DW تتحقق من صحة ما قاله المرشحون لخلافة ميركل في مناظرتهم
١٣ سبتمبر ٢٠٢١
قبل أسبوعين من إجراء الانتخابات البرلمانية في ألمانيا، تبارى المرشحون الثلاثة لمنصب المستشار مرة أخرى على شاشة التلفزيون. ولم تكن كل تصريحاتهم أثناء ذلك صحيحة. DW تتحقق من صحة ما قاله لاشيت وشولتس وبيربوك في مناظرتهم.
إعلان
غسيل الأموال
خلال المناظرة الثلاثية بين المرشحين لخلافة ميركل وبعد طرح أسئلة تمهيدية حول شركاء تحالف محتملين، انتقلت الأسئلة مباشرة إلى الموضوع، الذي أدى إلى واحدة من أشرس السجالات بين مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس ومرشح حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي أرمين لاشيت، وتحديدا ما يتعلق بعملية المداهمة والتفتيش التي تعرضت لها هيئة حكومية هي "وحدة المخابرات المالية" (Finance Intelligence Unit) في كولونيا الأسبوع الماضي. فمن بين مهام وحدة المخابرات المالية، القيام بعمليات تقييم للحالات المشتبه فيها بغسيل الأموال وتمويل الإرهاب، لكن المداهمة تمت في إطار تحقيق حول احتمال تورط تلك الهيئة ذاتها في محاولات لعرقلة سير العدالة. وهذا ما أدى إلى تعرض شولتس، الذي استفاد سابقًا من أخطاء خصومه في الحملة الانتخابية، لضغوط بسبب مركزه كوزير للمالية الاتحادية، فوحدة المخابرات المالية هي في النهاية تابعة لوزارته.
في المناظرة الثلاثية قال شولتس: إن "التحقيق (...) لا علاقة له أبدا بأي وزارة من الوزارات".
تقصي الحقائق لدى DW: كلام شولتس مضلل
فقد أفاد المدعي العام في أوسنابروك بأن التحقيق يدور حول "ما إذا كان صحيحا وإلى أي مدى شاركت الإدارة والمسؤولون بالوزارات وكذلك الإدارات العليا في قرارات وحدة الاستخبارات المالية".
وبما أن التحقيق لا يزال جاريًا، فلا يمكن القول بكل وضوح، ما إذا كانت الوزارات متورطة أم لا. ورغم ذلك، من المهم التأكيد على أنه لا توجد تحقيقات مباشرة ضد شولتس نفسه.
ومع ذلك، واصل لاشيت هجومه على شولتس فقال:
"بقولك" نعم، هناك هيئة ما موجودة في كولونيا، فإنك تعطي الانطباع وكأنه لا علاقة لك بها. أنت لديك إشراف مهني على هذه الهيئة".
تقصي الحقائق لدى DW: كلام لاشيت خطأ
روبن ألكسندر، نائب رئيس تحرير صحيفة "فيلت"، أشار في البرنامج الحواري للمذيعة "آنه فيل" في نهاية المناظرة الثلاثية إلى أن شولتس لديه الإشراف القانوني فقط، وليس الإشراف المهني. وهذا يعني أن شولتس لا يمكنه توجيه الهيئة لفعل أي شيء.
وهي نفس الحجة التي قالها فولفغانغ شميت على موقع تويتر. فشميت نفسه يعمل في وزارة المالية الاتحادية ويعتبر من المقربين من شولتس، ومن المفترض أصلا أن يضمن شولتس الاستقلال (استقلال الهيئة) وعدم وجود تدخل (من أحد في عملها)، حسب شميت.
كما يشير الموقع الإلكتروني لوحدة الاستخبارات المالية لدى الجمارك إلى أن الهيئة "مستقلة مهنيا في المجالات الأساسية لنشاطها".
وأكدت مرشحة حزب الخضر أنالينا بيربوك على مدى الضرر الكبير الذي يلحق بألمانيا كل عام، فقالت:
"واحدة من أكبر المشاكل أيضا بخصوص ميزانية الدولة هي أن حوالي 50 مليار يورو تضيع سنويا من خلال الاحتيال الضريبي وغسيل الأموال والأنشطة الإجرامية".
تقصي الحقائق لدى DW: كلام بيربوك صحيح
في مقابلة مع "دويتشلاند فونك" في أبريل/ نيسان 2019، قدَّر توماس أيغنتالر، رئيس اتحاد نقابة الضرائب الألمانية، الخسائر السنوية للدولة من خلال التهرب الضريبي بمبلغ 50 مليار يورو، الذي ذكرته بربوك. ومن خلال حيل ضريبية قانونية؛ ولكن ربما تكون مشكوك فيها أخلاقيا، يمكن أن تكون الخسائر مضاعفة.
