1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الملفات الشائكة تحد من فرص نجاح مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط

دويتشه فيله + وكالات (ط.أ)٢٧ نوفمبر ٢٠٠٧

تتواصل الجهود الدبلوماسية من أجل إنجاح مؤتمر السلام في أنابوليس وسط تباين كبير في مواقف الأطراف المشاركة فيه حول القضايا الأساسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وشتاينماير يرحب بالمشاركة العربية.

بوش استقبل الرئيس عباس في البيت الأبيض قبيل انعقاد المؤتمرصورة من: AP

مع بدء أعمال مؤتمر أنابوليس تتأرجح توقعات المراقبين السياسيين بين التفاؤل والتحفظ بشأن فرص حدوث انفراج خلال ثلاثة أيام من المحادثات بشأن القضايا الأساسية في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وهي حق اللاجئين في العودة والقدس والأمن وإقامة دولة فلسطينية وحدودها. وفي واشنطن طالب الرئيس بوش الأطراف المعنية بالاستعداد لتقديم تنازلات والتوصل إلى حل وسط على اساس إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية تعيش إلى جانب إسرائيل بسلام. وقال بوش خلال حفل العشاء الذي أقيم أمس تكريماً للوفود التي قدمت للمشاركة في المؤتمر "إن إقامة حل على أساس دولتين يتطلب تقديم تنازلات جرئية وقاسية."

وفي ألمانيا فيرى عدد من المراقبين السياسيين أن المؤتمر لن يكون بوسعه تقديم حلول للصرع في الشرق الأوسط قابلة للتطبيق، خصوصا وأن المباحثات التي دارت بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأولمرت قبل انعقاد القمة أظهرت تباعد وجهات نظر بين الجانبين وصعوبة التقريب بين المواقف.

وتجدر الإشارة إلى أن مساعي إحلال السلام التي تستضيفها أنابوليس تأتي بعد أعوام من جهود الوساطة الأمريكية الفاشلة وآخرها الجهود التي بذلها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود وإقامة دولة فلسطينية. ويهدف المؤتمر الحالي إلى بدء محادثات السلام وإعادة إطلاق خطة خارطة الطريق و"استعراض" الجهود الفلسطينية لإقامة دولة ديمقراطية وتحضيرات مؤتمر للمانحين من المقرر عقده في باريس.

المشاركة العربية مؤشر مهم للسلام رغم صعوبة المفاوضات

أنابوليس فرصة لتحقيق السلام في الشرق الأوسطصورة من: AP GraphicsBank

من جانبه رحب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي سيروج خلال المؤتمر لخطة عمل أعدها الاتحاد الأوروبي لتعزيز الاقتصاد وقوات الأمن الفلسطينية، بإعلان عدد من الدول العربية عزمها المشاركة في المؤتمر بوصفه "مؤشرا هاما للسلام ". وأضاف شتاينماير في هذا الصدد أن الدول العربية تظهر التزامها بالمساهمة في السلام والاستقرار في المنطقة. وأشار شتاينماير أيضا إلى أن مشاركة العرب في مؤتمر أنابوليس تدعم مبادرة جامعة الدول العربية التي أعلنت فيها استعدادها لبدء محادثات مباشرة مع إسرائيل. وأكد شتاينماير في هذا الإطار:"أن الإسرائيليين والفلسطينيين يواجهون تحديات كبيرة خلال الأشهر المقبلة وأن الجانبين يحتاجان إلى دعم المجتمع الدولي للتغلب على هذه التحديات الدولية ".

لكن رئيس الدبلوماسية الألمانية شتاينماير لا ينتظر "معجزة" من مؤتمر أنابوليس للسلام بالشرق الأوسط، كما قالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية في وقت سابق. وأضافت المتحدثة أن شتاينماير يرى في الوقت ذاته ثمة فرصة لإسهام المؤتمر في إعادة تحريك المفاوضات من جديد حول إقامة دولة فلسطينية.

فرصة سلام حقيقية أم حلقة من حلاقات مسلسل السلام؟

من جانبه قال الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الأحد إن المؤتمر المرتقب للسلام في منطقة الشرق الأوسط يقدم لكل الأطراف فرصة "لمضاعفة جهودها" من أجل تطبيق حل يعتمد على إقامة دولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني ­الإسرائيلي. وقال بوش إن المؤتمر يقدم عرضا قويا للدعم الدولي للقادة الإسرائيليين والفلسطينيين لاستئناف محادثات السلام وتجديد التزامهم بخطة "خارطة الطريق"، التي تدعمها الولايات المتحدة سعيا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقال بوش في بيان: "أدعو كل المجتمعين في أنابوليس هذا الأسبوع إلى مضاعفة جهودهم لتحويل أحلام السلام إلى واقع" وأضاف في بيانه قائلاً: "مازلت ملتزما شخصيا بتطبيق رؤيتي بإقامة دولتين ديمقراطيتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن".

لكن المحادثات التي أجريت قبل مؤتمر انابوليس للسلام كشفت أن ملف القضايا الرئيسية المتعلقة بالصراع الإسرائيلي ­ الفلسطيني مشحون بالخلافات وتباين الرؤى. وترجع فصول آخر محاولة لحل هذه القضايا إلى تموز/يوليو عام 2000 عندما عقدت قمة كامب ديفيد، التي انتهت إلى فشل مريع وأدت لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعدها بشهرين.

مواضيع شائكة في انتظار حلول عاجلة

تسوية حدود جغرافية بين إسرائيل وفلسطين أحد نقاط الخلاف الشائكة

ولعل المطلب الفلسطيني بعودة لاجئي عام 48 هو أكثر القضايا المثيرة للخلاف على الإطلاق. فالإسرائيليون يعتبرون ذلك خطا أحمر لا يمكن قبوله. علما أن عدد هؤلاء اللاجئين تضاعف على مر العقود الستة الماضية ليرتفع من نحو 800 ألف إلى أكثر من 4.6 مليون لاجئ. وفي المقابل فإن الفلسطينيين يعتبرون "حق العودة" من القضايا الأساسية بالغة الحساسية.

وفي إسرائيل يوجد ثمة اتفاق شبه كامل على رفض ذلك، إذ أعرب معظم الإسرائيليين، في أحدث استطلاع للرأي، معارضتهم لعودة اللاجئين الفلسطينيين، الأمر الذي يضيق هامش المناورة بشأن هذه القضية لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت، الذي يعاني أصلا من ضغوطات سياسية داخلية كبيرة.

وتعد القدس أحد القضايا الشائكة أيضا، فهي تنطوي على مزيج من المشاعر الدينية والوطنية. فالقدس بالنسبة للفلسطينيين هي أولى القبلتين وثالث الحرمين، لكنها أيضا أقدس المدن في الديانة اليهودية، ومن ثم فإن تلبية مطالب الفلسطينيين بجعل القدس الشرقية عاصمة دولتهم في المستقبل وانسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها بالمدينة عام 1967 لن يكون أمرا سهلا، يضاف إلى ذلك خلاف الجانبين حول ترسيم الحدود الفلسطينية الإسرائيلية.

أما مسألة أمن إسرائيل، فهي أقل القضايا المحورية ذكرا، لكن تطبيقه في الواقع العملي يُظهر أنها من أشد القضايا صعوبة. فإسرائيل تكرر مطلبها للسلطة الفلسطينية بمطاردة الجماعات المسلحة مثل حماس والجهاد الإسلامي، بل وحتى الجناح العسكري التابع لحرك فتح، والذي يزداد استقلالية يوما بعد آخر. وقد يستطيع عباس أن يتعهد بذلك، لكن تطبيق ذلك يبقى من الأمور الصعبة التحقيق على أرض الواقع. فالميليشيات المسلحة لا تعتبر نفسها تحت إمرة السلطة الفلسطينية ولا تنتظر منها تصريحا بشن هجوم.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW