قيادي عسكري ألماني: روسيا تتسلح وتوجه جيشها نحو الغرب
٢٣ يوليو ٢٠٢٤
يرى المفتش العام للجيش الألماني أن وتيرة تسلح الجيش الروسي تجعله قادرا خلال ثماني سنوات، على أبعد تقدير، على مهاجمة أراض تابعة لحلف الناتو. معتبرا أن ترامب سيعرف قيمة الناتو إذا أعيد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.
إعلان
قال المفتش العام للجيش الألماني، كارستن بروير، في تصريحات لصحيفة "زيكسيشه تسايتونغ" الألمانية: "نلاحظ أن الجيش الروسي يتجه نحو الغرب". وذكر بروير أنه في غضون خمس إلى ثماني سنوات ستكون القوات المسلحة الروسية جاهزة بالمواد والأفراد اللازمين لجعل هجوماً على أراض تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أمراً ممكنا. واستشهد بروير بتحليلاته الخاصة ومعلومات من أجهزة سرية وقوات مسلحة لدول في الحلف بالإضافة إلى تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كأساس لهذا التقييم.
وقال بروير: "يضيف الجيش الروسي ما بين 1000 إلى 1500 دبابة إلى صفوفه سنويا. الدول الخمسة الأوروبية الكبرى الأعضاء في الناتو ليس لديها سوى نصف هذا العدد في المخزونات". وأشار بروير إلى أن الجيش الألماني يمتلك حوالي 300 دبابة قتالية، وقال: "إذا اقترنت هذه القدرة بالنية، التي يمكن قراءتها بالتأكيد من خطابات بوتين، فإن هذا ينبغي أن يثير قلقنا. وظيفتي هي التفكير في مثل هذا السيناريو الأسوأ. بالنسبة للجيش الألماني هذا يعني: علينا أن نكون مستعدين لهذا الاحتمال في غضون خمس سنوات. هذه هي الطريقة الوحيدة التي تمكننا من الردع". ومع ذلك أشار بروير إلى أن حالة التهديد الجديدة لم تصل بعد إلى كل مكان.
دعم لأوكرانيا في قمة الناتو بواشنطن
02:23
الناتو وترامب
وأوضح بروير أنه لا يرى أي علامات على ابتعاد الولايات المتحدة عسكريا عن أوروبا، مفترضا أن دونالد ترامب سيعرف قيمة الناتو إذا أعيد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، وقال: "لقد رفع ترامب بطريقة غاشمة مرآة أمامنا نحن الأوروبيين وأوضح أنه يجب علينا تعزيز الركيزة الأوروبية للتحالف والقيام بدور أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة. لقد فهم الجميع ذلك مع الحرب العدوانية الروسية".
وذكر بروير أنه مقارنة بعام 2020 أصبح من الواضح أنه لم تعد دولتان أو ثلاث دول في الناتو فقط هي التي تحقق الهدف المتفق عليه بشأن إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، بل أكثر من 20 دولة، وقال: "يجب أن يكون هذا "اتفاقا" جيدا لترامب أيضا. وأنا أكثر تفاؤلا من غيري - بالنأي بعض الشيء عن المعركة الانتخابية - بأن القيمة المضافة الكبيرة للحلف سوف تصبح أكثر وضوحا بالنسبة له أيضا".
ولا يتوقع المفتش العام أي تغييرات كبيرة في الأحداث على الجبهة في أوكرانيا في الوقت الحالي، مؤكدا في الوقت نفسه أن البلاد ستظل معتمدة على الدعم، وقال: "لن نرى أي تحركات بعيدة المدى في ساحة المعركة الأوكرانية في المستقبل المنظور. مسار الجبهة وتحصينها يجعل هذا الأمر مستحيلا إلى حد كبير... يمكن تصور عمليات صغيرة وبطيئة، أما هجمات واسعة النطاق فهي صعبة. سيتم التعرف على تركيز القوات على الفور وسيؤدي ذلك إلى اتخاذ إجراءات مضادة".
خ.س/ف.ي (د ب أ)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.