محمد بن سلمان يعزز نفوذه ويترأس لجنة لمكافحة الفساد
٤ نوفمبر ٢٠١٧
شكل الملك السعودي "لجنة عليا لمكافحة الفساد" برئاسة ولي عهده. وحسب مصادر إعلامية فإن اللجنة أمرت باحتجاز عدد من الأمراء والوزراء. الملك أجرى تغييرات أخرى قضت بإعفاء وزير الحرس الوطني متعب بن عبد الله.
إعلان
أصدر الملك سلمان عبدالعزيز اليوم السبت (الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2017) أمراً ملكياً يقضي بإنشاء لجنة عليا برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد لـ "مكافحة الفساد". وجاء في البيان الصادر عن الديوان الملكي أن اللجنة "تقوم بحصر المخالفات والجرائم والكيانات المتعلقة بقضايا الفساد، وإصدار أوامر منع السفر والقبض ولها الحق في اتخاذ الإجراءات الاحترازية حتى تحال للجهات القضائية، واتخاذ ما يلزم في المتورطين في قضايا الفساد."
وفي بيان ينظر إليه كمباركة لقرار الملك السعودي أكدت هيئة كبار العلماء في السعودية، اليوم على ضرورة محاربة الفساد، وأن الشريعة الإسلامية تأمر به، مؤكدةً أن محاربة الفساد "لا تقل أهميةً عن محاربة الإرهاب". وأشاد البيان بالملك وولي عهده اللذين "يسيران بالسعودية لتكون في مقدمة الدول في محاربة جريمة الفساد"، حسب نص البيان.
ويبدو أن اللجنة اتخذت قرارات سريعة فور تشكيلها، إذ قالت قناة العربية الفضائية إن السعودية احتجزت أربعة وزراء حاليين في إطار حملة لمكافحة الفساد. وقالت العربية إن عدد الأمراء المحتجزين ارتفع إلى 11 بعد أن ذكرت في وقت سابق أن عشرة أمراء احتجزوا مع عشرات الوزراء السابقين. بيد أنها لم تذكر أسماء الأمراء والوزراء.
كما أجرى الملك سلمان تغييرات وزارية وعسكرية. ولعل أخطر قرار اتخذه الملك سلمان اليوم برأي بعض المراقبين هو إعفاء الأمير متعب بن عبد الله من منصبه كوزير للحرس الوطني. ويشار إلى أن متعب هو الابن الأكبر للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، الذي كان مؤسس الحرس الوطني وقائده لعقود قبل أن يخلفه ابنه في المنصب.
كما أصدر الملك سلمان أمرا ملكيا بإنهاء خدمة الفريق الركن عبدالله بن سلطان بن محمد السلطان، قائد القوات البحرية وإحالته إلى التقاعد. وأمر الملك السعودي بترقية اللواء البحري الركن فهد بن عبدالله الغفيلي إلى رتبة فريق ركن، وتعيينه قائداً للقوات البحرية. وقضى أمر ملكي آخر "بإعفاء وزير الاقتصاد والتخطيط عادل فقيه من منصبه وتعيين محمد التويجري وزيرًا للاقتصاد والتخطيط".
أ.ح (د ب أ)
مسار السلطة الدينية في تاريخ السعودية
تأسست المملكة العربية السعودية على أساس السلطة الدينية، لكن تأثير هذه السلطة على السياسة السعودية مر بمراحل مختلفة. في ألبوم الصور هذا نتعرف على أهم هذه المراحل.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/Str
التأسيس الديني للسعودية
يعود التأثير الواضح للدين على السياسة في تاريخ السعودية إلى الدولة السعودية الأولى، حيث تحالف أمير الدرعية (التي كانت بداية تأسيس الدولة السعودية الأولى) محمد آل سعود مع محمد بن عبدالوهاب، مؤسس "الوهابية"، لبسط السيطرة على الجزيرة العربية، حيث اتفقا معاً على نشر الدعوة سياسيا ودينيا.
صورة من: Getty Images/AFP
الدولة السعودية الثانية
بعد تدمير الدرعية بأوامر من العثمانيين، اجتمعت القبائل مرة أخرى حول الفكر الوهابي، واستطاع تركي بن عبدالله، حفيد محمد آل سعود، أن يؤسس إمارة نجد التي تسمى بـ"الدولة السعودية الثانية"، وذلك بعد أن عاد حفيد أبن عبد الوهاب من المنفى وهو (عبد الرحمن بن حسن آل شيخ) ليدعو القبائل إلى العودة إلى "الإسلام الأصيل".
صورة من: picture-alliance/dpa
الدولة السعودية الثالثة
بعد سقوط الدولة السعودية الثانية على أيدي العثمانيين، بقي الفكر الوهابي يجذب الكثيرين في الجزيرة العربية، حتى قامت الدولة السعودية الثالثة بعد ضعف الخلافة العثمانية. وكان ذلك نتيجة تحالف مؤسس المملكة الثالثة عبدالعزيز آل سعود مع الوهابيين.
صورة من: Saudi National Museum
تراجع للوهابيين أمام النفط
كان الملك عبدالعزيز يسعى لإقامة دولة قائمة على تحالفات دولية، لكن الوهابيين عارضوا إحدى اتفاقياته مع شركة أمريكية للتنقيب على النفط لأنها –بحسب رأيهم- ستؤدي إلى دخول غير المسلمين فواجههم الملك عسكرياً في معركة السبلة في 29 آذار/مارس عام 1929 فهزمهم وسجن قائدهم.
صورة من: Getty Images/Evans/Three Lions
تأسيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
طاوع الملك عبدالعزيز الوهابيين حيث كان يخشى من قوتهم فأنشأ لهم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي تعرف أيضاً باسم "المطاوعة"، حيث نشطت في تبليغ الدعوة الوهابية بأكثر من عشرة آلاف مركز ومئات آلاف الموظفين.
صورة من: picture alliance/dpa7AP Photo
جهيمان العتيبي
اقتحم جهيمان العتيبي الذي كان عضواً سابقاً في الحرس السعودي المسجد الحرام مع أتباعه وحاول السيطرة عليه، وفقاً للرواية السعودية الرسمية، لكنه استسلم بعد مقتل بعض أتباعه وأعدم بعد ذلك. يعتبر البعض أن حركة التطرف في السعودية بدأت بعد حركة جهيمان، كالمحلل السياسي السعودي عبدالمجيد الجلّال.
صورة من: AFP/Getty Images
حرب الخليج الثانية
أدى قدوم القوات الأمريكية لتحرير الكويت عام 1990 لإعادة تشكيل التيار السلفي في السعودية بسبب السخط على قدوم "قوات احتلال" غير مسلمة لبلد مسلم، فانضم آلاف السعوديين للجماعات الإسلامية وتأثروا بها، وساهم السعوديون الذين كانوا يقاتلون في أفغانستان بتكوين نواة للجهاد السلفي في السعودية وفي المنطقة.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغيير الجيل الملكي
تعاقب أبناء الملك عبدالعزيز، مؤسس المملكة، على استلام الحكم منذ عام 1953 واحداً تلو الآخر. لكن الملك سلمان قام بعد توليه السلطة بتغيير هذه المتوالية مانحاً ولاية العهد للجيل الثاني من أبناء الملك عبدالعزيز، حيث استلمها الأمير محمد بن نايف، وبذلك فقد تم نقل ولاية العهد إلى الجيل التالي.
صورة من: Imago
"ثورة" الجيل الثالث
في حزيران 2017 حدث تغيير كبير في البيت السعودي بإعفاء ولي العهد الأمير محمد بن نايف من منصبه وتصعيد الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ليحل محله، وتعهد بن سلمان بقيادة مملكة معتدلة ومتحررة من الأفكار المتشددة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Saudi Press Agency
إصلاحات اقتصادية واعتقالات
وبموازاة الاصلاحات ضمن خطة "رؤية 2030" لتنويع الاقتصاد، يؤكد الامير محمد بن سلمان من خلال حملة اعتقالات أن القيادة الجديدة للمملكة لن تتسامح مع اي معارضة للمسار الحالي الذي تمضي به، حيث شهدت المملكة السعودية في أيلول/سبتمبر توقيف رجال دين بينهم الداعيان البارزان سلمان العودة وعوض القرني، من دون أن توضح أسباب اعتقالهم.
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
القيادة الإصلاحية تسمح للمرأة بالقيادة
نتيجة الإصلاحات التي برزت مع صعود الأمير محمد ابن سلمان، حصلت المرأة السعودية وبموجب أمر ملكي على حقها في قيادة السيارة بعد نضال دام 27 عاماً.