المغرب ينفي حرمان صحفيين مسجونين من حق القراءة والكتابة
٥ مايو ٢٠٢٣
بعد تنديد منظمة العفو الدولية بحرمان المغرب صحفيين معتقلين من حقهم في القراءة والكتابة، نفت الرباط الاتهامات ووصفتها بـ"افتراءات ومزاعم باطلة"، مؤكدة أن المعنيين "يتمتعون بجميع الحقوق المنصوص عليها في القانون".
إعلان
نفت إدارة السجون المغربية اليوم الجمعة (الخامس من أيار/مايو 2023 ) حرمان صحفيين معتقلين القراءة والكتابة، ردًا على ما أوردته منظمة العفو الدولية بهذا الخصوص.
وقالت المندوبية العامة للسجون في بيان إن السجناء المعنيين "يتمتعون بجميع الحقوق المنصوص عليها في القانون (...) ويتوصلون بالكتب والمجلات والجرائد التي يحضرها لهم أقاربهم، إضافة إلى الكتب والمجلات والأقلام والأوراق التي توفرها لهم المؤسسات التي يقيمون بها".
ونددت منظمة العفو الدولية في بيان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الأربعاء الماضي بـ"حرمان ما لا يقل عن أربعة صحفيين وأكاديمي واحد الحق في القراءة والكتابة في السجون المغربية"، منددة بـ"اعتداء متعمّد على حريتهم في التعبير".
وذكرت كلا من الصحفيين سليمان الريسوني وعمر الراضي وتوفيق بوعشرين، المدانين في قضايا "اعتداءات جنسية" متفرقة والصادرة بحقّهم أحكام بالحبس 5 و6 و15 عامًا على التوالي، وأيضًا المحامي المعارض محمد زيان المحكوم بالحبس ثلاثة أعوام بتهم عدة بينها "الخيانة الزوجية"، والناشط الحقوقي رضا بن عثمان المحكوم بالحبس 18 شهرًا بسبب انتقادات عبر فيسبوك. ووصفت مندوبية السجون ذلك بـ"الافتراءات" و"المزاعم الباطلة".
وطالبت المنظمة الدولية بالإفراج عن هؤلاء الصحفيين، الأمر الذي يطالب به أيضًا حقوقيون مغاربة. وينفي هؤلاء الصحفيون التهم الموجهة إليهم، مؤكدين أنهم استُهدفوا بسبب آرائهم.
وفي تقرير نشرته في تموز/يوليو 2022 ندّدت منظمة هيومن رايتس ووتش باستهداف صحفيين ومعارضين في المغرب "بتقنيات قمعية" بما في ذلك قضايا على صلة بالحق العام وحملات تشهير في محاكمات غالبًا ما تشوبها انتهاكات للحق في محاكمة عادلة.
في المقابل، تشدد السلطات على أنهم أدينوا في قضايا لا علاقة لها بحرية التعبير، مؤكدة على استقلالية القضاء وحقوق الضحايا.
وتراجع المغرب إلى المرتبة 144 في التقرير السنوي لحرية الصحافة للعام 2023 الذي أصدرته الأربعاء منظمة مراسلون بلا حدود. وردًا على ذلك قال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس الخميس إن المنظمة المذكورة "معروفة بعدائها الممنهج ضد المغرب".
م.ع.ح/ع.ج.م (أ ف ب)
اعتقالات واغتيالات.. أوضاع "حرية الصحافة" عربياً لا تزال مقلقة
لاتزال أوضاع حقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير في الكثير من الدول العربية مقلقة. وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة يجب التذكير بأنّ صحافيين كثر يقبعون وراء القضبان وآخرون فقدوا حياتهم. هذه نماذج من سبع بلدان.
صورة من: Jdidi Wassim/SOPA Images /Zuma/picture alliance
السعودية- لا صوت للنقد
تأتي السعودية في مراتب متأخرة للغاية في مؤشرات حرية الصحافة، خصوصا منذ مقتل جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول. لكن ليس الصحفيون السعوديون وحدهم من يواجهون الخطر، فحتى الأجانب يُسجنون. منهم الصحفي اليمني علي أبو لحوم، الذي أدانته الرياض بالسجن 15 عاما بتهمة الدعوة للإلحاد والردة، بسبب حساب على تويتر كان يديره باسم مستعار، فيما تقول مراسلون بلا حدود إن الحساب كان ينتقد السلطات السعودية.
صورة من: RSF
المغرب- ثلاثة صحفيين بارزين وراء القضبان
يقبع عدد من الصحفيين والمدونين المغاربة في السجن، بينهم ثلاثة صحفيين بارزين. أحدهم عمر الراضي. صحفي اشتهر في التحقيقات الاستقصائية، سُجن بتهم التجسس لصالح دول أجنبية والاعتداء الجنسي. لكن منظمات حقوقية تُرجع سبب الاعتقال إلى الضجة التي خلفها كشفه تعرّض هاتفه للتجسس بواسطة برنامج بيغاسوس، خصوصا أن تقريراً لمنظمة العفو الدولية أفاد بالأمر نفسه، ما خلق توترا حينها بين الرباط والمنظمة الحقوقية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Bounhar
لبنان- الاغتيال يهدد الإعلاميين
لا يعاني الصحفيون في لبنان بالضرورة من جبروت السلطة، بل الخطر يأتي بشكل أكبر من التنظيمات المسلحة التي قد تغتالهم. المثال من واقعة الإعلامي والمحلل السياسي لقمان سليم الذي عثر عليه مقتولا في سيارته، شهر فبراير/شباط 2021، برصاصات في الرأس. وهو ناقد كبير لحزب الله وسبق أن حمله مسؤولية تدهور الأوضاع في البلد، ويعد هذا الاغتيال الثاني من نوعه في أقل من سنتين بعد اغتيال مصور الجيش اللبناني جوزيف بجاني.
صورة من: Lokman Slim family/AP Photo/picture alliance
العراق- التهديد ليس من المسلحين فقط
العراق هو أحد أكثر دول العالم خطورة على الصحفيين بسبب تهديدات التنظيمات المسلحة. قُتل على الأقل ثلاثة صحفيين في آخر ثلاث سنوات، وأجبر عدد منهم على المغادرة وطلب اللجوء. لكن الأمر لا يخصّ فقط تهديدات الاغتيال، الاعتقالات والأحكام بدورها حاضرة، فقبل عام اتهمت سلطات كردستان العراق ثلاثة صحفيين بالتجسس، وحكمت عليهم بست سنوات بتهم تهديد الأمن القومي.
صورة من: Dalshad Al-Daloo/Xinhua/picture alliance
الإمارات- صورة مغايرة لـ"مكان التسامح"
تقدم الإمارات نفسها على أنها إحدى قلاع التسامح في الشرق الأوسط، لكن منظمات حقوقية تشكك في ذلك خصوصا مع القيود الواسعة على الصحافة هناك بما فيها الصحافة الدولية. ومن أكبر قضايا التضييق على الصحفيين في الإمارات، ما وقع للصحفي الأردني تيسير النجار الذي سُجن ثلاث سنوات، وأسلم الروح بعد تدهور أحواله الصحية، أقل من سنتين بعد خروجه.
صورة من: RSF
مصرـ أحد أكبر سجون الصحفيين
تعدّ مصر واحدة من أكبر سجون العالم بالنسبة للصحفيين، ومؤخرا تم إحصاء 66 صحفيا على الأقل في السجن. الأسماء كثيرة لكن بينها أربعة صحفيين يعملون في الجزيرة مباشر، والمفارقة أنهم اعتقلوا جميعا بعد وصولهم إلى مصر لقضاء إجازات عائلية، رغم تحسن العلاقة نسبيا بين مصر وقطر. أحدهم، واسمه أحمد النجدي، يبلغ من العمر 67 عاما، وهناك تأكيدات بمعاناته من ظروف صحية صعبة.
صورة من: Salvatore Di Nolfi/dpa/picture alliance
الصفحة لم تُطو في الجزائر
أعلنت الجزائر عن "عفو رئاسي" بحق الكثير من الصحفيين والمعتقلين السياسيين، لكن على الواقع لم تتغير الكثير من الأمور. لا يزال نشطاء كثر رهن السجن بسبب آرائهم، منهم الصحفي والناشط الحقوقي حسن بوراس المتهم بالانتماء إلى "جماعة إرهابية" هي منظمة رشاد، فيما ترى تقارير حقوقية أن الأمر يتعلق باعتقال على خلفية منشورات على فيسبوك، وسبق لتقارير إعلامية أن أكدت انسحاب بوراس من هذه المنظمة قبل اعتقاله.