1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المغرب يدخل على خط أزمة قطر: "حياد إيجابي"أم رسالة للإمارات؟

١٣ يونيو ٢٠١٧

أثار إرسال المغرب مساعدات غذائية لقطر، التي تمر بحصار جوي وبري وبحري، جدلاً وتساؤلات عن دلالاته. فهل يتوقف عند التضامن الإنساني كما تصرح الرباط أم أن فيه رسالة سياسية لدول تعتبر حليفة استراتيجية للمغرب؟

Marokko König Mohammed VI in Rabat
صورة من: Getty Images/C. Jackson

في الوقت الذي تتواصل فيه تداعيات قرار السعودية والإمارات والبحرين ودول عربية أخرى قطع علاقاتها مع قطر، في أزمة غير مسبوقة يشهدها مجلس التعاون الخليجي، لفت الموقف المغربي من الأزمة الأنظار وطرح الكثير من التساؤلات.

فالمغرب المعروف بكونه من أهم الحلفاء الاستراتيجيين للسعودية وكان يُتوقع أن يصدر موقفاً متماشياً مع موقف الرياض الحازم بخصوص قطر. في البداية، قررت الرباط التزام الحياد، ثم ما لبثت أن أعلنت إرسالها لطائرات محملة بالمساعدات لقطر لتعزيز إمداداتها بعد أن أغلق جيرانها المنافذ البرية والبحرية والجوية إليها. فماذا وراء القرار المغربي؟ وكيف سيؤثر ذلك على علاقاته مع السعودية؟

حياد إيجابي؟

قررت دول خليجية ومصر في الخامس من يونيو/ حزيران الحالي بشكل مفاجئ قطع علاقاتها مع الدوحة، متهمة إياها بزعزعة الاستقرار والتحريض الإعلامي ودعم التنظيمات الإرهابية، بينما رفضت الدوحة هذه الاتهامات ووجهت من خلال وسائلها الإعلامية اتهامات لجيرانها بفرض حصار اقتصادي وإنساني عليها بغرض مقايضة القرار السياسي بعودة العلاقات وفك الحصار عبر ضغوط دولية واتهامات بالإرهاب، واعتبرت قطر قطع العلاقات بهذا الشكل خطوة مخالفة للقانون الدولي.

وبمجرد إعلان قرار المقاطعة، توالت ردود الأفعال المختلفة من الأزمة، فبينما انضمت للقرار الخليجي، بدرجات متفاوتة، دول كمصر وموريتانيا والأردن وحكومة شرق ليبيا وحكومة عبد ربه منصور هادي في اليمن، بالإضافة إلى المالديف وموريشيوس والنيجر وجيبوتي، فضلت الجزائر وتونس اتخاذ مسافة مما حدث ودعت إلى الحوار لتجاوز الخلافات.

المغرب من ضمن دول أرسلت مساعدات غذائية لتعزيز الإمدادات لقطر.صورة من: Getty Images/AFP

وبقي ترقب كبير يلف موقف المغرب، الحليف الرئيسي لدول الخليج العربي في المنطقة المغاربية. وعكس ما هو متوقع، جاء البيان الأول من الخارجية المغربية يقول إن الرباط قررت التزام الحياد في هذه الأزمة، قبل أن تصدر بياناً ثانياً تقول فيه إنها سترسل طائرات محملة بمواد غذائية إلى قطر "تماشياً مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وما يستوجبه خاصة خلال شهر رمضان الكريم من تكافل وتآزر وتضامن بين الشعوب الإسلامية".

ويقول عبد الرحيم العلام، أستاذ الفكر السياسي في جامعة القاضي عياض بمراكش، في تصريحات لـDW عربية، إن المغرب استفاد من أخطاء دبلوماسية ارتكبها سابقاً وقرر هذه المرة أن يتخذ موقفاً محايداً. ويضيف الخبير المغربي أن المغرب يبعث برسائل من خلال هذه الخطوة، منها أنه غير متفق مع الأسلوب الذي اتبعه جيران قطر معها، وربما أراد أن يستبق الضغوط السعودية كتلك التي تتعرض لها تونس، خاصة وأن العلاقات التي تجمع المغرب بقطر مهمة أيضاً، إذ تمول قطر العديد من المشاريع المهمة ولها استثمارات سياحية. كما تربط بين أمير قطر والعاهل المغربي علاقات شخصية جيدة.

موقف محرج

من جانبه، يرى الصحفي المغربي رشيد البلغيتي، في حديث مع DW عربية، أن "المغرب يريد أن يظهر توازناً في علاقته بكل دول الخليج، وسياسة خارجية نابعة من تقدير الرباط وما تراه مفيداً لها، وبالتالي فالرباط وكأنما تريد أن تقول من خلال هذه الرسالة إن المملكة التي أرسلت قواتها للمشاركة في حرب بعيدة في اليمن تطييباً لخاطر السعودية، هي نفسها المملكة التي ترسل طائرة محملة بالغذاء تضامناً مع قطر المحاصرة براً وجواً وبحراً". وحسب البلغيتي، فإن المغرب مخلص لإرثه الدبلوماسي في علاقته بدول الخليج: "صحيح أنه في موقف محرج الآن لأن علاقاته بكل الأطراف المعنية مهمة جداً. لكنه يمسك العصا من الوسط، فهو يفهم جيداً البعد القبلي للخصومة الخليجية وأن المشاكل تحل بتقبيل رأس الكبير، لذا يحافظ على مربع الحياد في الخصومات لأنها قد تحل في أي وقت وتخسر الدول "المتطفلة" على الأزمة"، حسب قوله.

حسب مراقبين فإن المغرب لم يساير الموقف الخليجي المقاطع، ليبقي على توازنه بين دول تجمعه بها كلها علاقات قوية

هذا وشهد حجم الاستثمارات القطرية في المغرب تزايداً كبيراً في السنوات الماضية. ففي سنة 2012 أعلن وزير المالية المغربي أن حجم الاستثمارات القطرية المباشرة في المغرب يبلغ 800 مليون دولار، بالإضافة إلى مساهمات الدوحة في مشاريع التنمية والمساعدات المقدمة للمغرب. كما تحول المغرب إلى أكبر وجهة للاستثمارات القطرية على مستوى الدول العربية.

أي تأثير على العلاقات المغربية السعودية؟

من جانب آخر، ينظر مراقبون إلى خطوة المغرب بإرسال مساعدات لقطر على أنها تتجاوز موقف الحياد إلى الانحياز لصالح قطر، وذلك رداً على الإمارات فيما يخص الملف الليبي. وفي هذا السياق يقول عبد الرحيم العلام: "تقارير متعددة تشير إلى أن الإمارات لم تلتزم باتفاق الصخيرات الذي رعاه المغرب في ليبيا ولم تسع لإنجاحه، خاصة وأن الجزائر في نفس الوقت تحاول سحب البساط من تحت أقدام المغرب في الملف الليبي".

ويضيف الخبير المغربي أن هذا التوتر بين الإمارات والمغرب انعكس على وسائل الإعلام في البلدين "فقد سبق وأن بثت قناة مغربية تقريراً حول الموضوع. كما أن قناة أبو ظبي بثت بعدها خريطة المغرب مبتورة منها الصحراء، رغم أن الإمارات معروفة بدعمها الكبير للمغرب في نزاع الصحراء. إنها مجرد إشارات، لكن الإعلام يعكس أحياناً الخلافات الموجودة بين البلدان".

وعن مدى تأثر العلاقات المغربية السعودية بقرار المغرب، يقول الصحفي المغربي البلغيتي: "سيكون هناك فتور مؤقت لكن العلاقات باعتقادي ستبقى دائماً جيدة، فالخليج ليس مستعداً لمعاداة المغرب لمجرد أنه لم يحاك موقف السعودية. هناك دول في مجلس التعاون الخليجي نفسه اتخذت موقف الحياد، كعُمان والكويت، فلماذا معاتبة المغرب البعيد؟"

الكاتبة: سهام أشطو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW