المفوضية الأوروبية: تركيا تواصل الابتعاد عن الاتحاد الأوروبي
٦ أكتوبر ٢٠٢٠
وفقا لتقرير لمفوضية الاتحاد الأوروبي، فإن السياسة الخارجية التركية أصبحت عدوانية بشكل متزايد، وهناك الكثير مما يجري في الداخل ليس على ما يرام. لذلك فإن محاولة أنقرة للانضمام للاتحاد تتلاشى وفي المقابل تنتقد تركيا بروكسل.
إعلان
وصفت تركيا اليوم الثلاثاء (السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2020) تقريرا للمفوضية الأوروبية بأنه "منحاز وغير بناء" قائلة إن أنقرة ترفض الانتقادات الموجهة إلى اقتصادها وديمقراطيتها ومحاكمها، وإنها لا تزال ملتزمة بعملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي وقت سابق اتهمت المفوضية الأوروبية حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان بتقويض اقتصاد تركيا وانتقاص مساحة الديمقراطية وتدمير استقلال المحاكم، وقالت إن هذه الأفعال جعلت أنقرة أبعد من أي وقت مضى عن الانضمام للاتحاد الأوروبي.
وأضافت المفوضية في تقريرها السنوي بشأن تركيا إن "تركيا لم تعالج بشكل موثوق به مخاوف الاتحاد الأوروبي الجادة بشأن استمرار التطورات السلبية في سيادة القانون والحقوق الأساسية والسلطة القضائية". وقالت إن "مفاوضات انضمام تركيا (إلى الاتحاد الاوروبي) وصلت لطريق مسدود".
وفي الوقت نفسه، تتصادم السياسة الخارجية التركية بشكل متزايد مع أولويات الاتحاد الأوروبي بخصوص السياسة الخارجية والأمنية المشتركة. وعلى وجه التحديد، تتهم مفوضية الاتحاد الأوروبي أنقرة في هذا السياق بالقيام بـ"أعمال غير مشروعة وتصريحات استفزازية" في شرق البحر المتوسط تجاه قبرص، بسبب الصراع على الغاز.
وخلال قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي تجددت التهديدات بفرض عقوبات على أنقرة.
ومن جانبها قالت وزارة الخارجية التركية في بيان الثلاثاء إن أجزاء من التقرير بشأن التوترات في شرق المتوسط لطخ سمعة موضوعية المفوضية، مضيفة أن أنقرة تتصرف وفق المعايير الديمقراطية والقوانين الدولية. وقالت الوزارة "نتمنى بصدق ألا ينظر الاتحاد الأوروبي إلى دولة تركيا المرشحة لعضويته عبر المصالح المحدودة والأنانية لبعض الدوائر، بل عبر المصالح الأكبر والمشتركة لقارتنا ورؤيتنا
المشتركة".
ميركل تعتزم العمل على تحسين العلاقة بين تركيا والاتحاد
ومن جهتها أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنها ستعمل من أجل تحسين العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. وقال شتيفن زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية أن ميركل أعربت خلال مؤتمر عبر الفيديو مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء،
عن تأييدها للبدء في اتخاذ خطوات سريعة لإعداد جدول أعمال لمواصلة تطوير العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وفقا لما تم النص عليه في النتائج النهائية للمجلس الأوروبي الأخير. وأضاف زايبرت أن ميركل أكدت من جانب آخر على ضرورة إزالة التوترات الإقليمية في شرق البحر المتوسط.
وكان مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال في وقت سابق الثلاثاء إن أردوغان أبلغ المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن القرارات التي اتخذتها قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي لا تكفي للتغلب على المشاكل في العلاقات بين أنقرة والاتحاد.
وقالت الرئاسة التركية إن أردوغان تحدث إلى ميركل عبر الفيديو وأبلغها بأن الاتحاد الأوروبي "رضخ لابتزاز" اليونان وقبرص اللتين يدور نزاع بحري بينهما وبين أنقرة في شرق البحر المتوسط.
يذكر أن تركيا مرشحة منذ عام 2005 للانضمام للاتحاد الأوروبي، غير أن المفاوضات بهذا الشان مجمدة منذ مدة طويلة.
ع.ش/ص.ش (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.