1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المغنية ياسمين حمدان: أنا رحّالة لا تعرف الوطن

يوليانا ميتسكر/ ابتسام فوزي٩ ديسمبر ٢٠١٣

تعتبر المغنية اللبنانية ياسمين حمدان من نجوم موسيقى الإلكتروبوب في لبنان. تعيد ياسمين اكتشاف كلاسيكيات الموسيقى العربية من خلال ألبوم "يا ناس". تتحدث ياسمين في حوار مع موقع "قنطرة" عن ألبومها الجديد ومفهومها للوطن.

صورة من: Amélie Rouyer

تتناول أغنيتك المفردة الجديدة "بيروت" أيام الماضي الجميل في العاصمة اللبنانية، فهل تحبين دائما العودة بالزمن للوراء؟

ياسمين حمدان: كنت دوما من عشاق عمر الزيني، المغني الأصلي للأغنية. من الصعب جدا اليوم الحصول على أغانية التي أصبحت عملة نادرة. في أحد ألبوماته عثرت على أغنية "بيروت"، فأنا في حالة بحث دائم عن الأعمال القديمة التي أعيد صياغتها من جديد. نسخة عمر من الأغنية كانت ذات إيقاع أسرع من نسختي. شعرت على الفور بالرغبة في العمل على هذه الأغنية المكتوبة برقة ونعومة متناهية النظير، لكنها تحمل في الوقت نفسه الكثير من النقد. غنى عمر عن العقلية التي كانت بارزة في المدينة خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي. عندما أغني "بيروت" اليوم فهي مازالت بنفس درجة الحداثة التي كانت عليها آنذاك.

تنقلت أسرتك بين أبو ظبي واليونان والكويت وبيروت خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية. كما أنك تغنين باللهجة المصرية والكويتية واللبنانية إضافة إلى قيامك بإنتاج أغنيات بالفرنسية والإنجليزية، هل لديك صعوبة في تحديد وطنك اليوم؟

أنا رحالة، فقد قضيت طفولتي بين الكثير من الدول ولم أكن أعرف بوجود هذا الشيء الذي يطلق عليه اسم الوطن. تعلمت وقتها أن أضع مسافة بيني وبين كل شيء أقابله، وبالتالي صار لدي نظرة واضحة على الأمور. في الوقت نفسه كانت الوحدة تفترسني، لكني أستطيع معالجة هذه المشاعر بالموسيقى. اليوم أنتمي للأماكن التي أختارها بنفسي.

تلعبين دور مغنية في بار في فيلم المخرج جيم جاموش الجديد "العشاق وحدهم يبقون أحياء" وكان التعليق على دورك هو أنك مغنية على طريق الشهرة قريبا فكيف يمكنك توصيل الموسيقى العربية لجمهور غير عربي؟

لا أعتقد أن الموسيقى تعرف الحدود الجغرافية. ليس بالضرورة أن يشعر المستمع العربي بأكثر مما يشعر به شخص لا يفهم أي كلمة عربية. أوصل المشاعر وتنوع حضارتي من خلال الموسيقى. لم يحتج جيم جاموش أيضا أن يفهم نصوص أغنياتي ليكتشف وجود ما يرغب في العمل عليه.

"يا ناس" هي اسم أغنيتك وأيضا اسم ألبومك المفرد الأول، من تخاطبين بهذه الأغنية وما الرسالة التي تحمليها من خلال الأغنية والألبوم؟

تضفي ياسمين حمدان روح العصر على كلاسيكيات الموسيقى العربيةصورة من: Nadim Asfar

لا أغني لجمهور معين. " يا ناس" مأخوذة من أغنية كويتية قديمة جدا لدرجة أن بعض الكلمات في النص الأصلي للأغنية لم تعد مستخدمة هذه الأيام. تتحدث الأغنية عن حبيبة تنتظر في الميناء وصول سفينة حبيبها. وأثناء الانتظار تسأل الحبيبة الناس عن حبيبها الغائب وتتذكر أيامها معه. كانت الكويت ومنطقة الخليج كلها صحاري تعتمد على الصيد قبل اكتشاف البترول، وعندما كنت صغيرة كنت أسمع هذه الموسيقى كثيرا في التليفزيون. وعندما أعدت اكتشاف الأغنية شعرت وكأني أشم رائحة البحر والصحراء.

العنوان يناسب أيضا التطورات الأخيرة في العالم العربي؟

ليس بشكل مباشر. أحببت عنوان "يا ناس" لما يحمله من مناشدة قوية موجهة لشخص ومن عرض وفتح للحوار. تركز الأغنية بشكل أساسي على التواصل.

تصف أغنية "سمر" نوعا معينا من النساء العربيات وجاذبيتهن، عمن الحديث هنا؟

تربيت على الأفلام المصرية التي كانت تظهر فيها نساء غاية في الجمال والإثارة. في أحد الأفلام لعبت المغنية والممثلة المشهورة سميرة توفيق دور امرأة بدوية. وقع جيل جدي في غرام هذه المرأة التي كانت تتمتع بصدر ممتلئ وقوام جذاب، كانت مثيرة للغاية لكنها مع ذلك خجولة. عندما كتبت أغنية "سمر" كنت أتخيل شخصيتها. كلمات الأغنية تتحدث عن الولع، امرأة مولعة بهدية من حبيبها أو بآخر ليلة مفعمة بالمشاعر بينهما وتعيد دائما نفس الكلمات. الأغنية بلهجة البدو وتحتوي على بعض الخجل والإغراء والإثارة مع الارتباط بالأرض والمواربة.

أسست مع زيد حمدان فريق "الصابون يقتل" بعد الحرب الأهلية في بيروت. قمتما سويا بربط موسيقى التريب هوب بالألحان العربية، ما الذي يربطكما بهذه الموسيقى؟

يشير اسم "الصابون يقتل" إلى تنظيف بيروت من كافة آثار الاضطرابات. حاول الناس نزع كل الأمور من رأسهم بسرعة شديدة. مع نهاية التسعينات صارت البيئة شبه مدمرة وغريبة جدا بالنسبة لجيل ما بعد الحرب. كنا نحمل الكثير من الأسئلة داخلنا. عندما بدأت الغناء صار لدي بشكل مفاجئ مكان يمكنني أن أختفي فيه وأستبين الحقيقة. بدأنا عمل نوع من موسيقى المستقبل وكنا مثل الكائنات الفضائية، إذ لم يوجد وقتها إنترنت أو فيس بوك كما أن البلاد كانت تتعافى من 15 عاما من الحرب.

ما السبب وراء قرارك الانتقال للعيش في باريس؟

يجب أن أعيش في بلد آمن ومستقر. أحمل العديد من المشاعر المتضاربة للبنان، فأنا أحبه كبلد لكن الجو هناك غير صحي ومسمم. أتمنى أن يأتي اليوم الذي لا تلعب فيه الطائفية دورا هناك. يتعرض الناس هناك يوميا للصراعات والحرب والفساد. مازلت أشعر بالقلق على لبنان.

حاورتها: يوليانا ميتسكر

ترجمة: ابتسام فوزي

تحرير: عبد الرحمن عثمان

حقوق النشر: قنطرة 2013

http://ar.qantara.de

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW