المغرب يعيد سفيرته إلى إسبانيا بعد توضيح موقفها من الصحراء
٢٠ مارس ٢٠٢٢
عادت سفيرة المغرب لدى إسبانيا إلى مدريد بعد أن أوضحت السلطات الإسبانية أنها تدعم مقترح الرباط المتعلق بالحكم الذاتي للصحراء الغربية، فيما أكدت حكومة سانشيز أنها أبلغت الجزائر مسبقًا بموقفها من المقترح المغربي.
إعلان
عادت سفيرة المغرب لدى إسبانيا إلى مدريد بعد أن أيدت إسبانيا المقترحات المغربية بشأن المستقبل السياسي للصحراء الغربية، حسبما ذكرت صحيفة إلباييس الإسبانية وهيئة الإذاعة العامة (آر تي في إي) اليوم الأحد (20 مارس/ آذار 2022)، نقلا عن مصادر حكومية.
وكان استدعاء المغرب لسفيرته كريمة بنيعيش إلى الرباط في مايو/ أيار 2021 احتجاجا على استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، الذي كان يحمل وثائق جزائرية، لتلقي العلاج. وقال المغرب إنه لم يتم إبلاغه مسبقا بهذه الخطوة.
ويوم الجمعة الماضي ، قدمت إسبانيا دعمها للمقترحات المغربية لتحويل المنطقة إلى إقليم يتمتع بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وقال مصدر بالحكومة الإسبانية اليوم الأحد إن سفيرة المغرب لدى إسبانيا ستعود إلى مدريد بعد أن أوضحت إسبانيا أنها تدعم اقتراح الرباط المتعلق بالحكم الذاتي للصحراء الغربية.
وقال الديوان الملكي المغربي في بيان "إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالصحراء المغربية". وتعكس اللغة تحولا في السياسة الإسبانية تجاه النزاع في الصحراء الغربية التي يعتبرها المغرب أرضا تابعة له لكن جبهة البوليساريو، وهي حركة مدعومة من الجزائر، تسعى لاستقلالها.
وقال مصدر بالحكومة الإسبانية لرويترز إن كريمة بنيعيش مستعدة الآن للعودة لمنصبها في مدريد. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين في وزارة الخارجية المغربية للتعليق. وقالت الجزائر أمس السبت إنها ستسحب سفيرها لدى مدريد احتجاجا على دعم إسبانيا للمبادرة المغربية للحكم الذاتي.
وتقول الرباط إن المبادرة التي تقدمت بها في 2007 لمنح الصحراء الغربية حكما ذاتيا في إطار المملكة المغربية هو أقصى ما يمكنها القيام به كحل سياسي للنزاع. وأيدت معظم الدول، بما في ذلك إسبانيا، على مدى سنوات فكرة إجراء استفتاء لحل القضية، وهو ما تم الاتفاق عليه في إطار وقف إطلاق النار عام 1991، وهو حل طالبت به جبهة البوليساريو.
غير أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بخصوص كيفية إجراء الاستفتاء، وفي السنوات الأخيرة توقفت، حتى الأمم المتحدة، عن الإشارة إلى فكرة الاستفتاء وبدأت تتحدث بدلا منه عن السعي إلى اقتراح واقعي مقبول من الطرفين كحل وسط.
هل أخبرت إسبانيا الجزائر بموقفها الجديد من الصحراء؟
وقالت مصادر حكومية إسبانية مساء السبت إن "الحكومة الإسبانية أبلغت الحكومة الجزائرية مسبقًا بموقف إسبانيا بشأن الصحراء الغربية" المستعمرة الإسبانية السابقة. وأكدت أن "بالنسبة لإسبانيا، الجزائر هي شريك استراتيجي ذات أولوية وموثوق نرغب في الحفاظ على علاقة مميزة معه". وأعلنت الحكومة الإسبانية للمرة الأولى علنا، الجمعة دعمها لمشروع الحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية في حين أن مدريد كانت دائما تتبنى موقفا محايدا بين الرباط وجبهة البوليساريو.
ع.ش/ ص.ش (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
العلاقات المغربية الجزائرية.. محطات بين التلاحم والعداء
قطع الجزائر علاقتها الدبلوماسية مع المغرب هو أحدث تطور لعقود من التوتر والأزمات، حيث تحولت العلاقة بين البلدين من الدعم والمساندة إلى القطيعة والعداء بسبب ملف الصحراء الغربية الشائك وتراشق الاتهامات بدعم الانفصاليين.
صورة من: daniel0Z/Zoonar/picture alliance
المغرب يدعم الثورة الجزائرية
عند اندلاع ثورة التحرير الجزائرية في نوفمبر 1954 سارع ملك المغرب محمد الخامس آنذاك إلى دعم حركة المقاومة، وبادر على مدار سنوات إلى استضافة قادة الثورة، مؤكدا على أن تحرر الجزائر هي قضية مركزية للدول المغاربية. وفي ظل تعاطف شعبي كبير، تمّ جمع التبرعات وفُتحت الحدود أمام الثوار الجزائريين، ما ساهم في رفد الثورة الجزائرية بالمال والسلاح.
صورة من: dpa
حرب الرمال
صفو العلاقات تكدر في العام 1963، حين اندلعت "حرب الرمال" بين البلدين الجارين بسبب مجموعة حوادث حدودية. وكان ذلك بعد عام على استقلال الجزائر لتستمر "حرب الرمال" عدة أيام تاركة شرخاً حقيقيا في العلاقات.
صورة من: picture-alliance/dpa/UPI
المسيرة الخضراء ساهمت في توتر العلاقة
عبر "المسيرة الخضراء" في 1975 والتي شارك فيها 350 ألف مغربي، بسط المغرب سيطرته على الصحراء الغربية. وفي آذار/ مارس 1976 قطع علاقاته الدبلوماسية مع الجزائر بعد اعترافها بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية" التي أعلنتها جبهة بوليساريو.
صورة من: picture-alliance/dpa/DB UPI
تحسن في العلاقات
في 26 شباط/فبراير 1983 التقى الملك الحسن الثاني مع الرئيس الشاذلي بن جديد على الحدود الجزائرية المغربية. ساهم هذا اللقاء في عودة حرية التنقل بين البلدين، كما أُعلن عن ذلك في أبريل/ نيسان من العام ذاته. ثم في أيار/مايو تمّ الاتفاق على السماح تدريجيا بتنقل الأشخاص وبحرية نقل السلع بين البلدين وفتح الخطوط الجوية وسكك الحديد.
صورة من: picture-alliance/dpa
فرض تأشيرة واغلاق الحدود
في 16 آب/أغسطس 1994 استنكرت الرباط تصريحات الرئيس الجزائري اليمين زروال التي اعتبر فيها أن الصحراء الغربية "بلد محتل". وفي 26 آب/ أغسطس فرض المغرب التأشيرة على جارته الشرقية عقب هجوم استهدف فندقا في مراكش قُتل فيه سائحان إسبانيان على يد إسلاميين متطرفين. واتّهم المغرب قوات الأمن الجزائرية بالضلوع في الهجوم، فيما أغلقت الجزائر حدودها مع المغرب.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna
تقارب وجفاء
في 25 تموز/يوليو 1999 شارك الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مراسم جنازة الملك الراحل الحسن الثاني في الرباط. لكن بداية التقارب سرعان ما نسفته مجزرة أوقعت 29 قتيلا في جنوب غرب الجزائر، اتّهم بوتفليقة على خلفيتها المغرب بتسهيل تسلل إسلاميين مسلّحين إلى بلاده.
صورة من: AP
عودة اللقاءات
لقاءات بين الرئيس بوتفليقة والعاهل المغربي محمد السادس، أسهمت في "كسر الجليد" قليلاً. ففي تموز/يوليو 2011 أعلن ملك المغرب تأييده لإعادة فتح الحدود البرية ولتطبيع العلاقات. وهو ما ردّ عليه الراحل عبد العزيز بوتفليقة معرباً عن "عزمه إعادة تعزيز العلاقات لما فيه مصلحة البلدين".
صورة من: Getty Images/AFP/E. Feferberg, F. Senna
دعوة لفتح صفحة جديدة
في كانون الأول/ديسمبر 2019 دعا الملك محمد السادس إلى فتح "صفحة جديدة" في رسالة تهنئة إلى الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون.
صورة من: Niviere David/ABACAPRESS/picture alliance
ملف الصحراء الشائك يتجدد
في كانون الأول/ديسمبر 2020 نددت الجزائر بـ"مناورات أجنبية" تهدف إلى زعزعة استقرارها متّهمة بذلك إسرائيل التي كانت قد وقعت مع المغرب "معاهدة تطبيع"، ضمن اتفاق ثلاثي أفضى أيضا إلى اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. وفي 18 تموز/يوليو 2021 استدعت الجزائر سفيرها لدى المغرب "للتشاور".
"اعادة النظر" بالعلاقات بين البلدين
في 31 تموز/يوليو الماضي، في خطابه بمناسبة اعتلاءه على العرش، أعرب ملك المغرب عن "أسفه للتوترات بين البلدين" ودعا إلى إعادة فتح الحدود البرية. لكن الجزائر قررت في 18 آب/ أغسطس "إعادة النظر" في علاقاتها مع المغرب الذي اتّهمته بالتورّط في الحرائق الضخمة التي اجتاحت البلاد.
صورة من: Billel Bensalem/App/dpa/picture alliance
قطع العلاقات
في 24 آب/ أغسطس أعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب "الأعمال العدائية" للمملكة ضد الجزائر "منذ استقلالها"، إلى غاية "استخدام برنامج بيغاسوس للتجسس على مسؤولين جزائريين ودعم حركة انفصالية" على حدّ قوله.
صورة من: Fateh Guidoum/AP/picture alliance
أسف مغربي لقطع العلاقات
وفي ردّ فعل رسمي، أعربت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عن أسفها "للقرار الأحادي" الذي اتخذته الجزائر، معتبرة إياه قراراً "غير مبرر"، لكنه "متوقعا بالنظر إلى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الأخيرة"، كما جاء في بيان الوزراة المغربية. (اعداد: علاء جمعة)