المفوضية الأوروبية تنظر في معاقبة بولندا بسبب إصلاحات قضائية
٢٠ ديسمبر ٢٠١٧
تعتزم المفوضية الأوروبية فرض عقوبات على بولندا بسبب ما تراه المفوضية تهديدا للقيم الأساسية للاتحاد الأوروبي، فيما قالت المتحدثة البولندية الحكومية إن القرار قد يكون مرتبطا برفض وارسو قبول استقبال مهاجرين مسلمين.
إعلان
أبدت الحكومة البولندية رد فعل هادئ حيال قرار المفوضية الأوروبية البدء في اتخاذ إجراءات عقابية ضدها بسبب إصلاحات قضائية مثيرة للجدل. وقال وزير العدل البولندي والمدعي العام في البلاد، زبجنيف تسيوبرو، اليوم الأربعاء (20 كانون الأول/ديسمبر 2017):" تلقيت خبر القرار بهدوء".
وكانت المفوضية قد أعلنت في وقت سابق من اليوم اعتزامها البت في فرض عقوبات على بولندا بسبب ما تراه المفوضية تهديدا للقيم الأساسية للاتحاد الأوروبي وذلك حسبما أكد متحدث باسم المفوضية اليوم في بروكسل.
يشار إلى أن هذه الإجراءات هي الأولى من نوعها في تاريخ الاتحاد الأوروبي، والتي تتم في إطار المادة السابعة من اتفاقية الاتحاد. ويمكن أن تصل العقوبة المشددة إلى سحب حق التصويت في مجلس الاتحاد الأوروبي.
وتمنح القوانين الجديدة في بولندا، التي دخل جزء منها حيز التنفيذ وجزء آخر يتم التخطيط له، وزير العدل البولندي تسيوبرو صلاحيات واسعة النطاق على قطاع القضاء، وتتخوف المفوضية من أن هذه القوانين من شأنها أن تهدد استقلال القضاء. لكن تسيوبرو نفى هذه الاتهامات الموجهة إلى هذه القوانين. وأكد الوزير البولندي أن بلاده دولة دستورية وأنها لن تكون موضع تقدير على مستوى الاتحاد الأوروبي إلا إذا كان لديها نظام قضائي فاعل، وأضاف أنه يجب تفعيل الإصلاحات القضائية لهذا السبب.
فيما قالت بياتا مازوريك المتحدثة باسم حزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا اليوم الأربعاء إن قرار المفوضية الأوروبية قد يكون مرتبطا برفض وارسو قبول استقبال مهاجرين مسلمين. وأضافت مازوريك للصحفيين "قد يكون هذا نتيجة ليس فقط لشكوى قدمتها المعارضة (ضد بولندا إلى المفوضية الأوروبية) ولكن أيضا بسبب أننا لا نرغب في قبول مهاجرين، لا نرغب في قبول مهاجرين مسلمين، لأننا نحرص على أمن البولنديين".
وفي الوقت نفسه قالت المتحدثة الحكومية يوانا كوبتشينسكا لرويترز اليوم الأربعاء إن رئيس الوزراء ماتيوش مورافيتسكي مستعد لإجراء محادثات مع المفوضية الأوروبية بشأن سيادة القانون في بولندا في كانون الثاني/يناير.
ويرى حزب القانون والعدالة الحاكم، أن الجهاز القضائي ظل دون إصلاحات منذ انتهاء الحقبة الشيوعية في 1989، وأن الفساد وصل إلى الجزء الأكبر من القضاة.
وكان رئيس الوزراء البولندي ماتوسز مورافيكي قد أعلن أنه يتوقع أن تبدأ المفوضية في الإجراءات العقابية وقال إن "البدء في الإجراءات من الحقوق الخاصة للمفوضية"، وأعلن أيضا اعتزامه إجراء نقاش في كانون الثاني/يناير المقبل مع جان كلود يونكر رئيس المفوضية حول إصلاحات القضاء. وأعرب مورافيكي عن أمله أن تتمكن وارسو وبروكسل من التوصل إلى مستوى للتعاون خلال الأشهر الـ12 إلى 18 المقبلة "وذلك على الرغم من بعض الخلافات".
ز.أ.ب/ص.ش (د ب أ، رويترز)
كيف بدأت أزمة اللاجئين في أوروبا؟
من عنف وحروب تتصاعد في الشرق الأوسط وافريقيا إلى سياسات لجوء غير متماسكة. دي دبليو تلخص في هذه الصور أهم مراحل أزمة المهاجرين وكيف وجد الاتحاد الأوروبي نفسه وسط أزمة اللجوء.
صورة من: picture-alliance/dpa
هروب من الحرب والفقر
في أواخر عام 2014 ومع اقتراب مرور أربع سنوات على الحرب السورية وتحقيق تنظيم "الدولة الإسلامية" مكاسب مهمة في شمال البلاد، تزايدت أعداد السوريين النازحين. وفي الوقت ذاته كان لاجئون آخرون يفرون هربا من دول أخرى كالعراق، أفغانستان، إيريتريا، الصومال، النيجر وكوسوفو.
صورة من: picture-alliance/dpa
البحث عن ملجأ على الحدود
بدأت أعداد كبيرة من السوريين تتجمع في مخيمات ببلدات حدودية في كل من تركيا ولبنان والأردن منذ 2011. مع حلول 2015 اكتظت المخيمات بشكل كبير جدا وفي غالب الأحيان لم يكن يجد سكانها عملا يعيلون به أسرهم كما لا يستطيعون تدريس أبنائهم وهكذا قرر الناس بشكل متزايد اللجوء إلى ما هو أبعد من هذه المخيمات.
صورة من: picture-alliance/dpa
رحلة طويلة سيرا على الأقدام
في عام 2015 بدأ ما قدر بحوالي مليون ونصف مليون شخص رحلتهم من اليونان نحو أوروبا الشرقية عبر طريق البلقان مشيا على الأقدام. وإثر ذلك أصبح اتفاق شنغن، الذي يسمح بالتنقل بين معظم دول الاتحاد الأاوروبي بحرية، موضع تساؤل مع موجات اللاجئين التي كانت متجهة نحو أغنى الدول الأوروبية.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
محاولات يائسة لعبور البحر
عشرات آلاف اللاجئين كانوا يحاولون أيضا الانطلاق في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط على متن قوارب مكتظة. في أبريل 2015 غرق 800 مهاجر من جنسيات مختلفة بعد انقلاب القارب الذي كان يقلهم من ليبيا نحو سواحل إيطاليا. هذه الحادثة ليست سوى واحدة من حوادث تراجيدية أخرى، فحتى نهاية العام قضى نحو 4000 شخص غرقا وهم يحاولون عبور البحر نحو أوروبا.
صورة من: Reuters/D. Zammit Lupi
ضغط على الحدود
الدول الواقعة على حدود الاتحاد الأوروبي واجهت صعوبات في التعامل مع هذا الكم الهائل من الوافدين إليها. شيدت الأسوار في هنغاريا، سلوفينيا، مقدونيا والنمسا. كما تم تشديد إجراءات اللجوء وفرضت عدة دول من منطقة شنغن مراقبة مؤقتة للحدود.
صورة من: picture-alliance/epa/B. Mohai
إغلاق باب كان مفتوحا
يتهم منتقدو المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. في سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
توقيع اتفاق مع تركيا
في بدايات العام 2016، وقع الاتحاد الاوروبي وتركيا اتفاقا يتم بموجبه إرجاع اللاجئين الذين يصلون اليونان إلى تركيا. الاتفاق تعرض لانتقادات من مجموعات حقوقية. وتبعه توتر كبير بين الطرفين التركي والأوروبي عقب قرار للبرلمان الأوروبي بتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
لا نهاية في الأفق
مع تنامي المشاعر المعادية للاجئين في أوروبا، تكافح الحكومات من أجل التوصل إلى حلول توافقية لمعالجة أزمة اللجوء خاصة بعد الفشل الكبير لمحاولة إدخال نظام الحصص لتوزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي. الحروب والأزمات في منطقة الشرق الأوسط لا تبدو قريبة الحل وأعداد اللاجئين الذين يموتون في طريقهم إلى أوروبا عبر البحر في تزايد.
الكاتبة: راشيل ستيوارت/ سهام أشطو