"الملك الأبدي لكرة القدم" ـ بيليه في مرآة الصحافة العالمية
٣٠ ديسمبر ٢٠٢٢
حفلت عناوين الصحف العالمية اليوم بافتتاحيات ترثي نجم كرة القدم البرازيلي بيليه الذي وافته المنية عن عمر ناهز 82 عاماً بعد معاناة مع مرض السرطان. التقرير التالي يرصد أبرز ما جاء في عناوين الصحف العالمية عن النجم الراحل.
في ما يلي أبرز ردود الفعل التي وردت في الصحف العالمية
البرازيل
نشرت صحيفة "و غلوبو" صوراً لبيليه مرتدياً قميص المنتخب البرازيلي أبرزها الصورة الأيقونية حيث يرفع ذراعه اليمنى محمولاً من زميله جايرزينيو. وعنونت مانشيت اليوم بعنوان: "حداد" على "الملك الأبدي لكرة القدم"
أما صحيفة "ستادو دي ساو باولو" فكتبت في افتتاحيتها: "وفاة بيليه، كرة القدم تفقد ملكها"، فيما نشرت صحيفة "فوليا دي ساو باولو" عنوان "هو الذي أظهر عظمة الرياضة وتخطى حدود الشهرة"
وفي مقال له يقول جوكا كفوري الصحافي البرازيلي نقلاً عن الكاتب البرازيلي كارلوس دراموند اندرادي (1902-1987) "لم يكن من السهل تسجيل ألف هدف مثل بيليه، ما هو صعب كان تسجيل هدف مثل بيليه".
فرنسا
نشرت صحيفة "لوموند" واسعة الانتشار عن رحيل بيليه فكتبت" وفاة "الملك" بيليه اسطورة الكرة العالمية .. "الملك المطلق للكرة المستديرة"
من جانبها، خصصت صحيفة "ليكيب" 22 صفحة عن النجم البرازيلي مع عنوان "لقد كان ملكاً"، مع صورة لبيليه مع قميص منتخب البرازيل
وكتب فانسان دولوك في مقاله بعنوان "أبدي" قائلاً: "وراء الحزن يختبىء الفرح لرؤيته يلعب، لرؤيته يرقص حتى لدى رؤية الصورة القديمة. لقد اعطى معنى آخر للعبة الاكثر شعبية في العالم".
وأضاف أن "كأس العالم 1970 والرقم 10 في صفوف منتخب البرازيل "كان الأعظم، وكانت الأكثر جمالية".
ألمانيا
كتبت مجلة "بيلد" عن النجم الراجل ووضعت عنواناً هو "بيليه كان أفضل من ميسي، مارادونا، رونالدو مجتمعين" كما كتب رئيس تحرير الصفحة الرياضية الفريد دراكسلر عن الأسطورة البرازيلي.
أما صحيفة "دي تسايت" فكتبت: البرازيل تخسر ملكها "بدأ حافي القدمين في شوارع باورو وأصبح رياضي القرن".
إسبانيا
كتبت صحيفة "ال بايس" موضوعاً بعنوان "بيليه، كرة القدم العالمية في اربعة حروف" فيما كتبت صحيفة "ال موندو" فقالت: "سجل بيليه أجمل هدفين في تاريخ كرة القدم لكن لم يتسن لنا رؤيتهما"
يذكر أنه في الخامسمن آذار/مارس 1961 في ملعب ماراكانا، وفي الدقيقة 40 وخلال مواجهة سانتوس مع فلوميننسي تلقى بيليه الكرة من حارس مرماه أمام منطقة جزاء فريقه وبعد 90 متراً ومراوغته 7 لاعبين سجل هدفاً.
وفي الثاني من آب/اغسطس 1959 وخلال مباراة سانتوس ويوفنتوس، وفي نهاية الشوط الأول سجل بيليه هدفاً بعد قيامه بحركة سومبريرو (تمرير الكرة من فوق رأس اللاعب) أربع مرات.
أمام صحيفة "ماركاك فكتبت: "وفاة بيليه، ملك كرة القدم"، وبثت الصحيفة شريط فيديو "يظهر أن جميع الحركات الكبيرة التي قام بها كرويف، زيدان وميسي...اخترعها بيليه".
بدورها، كتبت صحيفة "لا فانغارديا" تغطية عن وفاة بيليه فقالت" "أو ري، وفاة بيليه، آخر أساطير كرة القدم العالمية".
إيطاليا
في تغطيتها لوفاة النجم الراحل، نشرت صحيفة "لا ريبوبليكا" واسعة الانتشار فقالت "وداعا أيها الملك"، كما نشرت عنواناً آخر هو "وفاة بيليه، كرة القدم تخسر أسطورتها". أما صحيفة "لا ستامبا" فكتبت تقول: "وفاة بيليه، عالم كرة القدم يخسر ملكه"
وبدأ الكاتب الصحفي ماتيو غوستي مقاله مع مقولة للصحافي البرازيلي الشهير جورجي امادو "لو لم يُطلق على كرة القدم هذه التسمية، لسميت بيليه".
أما صحيفة "لا غازيتا ديلو سبورت" فنشرت ملفاً شاملاً عن بيليه بعنوان "وداعا ايها الملك".
المكسيك
ركزت الصحف المكسيكية على صورة "الملك" وهو يحتفل باللقب العالمي للمرة الثالثة في نسخة مونديال مكسيكو على ملعب ازتيكا عام 1970 معتمرا القبعة المكسيكية التقليدية "سومبريرو". وعنونت "ال اونيفرسال" الاكوادورية "وداعا بيليه، لاعب كرة القدم الخارق".
بريطانيا
كتبت الكاتب الصحفي جون كارين في صحيفة "ذي تايمز" فقال: "كنت اعتقد بان ميسي هو الأفضل على مر الأزمنة، لكني أيقنت الآن بأنه بيليه".
أما ريتشارد وليامس فكتب في صحيفة "ذي غارديان" قائلاً: "أول نجم عالمي لكرة القدم اعطى البسمة للجميع، ومراوغاته المجنونة لم تكن لتنتقص من قيمة منافسيه".
الأرجنتين
عنونت صحيفة "كلارين" تغطيتها بعنوان: "وفاة بيليه، أول نجم لكرة القدم العالمية"، فيما كتب لويس فينكر مقالاً بعنوان "كبير بين الكبار"
أما صحيفة "أوليه" فنشرت تغطية خاصة بعنوان" "كرة القدم تبكي، وفاة بيليه" جاء فيها: "بغض النظر عن العداوة بين الأرجنتين والبرازيل، لا أحد يشك بأن بيليه كان أحد اعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، وبالنسبة الى كثيرين يتفوق على دييغو مارادونا وليونيل ميسي. ما هو أكيد، انه طبع حقبة منذ بدايته كمراهق في صفوف سانتوس ومنتخب البرازيل.
الولايات المتحدة
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تغطية خاصة عن وفاة بيليه بعنوان "وجه كرة القدم العالمية"، وقالت الصحيفة إن بيليه "ساهم بزيادة عشبية كرة القدم في الولايات المتحدة". أما صحيفة واشنطن بوست فكتبت أن "البرازيل والعالم في حداد، لم يكن هناك سوى بيليه واحد"
ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب)
وداعا بيليه.. حياة الأسطورة البرازيلية في صور
منذ اقتحام إديسون أرانتيس دو ناسيمنتو (أو بيليه)، المستطيل الأخضر، نال على أعجاب الملايين من عشاق الساحرة المستديرة. وأصبح أفضل لاعب كرة قدم على مر العصور. جولة مصورة في أبرز اللقطات بحياة "الجوهرة السوداء".
صورة من: AP
سانتوس كان البداية
نادي "سانتوس" البرازيلي يعد أول نادي لعب في صفوفه بيليه بل وقضى فيه معظم مسيرته الكروية. في 1956، تعاقد النادي البرازيلي مع بيليه وكان في سن الـ 15. وبالإضافة إلى المشاركة في الدوري المحلي، شارك سانتوس في مباريات خارج البرازيل في أوروبا وأمريكا. هذه الصورة للأسطورة البرازيلية بيليه مع فريقه البرازيلي خلال مباراة ودية عام 1970 أمام فريق "واشنطن دارتس" المنافس في دوري أمريكا الشمالية الوليد في حينه.
صورة من: picture alliance/AP Images/J. Duricka
التألق في أول مشاركة بالمونديال
بعد تألقه مع "سانتوس"، خطف بيليه الشاب الأنظار ليجد طريقه إلى تشكيلة قائمة منتخب "السيليساو" في مونديال السويد عام 1958. وفي أول مباراة له كان بيليه في عامه الـ 17 وأصبح أصغر لاعب يشارك في كأس العالم فيما كانت مباراته الأولى ضد الاتحاد السوفيتي آنذاك. وفي مباراة نصف النهائي ضد فرنسا، أحرز بيليه هاتريك وفي النهائي ضد البلد المضيف، أحرز هدفين ليصل رصيده في البطولة إلى 6 أهداف في أربع مشاركات.
صورة من: picture-alliance/dpa
بيليه.. ساحر المستديرة
وصف بيليه كرة القدم بأنها "اللعبة الجميلة" وهو الأمر الذي نفذه داخل المستطيل الأخضر. كان مركز بيليه الهجوم في غالب المباريات رغم أنه لعب في أدوار أخرى. برع الأسطورة البرازيلية في الجمع بين السرعة والتألق والمهارة الساحرة حيث كان يتجاوز المدافعين بسهولة وكأنه الزئبق. سجل بيليه أهدافا بطرق عديدة مثل هذا الهدف الذي أحرزه عام 1968 من ركلة خلفية مزدوجة.
صورة من: AP
إصابة تعرقل مسيرة السيليساو
فازت البرازيل بمونديال 1962 في تشيلي للمرة الثانية على التوالي. وكانت هناك آمال كبيرة في الاحتفاظ باللقب في مونديال 1966 بإنجلترا، مهد كرة القدم. وفي مباراة البرازيل ضد بلغاريا، أحرز بيليه هدفا من ركلة حرة وأصبح أول لاعب يسجل في ثلاث بطولات كأس عالم متتالية. وبسبب تألقه، تعرضه بيليه لعنف من مدافعي بلغاريا والبرتغالي من أجل إيقافه داخل المستطيل الأخضر. خرجت البرازيل حاملة اللقب من الدور الأول.
صورة من: picture-alliance/dpa
1970.. لقب كأس العالم الثالث
ساعد بيليه منتخب البرازيل في الفوز ببطولة كأس العالم للمرة الثالثة في مونديال المكسيك عام 1970 لتكون بذلك نهاية سعيدة لمسيرة الأسطورة البرازيلية في بطولات كأس العالم. بعد الفوز على إيطاليا في النهائي 4-1، حمل لاعبو منتخب "السيليساو" بيليه على أكتافهم للاحتفال باللقب الذي منح البرازيل الحق في الاحتفاظ بكأس جول ريميه إلى الأبد. أحرز بيليه خلال البطولة أربعة أهداف ونال جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
1971.. الاعتزال الدولي بعد 92 مباراة مع راقصي السامبا
لعب بيليه مع منتخب البرازيل 92 مباراة فيما كانت مباراة الاعتزال مع راقصي السامبا في 18 يوليو/ تموز عام 1971. احتشد 180 ألف مشجع في ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو لتوديع الأسطورة البرازيلية. وانتهت المباراة ضد يوغوسلافيا بالتعادل هدفين لكل فريق. اعتزل بيليه اللعب مع البرازيل في سن مبكر، إذ لم يكن قد أتم بعد عامه الحادي والثلاثين. وقد لعب بعد ذلك، مع ناديه سانتوس لعدة سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/MTI Laszlo Almasi
1975.. المغامرة الأمريكية
في عام 1974، أكمل بيليه 19 موسما كرويا مع ناديه سانتوس البرازيلي بداية من عام 1956. انتقل في عام 1975 إلى اللعب في الولايات المتحدة مع نادي "نيويورك كوزموس" المنافس في دوري أمريكا الشمالية الوليد في حينه ربما كان بسبب المال. ساعد بيليه على تعزيز شهرة ونشر كرة القدم في الولايات المتحدة. وقاد بيليه "نيويورك كوزموس" للفوز ببطولة دوري أمريكا الشمالية لكرة القدم عام 1977.
صورة من: picture-alliance/ASA/P. Robinson
1977... محمد علي كلاي وبيكنباور في الوداع
أنهى بيليه مسيرته الكروية مع "نيويورك كوزموس" عام 1977 حيث جرت المباراة النهائية في استاد ملعب جاينتس العريق في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول. وحرص على توديعه أسطورة كرة القدم الألمانية "القيصر" فرانز بيكنباور الذي رافقه في الفريق وزميل دربه في منتخب البرازيل كارلوس ألبرتو، فضلا عن أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Mehmet Biber
نجم في هوليوود
في عام 1981، خاض بيليه الغمار السينمائي حيث شارك في بطولة فيلم "الهروب إلى النصر" مع نجمي هوليوود سيلفستر ستالون ومايكل كين. يدور الفيلم في فترة الحرب العالمية الثانية حيث يخوض فريق من أسرى دول الحلفاء مباراة كرة قدم ضد فريق من ألمانيا النازية ممن قاموا بأسرهم.
صورة من: picture alliance/Mary Evans Picture Library
بيليه الوزير والسفير
بعد مسيرة كروية حافلة، شغل بيليه عددا من المناصب بما في ذلك سفيرا للنوايا الحسنة في منظمة اليونسكو عام 1994. وبعدها بعام، قام الرئيس البرازيلي آنذاك فرناندو إنريكي كاردوسو (يسار الصورة) بتعيين بيليه في منصب وزير استثنائي للرياضة في البرازيل، حيث كرس بيليه جهده لمحاربة الفساد في عالم كرة القدم في بلاده. وقام باقتراح تشريع أطلق عليه "قانون بيليه" للحد من الفساد الكروي في البرازيل.
صورة من: picture-alliance/dpa
إدينيو بيليه.. ابن الوز ليس عواما
تزوج بيليه ثلاث مرات وأنجب العديد من الأطفال سواء من زوجاته الثلاث أو من علاقات خارج إطار الزواج. حاول نجله إدينيو مواصلة مسيرة والده. وقد بدأ إدينيو مشواره الاحترافي كحارس في نادي سانتوس الذي قضى فيه بيليه حياته الكروية. لكن مسيرة إدينيو في عالم المستديرة لم ينطبق عليها القول "ابن الوز عوام" خاصة بعد أن أصدرت محكمة برازيلية عام 2017 ضده عقوبة بالسجن نحو 13 عاما في قضية غسيل أموال وتهريب المخدرات.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Setton
صراع مع المرض
في الأعوام الأخيرة من عمره، تعرض بيليه لأزمات الصحية عدة. في 2012، خضع لعملية جراحية ناجحة في الفخذ، لكنه اضطر خلال مونديال 2018 في روسيا إلى الظهور على كرسي متحرك أثناء سحب القرعة إلى جوار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأيقونة الأرجنتينية دييغو مارادونا. وبعد ذلك بفترة قصيرة، دخل بيليه المستشفى حيث خضع لجراحة لإزالة حصوات الكلى. لكن معركة بيليه الكبرى والأخيرة كانت ضد السرطان. تشاك بنفولد/ م.ع
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/A. Nikolskyi