المقارنة مع ديفيد بيكهام تنتظر شفاينشتايغر في شيكاغو
صلاح شرارة
٢٢ مارس ٢٠١٧
رغم أن رحيل شفاينشتايغر كان محتوماً إلا أن توقيت انتقاله جاء مفاجئاً. وعلى ما يبدو فإن لزوجته دوراً في انتقاله إلى شيكاغو الأمريكي. ورغم تقدم سنه إلا أن قادة النادي الأمريكي يعقدون عليه أمالاً كبيرة ويقارنونه مع بيكهام.
إعلان
"خسارة أن أول ألماني يلعب لمانشستر يونايتد لم يحقق النجاح المأمول"، بهذه الجملة تحسر أندرياس سينا، الخبير في شؤون "الشياطين الحمر" والعاشق للفريق الإنجليزي، على رحيل النجم شفاينشتايغر (32 عاماً) من "أولد ترافورد" إلى شيكاغو فاير الأمريكي.
ورغم أنه اتضح منذ قدوم المدرب جوزيه مورينيو إلى مانشستر أن رحيل شفاينشتايغر بات أمراً لا مفر منه، إلا أنه لا شفاينشتايغر نفسه ولا جمهور الفريق الإنجليزي كانوا يتوقعون أن تنتهي الرحلة بعد أقل من عامين من انضمامه له، كما أن توقيت رحيل شفاينشتايغر جاء مفاجأة، حسب ما كتب سينا في موقع فوكوس الألماني.
ويبدو أن لاعبة التنس المعتزلة آنا إيفانوفيتش (29 عاماً)، زوجة شفاينشتايغر، لها دور في قرار اللاعب بالرحيل إلى الولايات المتحدة وخصوصاً شيكاغو، حسب ما تعتقد صحيفة بيلد الألمانية. فمدرب فريق "شيكاغو فاير" فليكو باونوفيتش، هو مواطن صربي أصلاً مثل إيفانوفيتش، ونشأ في بلغراد مثل مواطنته لاعبة التنس. وبسبب الأوضاع الأمنية هناك غادر باونوفيتش صربيا عام 1995 وتنقل في أنحاء أوروبا ولعب أيضاً لفريق هانوفر الألماني لمدة ستة شهور عام 2005. كما حصل على جنسية إسبانيا عام 2006 وأنهى مسيرته كلاعب في فيلاديلفيا بالولايات المتحدة عام 2012.
ومن المؤكد أن إيفانوفيتش تعرف باونوفيتش جيداً، فعندما نجح كمدرب لمنتخب صربيا في الوصول للمباراة النهائية لكأس العالم تحت 20 عاماً، تلقى منها ومن غيرها من نجوم صربيا رسالة عبر الهاتف تحثه على الفوز، الذي حققه بالفعل على منتخب البرازيل بنتيجة 2-1، ويكون ذلك طفرة كبيرة في حياته كمدرب.
ماذا ينتظره شفاينشتايغر في شيكاغو؟
شفاينشتايغر ليس أول لاعب ألماني ينضم للفريق الأمريكي فزميله سابقاً في المنتخب الألماني أرنه فريدريش لعب لشيكاغو فاير في عامي 2012 و2013. وقال النجم المعتزل لموقع فوكوس "بالنسبة لي كانت شيكاغو أجمل الأوقات في مسيرتي ولولا إصابتي لبقيت هناك حتى الآن". وأكد فريدريش أن قلبه ما زال معلقاً بشيكاغو، فهي من وجهة نظره "أكثر المدن جاذبية في الولايات المتحدة".
شفاينشتايغر لم يتوجه بالسؤال إلى فريدريش حول الأوضاع في شيكاغو، لكن فريدريش هنأ زميله السابق بخطوة الانتقال وقال "بإمكان باستيان أن يتطلع (لوقته القادم) في مدينة رياضية محضة، رغم أن أندية أخرى .. تتواجد في الواجهة (أكثر من شيكاغو)".
وأضاف فريدريش أن شفاينشتايغر بإمكانه أن يستمتع بالحياة هناك بعيداً عن مضايقات الشهرة، التي كان يجدها في ميونيخ ومانشستر. وصحيح أن لاعبي الكرة الأوروبيين معروفون من قبل الأوروبيين هناك "إلا أن شهرتهم لا تقارن بنجوم البيسبول أو كرة السلة"، حسب فريدريش.
ورغم أن شيكاغو لا يقدم مستوى جيداً ولا يصل للأدوار النهائية في البطولة الأميركية منذ ترك فريدريش له قبل سنوات إلا أن مشجعي النادي مازالوا مخلصين له لذلك ومن حقهم أن يتقدموا للمراكز الأولى من جديد، يقول فريدريش.
المقارنة مع بيكهام
وذكر موقع بيلد الألماني أن "شيكاغو فاير" في انتظار شفانشتايغر وزوجته أنا على أحر من الجمر، فقادة النادي الأمريكي ينتظرون الكثير من النجم الفائز بمونديال البرازيل عام 2014. ويأمل مدير النادي نيلسون رودريغيز أن يحول الفريق من أحد أسوأ الأندية في البطولة الأمريكية إلى أحد أندية القمة. وقال رودريغيز لبيلد "كل ما لديه بطل. إنه قائد وقدوة، وفاز بألقاب مع كل الأندية التي لعب لها".
ويبدو أن تقدم سن شفاينشتايغر واقترابه من إنهاء مسيرته لا يمثلان عائقاً لرودريغيز، الذي عقد مقارنة بينه وبين بيكهام "ديفيد بيكهام كان سنه 32 عاماً عندما جاء إلى لوس أنغليس غالاكسي وأحرز معه لقبين".
وقد حصل شفاينشتايغر على عقد لمدة عام مع شيكاغو، يتوقع أن يكون بقيمة 4.2 مليون يورو، ومن الممكن أن يبدأ المشاركة مع النادي في أول أبريل/ نيسان أمام نيويورك سيتي. والآن ينتظر أن يصبح شفاينشتايغر مثل ديفيد بيكهام، وعموما فقد ترك "شفايني" انطباعاً إنسانياً رائعاً أيضاً لدى مسؤولي النادي الأمريكي، حسب موقع بيلد.
محطات مهمة في مسيرة قائد منتخب ألمانيا المعتزل شفاينشتايغر
بعد 120 مباراة دولية مع منتخب ألمانيا لكرة القدم أعلن قائد المنتخب باستيان شفاينشتايغر على صفحته في "تويتر" الجمعة (29 يوليو/ تموز 2016) اعتزاله اللعب دوليا مع المنتخب الألماني.ملف صور يتابع رحلة الاعوام الاثني عشر.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suki
بعد 12 عاما قضاها في صفوف المنتخب الألماني لكرة القدم وقبل بلوغه الثانية والثلاثين بأيام معدودة قال النجم شفاينشتايغر على موقع "تويتر" إنه رجا المدرب يوآخيم لوف ألا يضعه في الحسبان في المستقبل لأنه يريد الاعتزال دوليا. وأضاف أنه عاش مع المنتخب لحظات "جميلة يعجز عنها الوصف"
صورة من: REUTERS
سجل شفاينشتايغر 24 هدفا لمنتخب بلاده وكانت أجمل لحظات اللاعب الذي يلقب بـ"تايغر" (النمر) هي بلا شك لحظة رفعه لكأس العالم في ملعب ري ودي جانيرو بمونديال البرازيل عام 2014، ليحقق لمنتخب ألمانيا اللقب المونديالي الرابع بعد أعوام 1954 بسويسرا، 1974 بألمانيا، و 1990 بإيطاليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
ومن أبرز وأشهر اللحظات في مونديال البرازيل ومسيرة "تايغر" عموما صورته بجوار طبيب المنتخب مولر-فولفارت والدماء تنزف من جرح أسفل عينه اليمنى في النهائي أمام الأرجنتين. رغم ذلك أصر شفاينشتايغر على مواصلة اللعب وقاتل من أجل اللقب وساهم بنصيب كبير للفوز به.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/C. Moya
صورة تاريخية بعد المباراة النهائية للمونديال. دموع فرحة الفوز في عيني شفاينشتايغر والمدرب يوآخيم لوف. إصرار "النمر" الجريح على مواصلة اللعب رغم الإصابة دفع لوف للتمسك به أكثر كقائد للفريق حتى عندما كان أداؤه غير مقنع. وأصر على اصطحابه إلى يورو 2016 بفرنسا رغم اعتراض الكثيرين بسبب طول فترة إصابة اللاعب قبلها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suki
أول مباراة في يورو 2016 كانت أمام أوكرانيا ودخلها شفاينشتايغر وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة وشن المنتخب الألماني هجمة مرتدة على مرمى أوكرانيا لتصل الكرة إلى شفاينشتايغر الذي سجل منها بكل هدوء هدف ألمانيا الثاني لتفوز ألمانيا 2- صفر ويطلق الحكم صافرته مباشرة ليقطع العائد من الإصابة مسافة عدو طويلة ليفرح مع مدربه وكان بعدها بالكاد يلتقط أنفاسه أثناء مقابلة تلفزيونية بعد المباراة.
صورة من: Reuters/B. Tessier
لكن القائد نفسه كان هو من فتح باب الهزيمة أمام فرنسا في نصف النهائي عندما قفز رافعا ذراعه داخل منطقة جزاء ألمانيا ليحتسب الحكم الإيطالي نيكولا ريزولي ركلة جزاء ضد المانشافت سجل منها جريزمان هدف الديوك الأول وانتهت المباراة بفوز فرنسا 2- صفر لكنها خسرت النهائي من بعد أمام البرتغال بصفر لهدف.
صورة من: Reuters/M. Dalder
وربما يكون شفاينشتايغر قد أدرك في تلك اللحظة أن نهاية مسيرته مع المنتخب الألماني قد حان وقتها. فالنجاح الذي تحقق في 2014 "لن يتكرر في مسيرتي لذلك فالصواب والحكمة الآن هو أن أضع النهاية (لمسيرتي) وأتمنى كل ما هو أفضل للمنتخب (الألماني) في التصفيات المؤهلة ونهائيات كأس العالم 2018" حسب ما كتب على موقع تويتر.
صورة من: Reuters/M. Dalder
كانت الفترة التي لعب فيها شفاينشتايغر مع منتخب بلاده فترة تاريخية للمنتخب الألماني في ظل قيادة يوآخيم لوف، الذي جعل ذلك المنتخب قدوة في الاندماج والعلاقات الإنسانية بين اللاعبين وكتب شفانشتايغر "باعتزالي أغادر المنتخب الوطني الذي كان دائما بمثابة عائلة نفيسة بالنسبة لي. وآمل رغم ذلك أن تستمر الصلة بشكل أو بآخر."
صورة من: Reuters
يغادر عائلة نفيسة، لكنه قبل الإعلان عن قرار اعتزاله كان قد كون بشكل رسمي عائلته الخاصة. فبعد الخروج من بطولة يورو 2016 حول شفاينشتايغر أحزانه إلى أفراح بأن أتم مراسم الزواج من لاعبة التنس الصربية آنا إيفانوفيتش (الثلاثاء 12 من يوليو/ تموز) في مدينة البندقية الإيطالية.
صورة من: picture alliance/AP Photo/L. Costantini
ولدى إعلانه الاعتزال لم ينس "النمر" شفاينشتايغر الجماهير التي أحبته وساندته طيلة مسيرته مع المنتخب الألماني وقال في رسالته على موقع تويتر: "أود أن أقول لجماهيرنا في الختام لقد كان شرفا لي أن يسمح لي باللعب من أجلكم وأشكركم على شيء عايشته معكم."