المفاوضات السورية متعثرة وتصعيد في المعارك بحلب
١٥ أبريل ٢٠١٦قال قادة من المعارضة السورية اليوم الجمعة (15 أبريل/ نيسان 2016) إنهم لا يزالون على دعمهم لمحادثات السلام التي تتوسط فيها الأمم المتحدة، لكن اتهموا الحكومة بمحاولة إفساد اتفاق وقف إطلاق النار. وضربت غارات جوية للقوات الحكومية السورية مناطق تسيطر عليها المعارضة إلى الشمال من مدينة حمص لثاني يوم على التوالي اليوم الجمعة بعد تصاعد القتال على الأرض في محيط حلب في تحد لاتفاق وقف الأعمال القتالية الذي أبرم في فبراير شباط الماضي.
وجاء القصف بعد أن أطلقت الأمم المتحدة جولة جديدة من محادثات السلام في جنيف من المقرر أن يلتقي خلالها وفد الحكومة السورية بمبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا في وقت لاحق اليوم الجمعة.
وقال أبو أسامة الجولاني القيادي البارز بالجبهة الجنوبية التابعة للمعارضة إنه لو لم يكن لدى الجيش السوري الحر ثقة لما تواجد في المحادثات. وتحدث الجولاني وقد أحاط به قادة آخرون بالجيش السوري الحر من وحداته الجنوبية والشمالية والمفاوض السياسي البارز من جيش الإسلام محمد علوش.
وقال الجولاني إن الوفد جاء إلى جنيف من أجل العملية السياسية. وأضاف الجولاني أنه حريص على التوصل لهذا الحل السياسي، لكن النظام هو الذي يسعى لتدمير الهدنة. وتابع حين سئل إن كان يعتقد أن اتفاق وقف الأعمال القتالية لا يزال قائما فأجاب قائلا إنه حتى الآن لا يزال بانتظار القوى العالمية التي اتخذت قرارات الهدنة للبدء في اتخاذ قرار في هذا الصدد.
وشنت القوات الحكومية وحلفاؤها عددا من الهجمات الكبيرة في منطقة حلب وقطعت أقصر خط إمداد للفصائل المعارضة إلى تركيا في فبراير شباط الماضي. لكن المعارضة لا تزال تسيطر على مناطق في محيط المدينة بينها أجزاء في الغرب.
وتصاعد القتال قرب حلب خلال الأسبوعين الماضيين وتركز معظمه إلى الجنوب من المدينة حيث تحظى القوات الحكومية بدعم من حزب الله اللبناني وجماعات أخرى.
وقال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في مفاوضات السلام بجنيف اليوم الجمعة إن التركيز خلال اجتماعه مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة انصب على تقديم تعديلات على وثيقة الأمم المتحدة الصادرة في الجولة السابقة من المباحثات. وقال الجعفري للصحفيين بعد اجتماع دام قرابة الساعتين ونصف مع مبعوث الأمم المتحدة دي ميستورا إنه لا يوجد الكثير مما يمكن قوله الآن. ورفض تلقي أي أسئلة.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية قد أعلنت في وقت سابق اليوم الجمعة أنها لا تمانع مشاركة دبلوماسيين او تكنوقراط من النظام الحالي في هيئة الحكم الانتقالي الى جانب ممثلين عن المعارضة، وفق ما أفاد متحدث باسمها.
وقال سالم المسلط لوكالة فرانس برس في جنيف "لا يمكن قبول مشاركة أطراف اقترفت جرائم بحق الشعب السوري في هيئة الحكم الانتقالي، لكن هناك الكثير من الموجودين لدى النظام او المستقلين في سوريا".
وأضاف "هناك أيضا الكثير من الدبلوماسيين والتكنوقراط... لكن هذا القرار يحدده الشعب السوري، وهو من يفوضنا باختيار أسماء أعضاء الهيئة". وشدد على انه "لا يمكن القبول ببشار الاسد أو من اقترفوا جرائم بحق الشعب السوري".
ميدانيا أجبرت المعارك العنيفة التي تشهدها محافظة حلب في شمال سوريا عشرات الآلاف على النزوح من منازلهم، وألقت بظلالها على المفاوضات غير المباشرة الجارية في جنيف برعاية الأمم المتحدة.
وتدور في محافظة حلب معارك على جبهات عدة تصاعدت حدتها منذ بداية الأسبوع الحالي.
وذكرت منظمة "هيومان رايتس واتش" ان المعارك الجارية قرب الحدود التركية بين تنظيم "داعش" والفصائل المقاتلة دفعت 30 ألف شخص إلى النزوح من منازلهم ومخيماتهم خلال اليومين الماضيين.
وبحسب المنظمة، "أجبر زحف داعش في 13 و14 نيسان/ابريل ما لا يقل عن نصف سكان مخيمات اللاجئين شرق اعزاز قرب الحدود التركية البالغ عددهم 60 ألف نسمة على الفرار".
وتنتشر مخيمات النازحين على مقربة من الحدود التركية، وهي مكتظة بأكثر من 51 ألف مدني منذ هجوم قوات النظام السوري قبل الهدنة المعمول بها في سوريا منذ شباط/فبراير ضد مواقع للفصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي.
وبدورها قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إنها "قلقة بشدة على أمن الناس الذين اضطروا مجدداً إلى الهروب من منازلهم، ومن عدم توفر الرعاية الطبية لهم ومن الظروف التي سيعيشون فيها".
م.أ.م/ح.ع.ح(أ ف ب، رويترز)