المكملات الغذائية الخاصة بصحة الكبد.. هل هي فعّالة حقا؟
٦ نوفمبر ٢٠٢٣
في عالم تتجاوز فيه مبيعات أفضل المكملات الغذائية لصحة الكبد الملايين شهريا، لكن قد لا تكون كما تظن. يكشف بحث جديد عن حقيقة صادمة تشير إلى أن هذه المنتجات قد لا تحتوي على المكونات التي ينصح بها.
إعلان
يعد الكبد أحد أهم أعضاء الجسم وهو مسؤول عن عدد من العمليات الأساسية التي تعتبر حيوية للصحة العامة. وربما تكون الوظيفة الأكثر أهمية للكبد هي العمل كمرشح، وإزالة السموم من الدم. كما يشارك الكبد في عملية التمثيل الغذائي، وتخليق البروتين، وتخزين الحديد، من بين أمور أخرى.
ومع ذلك، لا يستطيع الكبد التالف أو المريض القيام بجميع مهامه الأساسية. لهذا السبب لا عجب أن المكملات الغذائية لصحة الكبد هي صناعة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
إذ تشهد سوق المكملات الغذائية المخصصة لصحة الكبد نموا ملحوظا، ومع ذلك، لا يحتوي أي من هذه المنتجات على المكونات التي يوصي بها الأطباء المتخصصون في علاج مشاكل الكبد في الولايات المتحدة أو أوروبا. بحسب ما نشره موقع (فيري ويل هيلث) الأمريكي.
مثل العديد من المكملات الغذائية فإن المنتجات الخاصة بصحة الكبد المتاحة على الإنترنت غير منظمة، وهذا يعني أنها لا تخضع لنفس معايير السلامة والفعالية المطبقة على الأدوية الوصفية.
فعلى الرغم من شعبيتها، إلا أن المكملات الغذائية لصحة الكبد لا تدعمها أدلة علمية قوية. وتدعي العديد من المكملات الغذائية الخاصة بصحة الكبد أنها تعمل على "إزالة السموم" و"تطهير" و"تغذية" الكبد، إلا أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة إلى حد كبير.
التهاب الكبد - هكذا يمكنك حماية نفسك
02:10
وقد أوضح الدكتور أحمد الطلباني، المتخصص في أمراض الجهاز الهضمي بجامعة نيو مكسيكو الأمريكية، أن مبيعات هذه المكملات في ازدياد، خاصة في السنوات القليلة الماضية. ويعزو جزء من هذا النمو إلى زيادة استهلاك الكحول خلل جائحة كوفيد-19. بحسب ما نشره موقع (ويب ميد) الأمريكي.
وقد لفت الطلباني الانتباه إلى أن بعض الشركات المصنعة تقوم بتسويق منتجاتها بادعاءات جريئة على مواقعهم مثل أن منتجاتهم تحافظ على وظائف الكبد الطبيعية وأنها معدة علميا، وأنها تمثل صيغة فعالة لتطهير الكبد وتم تطويرها وفقا لأحدث الاكتشافات العلمية.
ومع أن هذه الادعاءات قد تبدو مقنعة ومدعومة علميا للمستهلك العادي، إلا أن دكتور الطلباني يشير إلى أن معظمها لا يستند إلى أبحاث سريرية صارمة.
ر.ض
الكبد الدهني.. مخاطره وطرق الوقاية منه!
يعد الكبد من الأعضاء التي تدهش المختصين بعدد عملياته ووظائفه في الجسم، لكن العادات الغذائية السيئة والسمنة وقلة الحركة تعرقل هذه العمليات فيُصاب المرء بـ "الكبد الدهني"، فما هو؟ وكيف نتخلص منه؟
صورة من: Fotolia/ag visuel
معمل كيميائي يثير حيرة العلماء
في بطن كل إنسان معمل كيميائي عالي التخصص، يُدهش العلماء مراراً وتكراراً بعمله على إزالة السموم وإنتاج الهرمونات والمساعدة في هضم الدهون لإمداد الجسم بالعناصر الغذائية والتحكم بمستويات السكر في الدم. إنه الكبد الذي يعلّم حتى جهازنا المناعي على التمييز بين الصديق والعدو وبنحو 500 عملية استقلابية يحمي الكبد أعضاء الجسم ويضمن ديمومة عافيتها.
صورة من: dpa-infografik
عادات غذائية سيئة
لكن هذا العضو وبكل ما يمنحه لديمومة الحياة، يعاني ببطء، بسبب العادات الغذائية السيئة تتزايد أعداد المصابين بما يسميه الأطباء "الكبد الدهني" أو "تدهن الكبد". وتقول الإحصائيات إن كل ثالث شخص بالغ في الدول الصناعية المتقدمة يعاني من "الكبد الدهني غير الكحولي" المتأتي من التغذية الخاطئة وزيادة الوزن وقلة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Leonhardt
ما هي الأعراض؟
مرض الكبد الدهني من الأمراض الصامتة عموماً، ليست له أعراض، وخصوصاً في مراحله الأولى. ومع تقدم المرض يمكن أن تظهر بعض الأعراض مثل التعب وفقدان الشهية والضعف والغثيان وتأثر القدرة على اتخاذ القرارات ومشاكل التركيز. وفي حالات أخرى: أوجاع البطن، خصوصاً في الجانب الأيمن العلوي منه، وظهور بقع داكنة في بعض أماكن الجسم، خصوصاً على الرقبة ومنطقة تحت الإبطين.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Klose
علاقة وثيقة بمرض السكري
ويتحدث الأطباء عن الـ "كبد الدهني" فقط عندما يخزن العضو أكثر من خمسة بالمائة من وزنه من الدهون. ويرتبط هذا المرض ارتباطاً وثيقاً بمقاومة الأنسولين ومرض السكري من النوع 2. وفي أسوأ الحالات يمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER/J. Tack
سيد التجديد
لا توجد أدوية تقلل من تراكم الدهون على الكبد، لكن الكبد نفسه هو سيد التجديد، كما تقول الدراسات العلمية، إذ يمكن له يتعافى تماماً حين يغير المصابون بهذا المرض نمط حياتهم في الوقت المناسب.
صورة من: picture-alliance/A.& H.-F.Michler/OKAPIA
هكذا يذوب دهن الكبد
العلاج الأكثر فعالية لمرض الكبد الدهني في مراحله البسيطة هو: فقدان الوزن. والقليل منه يأتي نتائج كبيرة، فإنقاص الوزن بنسبة 5 بالمئة فقط يمكن أن يكون كافياً لتقليل نسبة الدهون من 20 إلى 30 بالمئة، كما جاء في دراسة لمستشفى توبينغن التعليمي. وينصح الأطباء بـ "إنقاص الوزن المؤهل" المعتمد على تغيير غذائي طويل الأجل، يُستغنى فيه عن الفركتوز والكربوهيدرات والأحماض الدهنية المشبعة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Begsteiger
مرضى السكري
أما المرضى الذين يعانون من مرض السكري فيجب أن يُدعمون بأدوية السكر في الدم والتي تساعد أيضاً في إنقاص الوزن. عن ذلك يقول اختصاصي أمراض الكبد أندرياس فريتشه: "عندما يجتمع السكري والكبد الدهني، نفضل وصف أدوية انقاص الوزن مثل نظائر GLP-1 ومثبطات SGLT-2".
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
المكسرات بدلا من الكعك.. والخضروات بدلا من الشوكولاتة الحلوة
بمجرد أن يصبح الكبد في صحة جيدة يستطيع هذا العضو المهم تنفيذ مهامه الأيضية مرة أخرى دون قيود، ما ينعكس على كافة أعضاء جسم الإنسان، فتتحسن حساسية الكبد للأنسولين وينخفض معدل السكر في الدم وتتراجع نسبة الدهون في الدم. ولتحقيق ذلك يجب جعل المكسرات بديلاً عن المعجنات والابتعاد عن كل ما يحتوي على معدلات عالية من السكر، مقابل تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والأطعمة منخفضة الدهون.