1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المفاوضات المباشرة: فشل محتوم رغم تصميم أوباما؟

٢٨ أغسطس ٢٠١٠

بدأت بورصة التكهنات حول مصير المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين حتى قبل انطلاقها في واشنطن مطلع الشهر المقبل. فهل ستفضي هذه المفاوضات إلى اتفاق سلام أم أن مصيرها الفشل؟ دويتشه فيله استعرضت آراء بعض الخبراء.

صورة من: AP/DW-Fotomontage

قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السير على خطى سلفه إيهود أولمرت في طريقة إدارته للمفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، التي ستنطلق في واشنطن مطلع الشهر المقبل. فقد كشفت مصادر حكومية إسرائيلية أن نتانياهو اقترح عقد لقاءات منتظمة نصف شهرية بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس بهدف "إنجاح المفاوضات والتدخل كلما اقتضت الحاجة لتذليل العقبات، وأنه أبلغ الإدارة الأمريكية بذلك".

ويبدو أن خطوة نتانياهو وجدت صدى إيجابيا لدى إدارة الرئيس باراك أوباما؛ فقد نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن محضر اجتماع عقد في البيت الأبيض بين مسئولين أمريكيين وعدد من قادة المنظمات اليهودية الأمريكية، أن خطة السلام التي تعكف إدارة الرئيس اوباما على بلورتها تنص على ضرورة عقد لقاءات متقاربة بين الزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل حل القضايا العالقة. أما إذا فشل المسئولان فستتدخل الإدارة الأمريكية لإنقاذ المفاوضات في اللحظة المناسبة.

مفاوضات ثلاثية وليست ثنائية فقط

يرى بعض المراقبين أن إدارة أوباما ليست وسيطا فحسب بل طرفا ثالثا في المفاوضات أيضاصورة من: AP

وحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن الخطة الأمريكية تقضي أيضا بقيام واشنطن بممارسة الضغط على الطرفين وإلزامهما بالتوصل إلى اتفاق بينهما حول مجمل القضايا العالقة، بما فيها قضايا الحل النهائي، خلال عام واحد على أن يتم تنفيذه (الاتفاق) في مدة أقصاها عشر سنوات؛ وأنّ أوباما شخصيا مصر على إيجاد حل سلمي لهذا النزاع.

وبدوره يرى الكاتب والصحافي سلامة نعمات بأن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تختلف هذه المرة عن سابقاتها لأنها، أي المفاوضات "ليست بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي فحسب، بل والأمريكي أيضا". ويضيف المحلل السياسي الأردني المقيم في واشنطن، في حوار مع دويتشه فيله، بأن الجانب الأمريكي "طرف ثالث في هذه المفاوضات؛ يوجهها ويمارس ضغوطا على الجانبين. لكن السؤال الكبير هو: هل ستنجح إدارة أوباما في انتزاع تنازلات من الطرفين لإنجاح المفاوضات؟"

ويأتي الجواب بالنفي من المحلل السياسي الإسرائيلي يورام بن نور. ويضيف بن نور، في حوار مع دويتشه فيله، بأن هذه "المفاوضات لن تأتي بأي حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي نظرا للتركيبة السياسية الإسرائيلية الحالية". وبالرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو، حسب بن نور، مستعد "لتقديم بعض التنازلات من أجل استمرار المفاوضات ونجاحها، وحتى إقامة دولة فلسطينية مستقلة بهذه الحدود أو تلك، فإن السؤال لا يتعلق برغبة نتانياهو، بل ببنية ائتلافه الحكومي".

"مفاوضات فاشلة حتى قبل أن تبدأ"

هناك من يقول إن المفاوضات فشلت قبل انطلاقها بسبب شروط نتانياهو وخصوصا حول القدسصورة من: Berthold Werner

ويعتقد بن نور، الصحافي الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الفلسطينية، بأن هناك حالة من عدم ثقة في الشارع الإسرائيلي بالطرف الفلسطيني واستعداده للسلام. وبالتالي لا يوجد "أي دافع قوي لدى النخبة السياسية الإسرائيلية لتوقيع اتفاقية سلام مع القيادة الفلسطينية، وهمها الأساسي هو الاستمرار في المفاوضات لإدارة الصراع"؛ أو ما يسميه أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، مخيمر أبو سعدة، "المفاوضات من أجل المفاوضات".

ويرى أبوسعدة بأن الجانب الإسرائيلي يستغل المفاوضات من أجل "فرض حقائق جديدة على الأرض تجعل من المستحيل إنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". ويضيف أبو سعدة، في حوار مع دويتشه فيله، بأن هذه المفاوضات "فاشلة حتى قبل أن تبدأ، خصوصا في ظل اشتراطات نتانياهو الأخيرة" حول الدولة الفلسطينية المنزوعة السلاح والطبيعة اليهودية لدولة إسرائيل وعدم الانسحاب من القدس الشرقية، وهي شروط "لا يمكن لأي زعيم فلسطيني القبول بها".

أما الكاتب والصحافي الأردني سلامة نعمات فيرى بأن للإدارة الأمريكية مصالح أمنية وإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، لذا فإنها لن تسمح بفشل هذه المفاوضات، وهي قد "تلجأ إلى إحالة الملف برمته، أي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، إلى مجلس الأمن الدولي في حال اصطدمت بالتعنت الإسرائيلي، خصوصا فيما يتلق بالمستوطنات. عندها ستجد إسرائيل نفسها وحيدة وسيكون الثمن السياسي باهظا بالنسبة إليها".

إلا أن للمحلل السياسي الإسرائيلي يورام بن نور رأيا آخر فهو يعتقد بأن "لا حل في الأفق في هذه السنة، التي حددتها الإدارة الأمريكية وأن الملف لن يحال إلى مجلس الأمن"، لأن لكل الأطراف مصلحة في استمرار المفاوضات كتمهيد نحو لحظة الحل المناسبة. ولحظة الحل هذه، برأيه، لن تأتي إلا إذا أعيد انتخاب "أوباما لولاية ثانية". عندها سيكون الرئيس الأمريكي "حرا من أية ضغوط قد تمارس عليه من هنا وهناك بسبب الانتخابات".

أحمد حسو

مراجعة: لؤي المدهون

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW