بعد أن تأثرت بمشاهد الصراع في سوريا، قررت المغنية الألمانية سارة كونور استضافة أسرة سورية مكونة من ستة أفراد في بيتها ببرلين. ورغم عدم وجود لغة مشتركة سوى لغة الإشارة، إلا أن كونور تؤكد أن اندماج الأسرتين يتم بشكل جيد.
إعلان
يعبر عدد من المشاهير الألمان عن دعمهم للاجئين في بلادهم بصورة أو بأخرى، لكن المغنية الألمانية سارة كونور ذهبت لأبعد من ذلك، إذ قررت استضافة عائلة سورية مكونة من ستة أفراد في منزلها. وكشفت المغنية المعروفة وهي أم لثلاثة أطفال، عن استضافتها لأم سورية (39 عاما) من حلب وأطفالها الخمسة في مسكن منفصل داخل بيتها.
وأكدت كونور لصحيفة "دي تسايت" الألمانية، أنها لم تكن ترغب في الكشف عن هذا الأمر، إلا أن الصحافة هي التي بدأت بنشر الخبر، ما اضطرها للتوضيح تجنبا لأي لبس.
وأكدت المغنية التي تعيش في العاصمة برلين، أنها لا ترغب في أن تكون قدوة بأي شكل من الأشكال موضحة أنها تتفهم أنه ليس بوسع كل شخص استضافة لاجئ في بيته مضيفة: "لكن ما يمكن للجميع القيام به هو التبرع بالقليل من التعزية والقرب والدفء دون أن يخشى شيئا".
وبدأت القصة كما تحكيها كونور، قبل ثلاثة أعوام عندما كانت تبحث عن إحدى الأغنيات على موقع يوتيوب، لتشاهد بالصدفة مقاطع من الصراع في سوريا. وأكدت كونور أن هذه المشاهد لم تبتعد أبدا عن عقلها، لذا قررت الاتصال بالجهات المسؤولة في ألمانيا وعرض استضافة طفل أو عائلة. وأضافت كونور: "لم يستغرق الأمر نصف ساعة حتى دق الهاتف مرة أخرى". وكشفت كونور عن تشكك زوجها من الأمر في البداية لكنه في النهاية اقتنع انطلاقا من مبدأ "دعينا نجرب الأمر".
"تعلمنا الكثير من بعضنا"
وأقنعت كونور أطفالها بالأمر عندما أخبرتهم بأن أبناء اللاجئين جاءوا من بلاد تسودها الحرب وليس لديهم سرير خاص أو ألعاب أطفال ولا ملابس مناسبة. وتعيش الأسرة السورية منذ أكثر من أربعة أسابيع لدى المغنية المعروفة. وتتكون الأسرة من أم وطفل رضيع وفتاتين (عامين وأربعة أعوام) وولدين (11 و20 عاما).
وعن سير التفاهم بين الأسرتين قالت كونور في التصريحات التي نقلتها عدد من وسائل الإعلام الألمانية منها مجلة "فوكوس": "نتكلم بالأيدي والإشارات وبمساعدة القواميس وأحد تطبيقات الترجمة على الهاتف".
وأكدت كونور أن عملية الاندماج بين الأسرتين تتم بشكل جيد، إذ يقوم الأبناء الذكور بالمساعدة في أعمال الحديقة كما تم توفير أماكن في المدرسة والحضانة للأطفال الصغار. وبدأت أسرة كونور في تجربة الطعام العربي الذي تطهيه الأم وقالت: "تعلمنا الكثير من بعضنا خلال فترة قصيرة".
لكن هذا كله لا يمنع أن الخوف من مشاهد الحروب يظهر على الأسرة كما تقول كونور، لاسيما عندما تمر طائرة بالقرب من المنزل أو عند صدور صوت مرتفع نتيجة طرق الأبواب".
انطلقت في ألمانيا مبادرة "شكرا ألمانيا" التي ينظمها سوريون تقديرا لدور ألمانيا في استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين. وامتلأت شوارع مدن ألمانية بسوريين يقدمون ورودا للمواطنين الألمان مقرونة بعبارات رقيقة.
صورة من: DW/A. Juma
الورود كانت الهدية الأمثل ليعبر اللاجئون السوريون عن شكرهم للشعب الألماني. حيث نزل مئات اللاجئين السوريين للشوارع للمشاركة في حملة "شكرا ألمانيا".
صورة من: Ahmad Alrifaee
المدون السوري ومؤسس البيت السوري في ألمانيا مؤنس بخاري (في الصورة) هو صاحب مبادرة "شكرا ألمانيا" ويقول: "أرغب في أن أهدي وردة لشعب ألمانيا الذي ساندني، آملا أيضا في تعاطف من لا يرغب بوجودي في ألمانيا."
صورة من: Monis Bukhari
الورود ترافقها عبارات الشكر كرمز بسيط على الاعتراف بجميل ألمانيا. وقال بخاري لـ DW عربية إن اللاجئين السوريين يشكلون نحو 40 بالمائة من السوريين المقيمين في ألمانيا. والسوريون بشكل عام يريدون شكر ألمانيا على ما قدمته لأبناء سوريا.
صورة من: DW/A. Juma
وارتدى بعض الشباب المشارك ملابس موحدة، وطبعوا على ملابسهم كلمات تعريفية باللغة الألمانية. في الصورة هنا مكتوب على قميص أحد المشاركين "نحن لاجئون قدمنا من سوريا، ونقول شكرا ألمانيا.
صورة من: Ahmad Alrifaee
الألمان الذين كانوا متفاجئين من هذا النشاط، وماهيته، تجاوبوا معه بسرعة، وارتسمت الابتسامات على وجوه الصغار والكبار، الألمان والسوريين.
صورة من: Ahmad Alrifaee
من خلال مبادرة "شكرا ألمانيا" يحاول اللاجئون السوريون كسر الحواجز بينهم وبين الألمان، الذين يشكك بعضهم في وجود اللاجئين أصلا في بلده. و تقبل ألمان الورد بداية، مع الشكر، ليتملكهم الفضول بعدها عن أسباب هذه الحملة.
صورة من: Ahmad Alrifaee
النشاطات المختلفة للسوريين استمرت طيلة يوم السبت (10 أكتوبر/ تشرين الأول)، الذي انطلقت فيه مبادرة شكرا ألمانيا، وحاول المشاركون تنويع الهدايا المقدمة، فاختار البعض الورود، وآخرون اختاروا توزيع الشيكولاتة.
صورة من: Ahmad Alrifaee
بعض السوريون قاموا بتحضير صناديق هدايا صغيرة، ووضعوا بها بعضا من الحلويات المنزلية، وغلفوها بطريقة جميلة ووزعوها على الألمان.
صورة من: DW/A. Juma
تشابكت أيادي سوريين مع أيادي ألمان في الشوراع والمنتزهات، وارتفعت أصوات الموسيقى الفلكلورية العربية في بعض المدن، ورقص اللاجؤون "الدبكة" السورية مع الألمان، في مشهد أضفى البهجة على وجوه الجميع.
صورة من: DW/A. Juma
وشارك الأطفال السوريون في الحملة، ورفع بعضهم شعارات شكر وتقدير لما قدمته ألمانيا، كما شاركوا أهاليهم في توزيع الورود.
صورة من: DW/A. Juma
وشهدت مدن ألمانية تجاوبا كبيرا للأشتراك في الحملة، وذلك بعد تأسيس صفحة على الفيسبوك للتنسيق لهذا الغرض. وامتلأت الشوراع بمئات من الشباب السوري، الذين تطوعوا للانضمام إلى المبادرة. (إعداد : علاءجمعة)