بخصوص ذلك، لكن قبل إبعاد أي شخص إلى الجزائر "يجب بالطبع التأكد من أنه جزائري".
صورة من: Getty Images/S. Gallup
تونس هي الأخرى، أبدت استعدادها لاستقبال مواطنيها المرفوضة طلبات لجوئهم في ألمانيا، كما أعلن ذلك وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي خلال مؤتمر صحافي مع مضيفه الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير مطلع العام الجاري.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Macdougall
إدراج تركيا ضمن "الدول الأمنة" حسب قانون اللجوء الألماني أثار مخاوف الأكراد من رفض طلبات لجوئهم. وتتهم منظمة العفو الدولية تركيا بفرض "عقاب جماعي" على الأكراد بسبب الإجراءات الأمنية في المناطق ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرقي البلاد. بيد أن نائب المستشارة الألمانية زيغمار غابرييل أوضح أن بلاده ستستمر في منح اللجوء للأكراد متى استدعى الأمر ذلك.
صورة من: Reuters/S. Kayar
إدراج دول غرب البلقان في قائمة "الدول الآمنة" يعني احتمال ترحيل الآف من طالبي اللجوء من هذه المنطقة إلى بلدانهم. أغلب هؤلاء اللاجئين هم من أقلية الروما ويدعون تعرضهم للاضطهاد ولانتهاك حقوقهم في البلدان التي يعيشون فيها.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Atanasovskia
ما ينطبق على الدول التي صنفتها ألمانيا باعتبارها "آمنة" ينطبق أيضا على اللاجئين القادمين من كوسوفو. فقد سبق لوزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير أن شدد على أن غير الملاحقين سياسيا في كوسوفو لن يحصلوا على إقامة دائمة في ألمانيا وسيعودون إلى بلدهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Endlicher
بعد إدخال تعديلات مشددة على قانون اللجوء في ألمانيا في تشرين/ أكتوبر 2015 أصبحت ألبانيا أيضا ضمن قائمة "الدول الآمنة" ومنذ ذلك الحين تم ترحيل مئات الألبان إلى بلادهم لافتقادهم إلى سبب قانوني يمنحهم اللجوء. فمعظم الألبان الذين وصلوا إلى ألمانيا كان هدفهم تحسين أوضاعهم الاقتصادية بالدرجة الأولى.
صورة من: Reuters/M. Rehle
7 صورة1 | 7
ومنذ مطلع شباط/فبراير الجاري يعطي المكتب الاتحادي للهجرة وشؤون اللاجئين الأولوية للبت في طلبات لجوء الأفراد المنحدرين من شمال أفريقيا، وذلك على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها نساء في مدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة. وينحدر الكثير من المشتبه في تورطهم في هذه الاعتداءات من شمال أفريقيا. وتعتزم الحكومة الألمانية إعلان المغرب والجزائر وتونس "دول منشأ آمنة"، وذلك للإسراع في رفض طلبات اللجوء غير مستوفاة المبررات اللازمة، وترحيل اللاجئين المرفوضين بصورة أسرع.