1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Berufsausbildung, Made in Germany, Deutsch- Arab. Zusammenarbeit

٧ مايو ٢٠٠٩

تمحور الملتقى الألماني العربي الأول في برلين حول كيفية تطوير شراكة إستراتجية بين ألمانيا والعالم العربي في مجال التعليم والتدريب المهني، تُوظف من خلالها الخبرات الألمانية في خدمة الحاجة العربية للتأهيل والتدريب المهني.

مشاركة نوعية جمعت المسؤولين عن التعليم والتأهيل ومقدمي الخدمات في هذا المجالصورة من: Al-Mikhlafy

موضوعان رئيسيان بدا الاتفاق حولهما واضحا بين المشاركين في الملتقى العربي الألماني الأول للتعليم والتدريب المهني، الذي استضافته العاصمة الألمانية برلين في الفترة من 6 إلى 7 مايو/آيار، أولهما أن ألمانيا تمتلك نظاماً للتعليم والتدريب المهني ذا مستوى وسمعة عالميين، يتميز بالمزج بين المعارف النظرية والتطبيقية وبالقدرة على التكيف مع احتياجات الاقتصاد الحديث. أما ثانيهما فهو أن سوق العمل العربية تفتقر إلى الكفاءات المهنية المدربة والمؤهلة، في ظل تركيز الدول العربية على مدى عقود على التعليم العام والنظري وإهمال التعليم الفني والتدريب المهني، الأمر الذي خلق جيشاً من الأكاديميين العاطلين عن العمل.

علامة "صنع في ألمانيا" تحظى بسمعة جيدة في العالم العربي

الملتقى هو الأول من نوعه، كما يقول المنظمونصورة من: Al-Mikhlafy

وبالتالي، فالنقاش الجاري خلال هذا الملتقى الأول من نوعه والذي نظمته كل من مؤسسة أي موفiMove ، التابعة للوزارة الاتحادية الألمانية للتعليم والبحوث العلمية وغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية، ينطلق من قاعدة العرض والطلب. فمن ناحية، هناك الخبرات والمعارف الألمانية في مجالي التأهيل والتدريب المهني، والتي سعت المؤسسات الحكومية والشركات والمعاهد الخاصة أثناء هذا الملتقى الترويج لها. ومن الناحية الأخرى، هناك الطلب المتمثل في حاجة الجانب العربي الملحة لهذه الخبرات والمعارف الألمانية، لاسيما في ظل توجه الكثير من الدول العربية في الوقت الحالي نحو إصلاح أنظمتها التعليمية من خلال التركيز على التعليم الفني والتدريب المهني وكذا السعي إلى رفع مستوى جودة التعليم والتدريب في مؤسسات التعليم القائمة، حسبما أكده ممثلو الجانب العربي.

و يعزز من إمكانية تناسب العرض مع الطلب في هذه الحالة، تمتع علامة الجودة "صنع في ألمانيا" بسمعة جيدة في العالم العربي، بما في ذلك جودة وكفاءة "نظام التدريب الألماني" أو ما تسميه مؤسسة أي موف بـ"تدريب – صنع في ألمانيا" (Training- Made in Germany)، وهي العلامة التي كانت ومازالت أساس قوة ونجاح الاقتصاد الألماني، كما تقول زاينا جومرزباخ ـ ماجوروه، مديرة المؤسسة، التي تعمل على "تصدير" النظام التعليمي الألماني، حسب تعبيرها. وقالت المسؤولة الألمانية في هذا السياق إن إجابة بلادها على الأزمة المالية والاقتصادية العالمية تتمثل في اهتمام أكبر بالتدريب والتأهيل للكفاءات المهنية لرفع مستوى القدرة على المنافسة العالمية.

رغبة متبادلة في شراكة إستراتيجية

النقاش كان شفافا في طرح المشكلات والبحث عن علاج لهاصورة من: Al-Mikhlafy

كل المعطيات السابقة مثلت في نظر المشاركين، الأساس العملي لقيام شراكة إستراتيجية بين ألمانيا والعالم العربي في مجال التعليم والتدريب، ما يعزز الشراكة الاقتصادية والتجارية بين الجانبين ويضفي عليهما "صبغة إنسانية"، كونها تشكل استثمارا في مجال التنمية البشرية، وفقا لتعبير الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية، عبد العزيز المخلافي. من ناحية أخرى، اعتبر وكيل وزارة التعليم والبحث العلمي الألمانية، فولكر ريك، أن من شأن هذه الشراكة أن تعمق أسس الحوار والتفاهم بين الثقافات والشعوب،لأن العنصر المحوري فيها هو الإنسان. هذا وقد أكد المشاركون في هذا السياق على أن إمكانيات الشراكة العربية ـ الألمانية كبيرة وواسعة وأن الأمر يتطلب استثمارها.

نماذج للتعاون الألماني العربي في مجال التعليم والتدريب المهني

مشكلة هجرة الكفاءات حظيت باهتمام الحاضرينصورة من: Al-Mikhlafy

واستعرض ممثلو بعض المؤسسات والدول المشاركة نماذج ناجحة للتعاون بين ألمانيا والعالم العربي في مجال التعليم المهني والتدريب. فقد اعتبر رئيس غرفة التجارة العربية الألمانية، الدكتور توماس باخ، الجامعات الألمانية التي أنشئت في العالم العربي أمثلة حية على إمكانية نجاح تجربة تطبيق نظام التعليم الألماني هناك، مشيرا أيضا إلى أن الإقبال المتزايد للطلاب العرب على الدراسة في ألمانيا دليلا أخر على السمعة الطيبة التي يتمتع بها النظام التعليمي الألماني. وبقدر ما يشكل هؤلاء الطلاب مكسبا لبلدانهم، فهم أيضا "سفراء للثقافة الألمانية في بلدانهم"، في رأي باخ.

من جانبه، اعتبر السفير السوري، الدكتور حسين عمران، التعاون بين بلاده وألمانيا نموذجا للتعاون الدولي، مشيرا بصفة خاصة إلى نحو أربعة آلاف طالب سوري يدرسون حاليا في ألمانيا ونحو سبعة آلاف طبيب ومهندس سوري يعملون بها، وإن كان قد أعرب في الوقت نفسه عن أسفه لعدم عودة هؤلاء بعد تخرجهم لخدمة بلادهم. وقد حظيت قضية هجرة الكفاءات وتسرب المهارات، بقدر كبير من الاهتمام في الملتقى، وإن كانت المناقشات لم تؤد إلى حل عملي حيث أشار الحاضرون إلى أن الفرص والمغريات الموجودة في الدول المستقبلة لهذه الكفاءات تفوق أكثر بكثير الإمكانيات المتاحة في الدول العربية.

الكاتب: عبده جميل المخلافي ـ برلين

تحرير: سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW