1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الملاكم: قصة مصورة حول المحرقة النازية أو الهولوكوست

ديرك شنايدر/ تقى هلال٢٣ أغسطس ٢٠١٢

يروي راينهارد كلايست حكاية البولندي اليهودي هيرتزكو هافت على شكل قصة مصورة، فيحكي مثلاً كيف أجبرته الشوتس شتافل أو الوحدة الوقائية النازية على إزهاق حياة زملائه من السجناء، وذلك فقط لغرض تسليتهم.

صورة من: Reinhard Kleist, Carlsen Verlag Hamburg

لم يتجاوز عمر هيرتزكو السادسة عشرة حين أرسله النازيون إلى معسكر الاعتقال بعيداً عن وطنه بيلشاتوف في بولندا مجبراً على التخلي عن حبيبته ليا وعائلته. و بالرغم من حالته الاجتماعية المتواضعة ـ إذ كان الأب مجرد تاجر خضروات- ، فقد أثبت الشاب اليافع رباطة جأشه و قدرته على إثبات ذاته بنفسه. وهو الأمر الذي لفت انتباه أحد رجال الشوتس شتافل ليوليه رعايته في المعسكر. بالطبع لم يكن ليفعل ذلك لطيبة قلبه، بل من أجل الملاكمة التي انتهجتها جماعته كطريقة للتسلية. ملاكمة أقرب ما تكون من الحرب حيث الخلاص فيها يعني إما الموت أو الحياة.

و تكررت انتصارات هيرتزكو وهزائم خصومه لينتهي بهم الأمر في كل مرة بتسليم أرواحهم في غرف الغاز. وبهذا أصبح هيرتزكو ليس فقط ضحية اضطهاد النازيين، بل أيضاً معتديا على حياة الآخرين لينجو هو بروحه. وهذا ما جعل هذه القصة فريدة من نوعها، إذ يقول رسام هذه المجلة كلايست:" صعوبة إنتاج مثل هذه القصة يكمن في هذه التناقضات التي أجبرت هيرتزكو على تملكها".

قصة راينهردت كلايست المصورة المدعوة "دير بوكسر" أو الملاكم.صورة من: Reinhard Kleist, Carlsen Verlag Hamburg

أول قصة مصورة حول الهولوكوست؟

في قصته الألمانية المدعوة "يوماً ما سأروي القصة كاملة"، حكى ألان سكوت هافت قصة والده هيرتزكو. ومنذ الوهلة الأولى رأى راينهردت كلايست في تلك القصة مشاهدها المصورة وإمكانية إصدار قصة مصورة. فبدأ بتصميم السيناريو والمشاهد بخطوط حبر عريضة ليرسم السجناء الهزال بطريقة الفن التعبيري. أما معضلة أن كاتب ألماني يروي قصة الهولوكوست عبر قصة صورية حول يهودي هو ضحية ومعتدٍ في آن واحد، فهو أمر صعب لا حل له سوى محاولة إقصاء كلايست لذاته و نظرته للقصة و مجرياتها. فيوضح قائلاً:" تخيل هيرتزكو في المحرقة ومعسكر أوسشفيتز تبقى مجرد محاولة يصعب تشخيصها لتجبر المرء على التنحي جانباً. وإلا فإن الأمر سيثير مشاعر حساسة لا أتمنى إثارتها إطلاقاً".

أما صلاحية تحويل الهولوكوست لقصص مصورة، فهو أمر أثبته الرسام الأمريكي أرت شبيغلمان منذ وقت طويل. إذ استبدل شبيغلمان النازيين بالقطط ومعتقلي المعسكرات بالفئران في قصته المصورة "ماوس"، و ذلك بشكل لا يدعو إطلاقاً إلى الضحك، بل بذلك حولها إلى حكاية رمزية ككليلة ودمنة. و لذا فقد استحقت قصته المصورة جائزة بوليتزر عام 1992، لتكون بذلك أول قصة مصورة تتلقى هذه الجائزة. كلايست على خلاف ذلك اختار الإبقاء على واقعية القصة بأشخاصها لإضفاء مزيد من التشويق، مبيناً:" كراوٍ للقصة أحاول جلب القارئ و عواطفه لمجرياتها قدر الإمكان حتى يدخل أجواءها ويستشعر عمقها".

أثبت الشاب اليافع هيرتزكو رباطة جأشه و قدرته على إثبات ذاته بنفسه.صورة من: Reinhard Kleist, Carlsen Verlag Hamburg

تتمة القصة

لا شك أن القصة ممتعة وغير مستفزة، إذ لا تشكك في أي حال من الأحوال بأي أمر مريب. لكن القصة الحقيقية لهيرتزكو هافت هي بحد ذاتها مثيرة للقلق، إذ تظهر إلى أي حد يسهل تلامس الخير مع الشر. و يكمل كلايست حديثه عن مجريات القصة، فيقول:" يهرب هيرتزكو من المعتقل ويهاجر إلى الولايات المتحدة، حيث يحاول العمل كمصارع متمرس إلى أن يخسر ذات يوم في مواجهة بطل الوزن الثقيل المشهور روكي ماركيانو لينتهي به الأمر بائعاً للخضروات في بروكلين. أما عائلته، فتتحول إلى الخوف منه بسبب نوبات غضبه.

و بعد مرور 62 عاماً على فراقهما، يلتقي هيرتزكو في سن 78 عاماً مجدداً بحبيبة شبابه ليا ليكسر صمته للمرة الأولى و يخبرها بحبه. و قبيل موته في عام 2007، يعطي الوالد ابنه ألان الضوء الأخضر ليدون قصته التي شكلت حجر الأساس في قصة راينهردت كلايست المصورة. يذكر أن قصة راينهردت كلايست المصورة المدعوة "دير بوكسر" أو الملاكم قد صدرت باللغة الألمانية من مطبعة كارلسن وتضم 176 صفحة و تكلف ما يقارب السبع عشرة يورو..

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW