تسلم الملك الأردني عبد الله الثاني جائزة ويستفاليا للسلام الألمانية، وذلك "تقديرا لجهوده الكبيرة في إحلال السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط"، وفق ما جاء في حيثيات منح الجائزة.
إعلان
أكد ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الألماني يواخيم غاوك، خلال لقائهما في مدينة مونستر الألمانية اليوم السبت (08 تشرين الأول/ اكتوبر) عمق العلاقات الأردنية الألمانية، وحرصهما المشترك على تعزيزها في الميادين كافة. وتطرق الزعيمان خلال مباحثاتهما إلى المستجدات الإقليمية والدولية، وأهمية إدامة التنسيق والتشاور بين البلدين حيالها، في إطار مساعيهما لتعزيز منظومة الأمن والسلم على مستوى المنطقة والعالم، بحسب وكالة الأنباء الأردنية (بترا).
وهنأ الرئيس الألماني العاهل الأردني على منحه جائزة ويستفاليا للسلام، تقديرا لجهود الكبيرة في إحلال السلم وتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
كما أعرب الرئيس غاوك عن تقديره لدور الأردن في التعامل مع مختلف التحديات الدولية والإقليمية والقضايا الراهنة، خصوصا دعم الجهود الدولية في الحرب على الإرهاب، وما تقدمه المملكة للاجئين السوريين من خدمات إنسانية وإغاثة، وما تشكله من أنموذج متميز في الأمن والاستقرار.
من جهته، أعرب الملك عبد الله الثاني عن تقديره للدعم الذي تقدمه ألمانيا لمختلف المشاريع التنموية التي ينفذها الأردن، وخطوة الحكومة الألمانية أخيرا بإقرار حزمة مساعدات جديدة للمملكة، وبما يمكنها أيضا من التخفيف من حدة التحديات الاقتصادية التي تواجهها ومحاربة الفقر والبطالة، لا سيما من خلال التعاون المشترك والاستفادة من الخبرات الألمانية في مجال التدريب التقني. يذكر أن الملك عبد الله الثاني بدأ أمس الجمعة زيارة عمل إلى ألمانيا.
ف.ي/ع.ج (د.ب.ا)
عالقون في صحراء الأردن - مصير آلاف اللاجئين السوريين
نحو 60 ألف لاجئ سوريا ما يزال عالقا في منطقة صحراوية نائية بشمال الأردن في تجمع عشوائي يفتقد لأبسط مقومات العيش الكريم. العديد منهم ينتظر منذ أشهر طويلة أن تسمح له السلطات الأردنية بالانتقال إلى مخيم منظم يحط فيه الرحال.
صورة من: DW/T. Krämer
في شمال شرق الأردن على الحدود مع سوريا، تحديدا بالقرب من الحدلات، يعيش 7200 لاجئ سوري عالقين في مخيم في ظل ظروف قاسية في ما يشبه المنطقة المحرمة. الحدلات تقع على بعد نحو 335 كيلومترا من العاصمة الأردنية عمان. وفي مخيم آخر في الركبان، الواقعة على بعد 90 كليومترا شمالا، يعيش أكثر من 50 ألف شخصا عالقين في الصحراء في انتظار مواصلة طريقهم.
صورة من: DW/T. Krämer
الناس يعيشون هنا في منطقة صحراوية تحت خيام مهترئة لا تقيهم قيظ الصيف ولا صقيع الشتاء، يقتاتون على المساعدات التي تقدمها لهم المنظمات الإنسانية. وما يزيد الطين بلة أن دخول هذه المنطقة صعب جدا، حتى أن الصحفيين لا يجوز لهم دخولها إلا بترخيص خاص من الجيش الأردني.
صورة من: DW/T. Krämer
بعض اللاجئين السوريين يقبعون هنا منذ بضعة أسابيع، البعض الآخر منذ عدة شهور. كما أنهم ينحدرون من كل المناطق السورية: من حمص والرقة وحلب ودرعا. العديد منهم وجدوا أنفسهم مجبرين على دفع أموال لمهربين حتى يتمكنوا من الوصول إلى هذه المنطقة الحدودية. وقد ساهم تصاعد التوتر الذي تشهده حلب في الآونة الآخيرة في ارتفاع عدد اللاجئين مرة أخرى.
صورة من: DW/T. Krämer
حرس الحدود الأردني هو من يحدد من يمكنه من اللاجئين السوريين الدخول إلى أراضي المملكة الهاشمية. الأردن قالت إنها استقبلت خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من مليون لاجئ سوري، منهم 670 ألف مسجلون لدى المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ووفقا لمعطياتها، فإن نحو 100 ألف لاجئ يقيمون في مخيمات، فيما تعيش أغلبية السوريين في المدن والقرى.
صورة من: DW/T. Krämer
الأربعاء الماضي سُمح لهذه المرأة ولأطفالها صحبة نحو 300 لاجئ سوري آخر بمغادرة المخيم. هذه الأسرة فرت قبل بضعة أشهر من الرقة، معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي. "لا أعرف ما الذي ينتظرني ولكني أريد أن أحط الرحال في أي مكان"، كما تقول المرأة التي أنهكها التعب.
صورة من: DW/T. Krämer
ينقل اللاجئون السوريون، الذين سمحت لهم السلطات الأردنية بدخول البلاد بعدها إلى مخيم الأزرق، الواقع على بعد 120 كيلومترا شرق العاصمة عمان. المملكة الأردنية تسمح خاصة للنساء الحاضنات لأطفال والأسر والمرضى والعجّز بدخول أراضيها. بيد أن عملية استقبالهم وإيوائهم بطيئة جدا، على ما تنتقد منظمات انسانية. في غضون ذلك، يزداد الوضع في المخيمات العشوائية سوءا يوما بعد يوم.
صورة من: DW/T. Krämer
ومن لم يحالفه الحظ بالانتقال إلى مخيم منظم، وهم كثيرون، فعليهم البقاء في مخيم يفتقد لأدنى مقومات العيش الكريم. ولاعجب أن يتهافت الناس للتزود بالماء. "نحن نفتقد لكل شيء"، على ما يقول رجل من حمص. لكنه يضيف بحسرة بأنه لا يوجد سوى هذا المكان الذي يلجأ إليه، بعدما تحولت كل سوريا إلى ساحات قتال.
صورة من: DW/T. Krämer
حتى هؤلاء الأطفال سيبقون حتى إشعار آخر في هذه المنطقة الصحراوية النائية. هنا ينتظرون دورهم لمئ صفائحهم بالماء. لقد عاشوا الحرب والدمار ولا يتحدثون إلا عن مخاوفهم. بيد أنهم هنا - على الأقل- لم يعودوا مجبرين على رؤية أشلاء القتلى، كما لا يخشون أن تسقط على رؤوسهم القنابل.