قالت صحيفة "فيلت آم زونتاغ" الألمانية إن المفوضية الأوروبية وجهت في تقريرها السنوي المتعلق بالدول المرشحة للانضمام للتكتل الأوروبي، انتقادات حادة إلى وضع حقوق الإنسان في تركيا.
إعلان
كشف تقرير صحفي في ألمانيا أن المفوضية الأوروبية وجهت انتقادات حادة إلى وضع حقوق الإنسان في تركيا. جاء ذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "فيلت آم زونتاغ" الألمانية الصادرة الأحد (25 تشرين الأول/ أكتوبر 2015) استناداً إلى مسودة التقرير السنوي للمفوضية المعروف بـ"تقرير التقدم" الذي تقيم فيه المفوضية الأوضاع في الدول المرشحة للانضمام للتكتل.
وأضافت الصحيفة أن مسودة التقرير الخاصة بتركيا أكدت حدوث "انتكاسات بارزة في مجال حرية الرأي والتجمعات".
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .
صورة من: Reuters/M. Sezer
10 صورة1 | 10
من جانبها، رفضت متحدثة باسم المفوضية التعليق على ما أوردته صحيفة "فيلت" في تقريرها. وتجدر الإشارة إلى أن نشر تقرير التقدم تأخر. ومن المنتظر أن تشهد تركيا مطلع الشهر المقبل انتخابات برلمانية جديدة، وتمثل أنقرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي شريكاً مهماً في أزمة اللاجئين الراهنة.
ويأتي التقرير بعد يومين من إصدار محكمة تركية أحكاماً بالسجن بحق 244 شخصا تصل إلى 14 شهراً بتهم تتعلق باحتجاجات عام 2013 التي اندلعت اعتراضاً على إعادة بناء متنزه غازي في اسطنبول والتي تحولت إلى أسوأ اضطراب سياسي في البلاد خلال سنوات.
وذكرت صحيفة حريت ديلي نيوز التركية أن اتهامات وجهت لنحو 255 شخصاً من بينها الإضرار بممتلكات عامة والمشاركة في احتجاجات غير قانونية، مشيرة إلى أن الإدعاء طالب بمعاقبة المتهمين بالسجن لفترات تصل إلى 11 عاماً.
وحظيت احتجاجات متنزه غازي قرب ميدان تقسيم في اسطنبول وما رافقها من حملة أمنية صارمة باهتمام دولي وأثارت القلق من بروز حكم استبدادي في تركيا. ورفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاحتجاجات، واصفاً المشاركين فيها بأنهم "حثالة" و"إرهابيون". وانتشرت الاضطرابات في مدن تركية أخرى.