أمَّا الخبير الاقتصادي شتيفان باخ من المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية (DIW) فقد قدَّر مؤخرًا في لقاء مع القناة الأولى الألمانية "ARD" أن 50 مليار يورو يمكن أن تكون الحد الأدنى للخسائر بسبب ممارسات التهرب الضريبي المختلفة مثل العمل "الأسود" (سرا، بدون أوراق) أو الاحتيال في ضريبة المبيعات.
عبّر لاشيت عن نفسه هنا في سياق الكيفية التي يجب أن تتفاعل بها السياسة مع تغير المناخ والظواهر الجوية المتطرفة. لا يزال لحد ما من غير الواضح ما الذي ما يشير إليه لاشيت على وجه التحديد. فربما كان يشير إلى مؤتمرات المناخ العالمية الكبرى مثل مؤتمر كيوتو في التسعينات.
رغم ذلك فإن البشرية يعرفون منذ مدة طولية، وليس منذ 30 عامًا فقط، ما هي الآثار التي يمكن أن تحدثها زيادة متوسط درجة الحرارة في العالم على الأرض. وقد عُقد أول مؤتمر عالمي للمناخ في عام 1979، حيث ناقش العلماء والممارسون كيف يمكن أن تؤثر الزيادة في محتوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، التي يسببها البشر، على المناخ. وهذا ما يظهر في تقارير عديدة، من بينها تقرير عرضه هذا العام البرنامج الإخباري "تاغس شاو" (Tagesschau)، التابع للقناة الأولى الألمانية (ARD).
فيروس كورونا
قالت أنالينا بيربوك: "ماتزال الحكومة الاتحادية مستمرة في رفض إجراء اختبارات للكشف عن فيروس كورونا في أماكن العمل ... بينما نطلب من أطفالنا في المدارس اختبار أنفسهم مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، بينما مثل هذا الاختبار ينبغي ألا يحدث في العمل، وهذه ببساطة مسألة غير مفهومة بالنسبة لي".
تقصي الحقائق لدى DW: كلام بيربوك مضلل
صحيح أن العاملين في ألمانيا غير ملزمين بإجراء اختبار منتظم للكشف عن فيروس كورونا، إلا أنه منذ 20 أبريل/ نيسان يتعين على أرباب العمل أن يعرضوا على موظفيهم اختبار كورونا مرتين في الأسبوع، إما كاختبار ذاتي أو كاختبار سريع من قبل متخصصين. وهذا ما يسمى عرض اختبار واجب، ومع ذلك، فلا يتعين على الموظفين قبول هذا العرض. الأمر الإداري ذو الصلة بهذه المسألة تم تمديده مؤخرا حتى 24 نوفمبر/ تشرين الثاني.
مناظرات المرشحين للمستشارية.. تقليد يحسم الفوز أم عروض إعلامية؟
في أول مناظرة بينهم، يطرح المحافظ لاشيت نفسه كـ"وريث شرعي" لخلافة المستشارة ميركل، فيما يقدم الاشتراكي شولتس نفسه كـ"شبيه ميركل" واستمرارية لعملها، أما مرشحة الخضر الشابة بيربوك فتحاول إثبات وجودها في "سباق الكبار".
صورة من: Michael Kappeler/dpa Pool/dpa/picture alliance
مناظرة ثلاثية
تواجه المرشّحون الثلاثة لخلافة أنغيلا ميركل مساء الأحد (29 أغسطس/أب 2021) في أوّل مناظرة تلفزيونيّة بينهم ضمن ثلاث مناظرات تنظم قبل الانتخابات التشريعية. وجمعت المناظرة لأول مرة ثلاثة مرشحين بدلا من إثنين، وضمت كلاً من مرشّح حزب ميركل الاتحاد المسيحي المحافظ أرمين لاشيت، ومرشّح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس ومرشّحة حزب الخضر أنالينا بيربوك.
صورة من: SvenSimon/dpa/picture alliance
نقاش مفتوح على مدار ساعتين
احتدم النقاش المفتوح بين المرشحين، مع التركيز على الموضوعات المالية مثل الضرائب والمعاشات التقاعدية، بالإضافة إلى موضوع حماية البيئة والتحالفات المستقبلية المتوقعة بعد الانتخابات والسياسة الخارجية الألمانية بما فيها الوضع في أفغانستان.
صورة من: RTL/dpa/picture alliance
أرمين لاشيت .. الوريث الشرعي لميركل؟
سعى المرشح المحافظ أرمين لاشيت لإحياء حملته الانتخابية خلال مناظرة ساخنة مع منافسيه الرئيسيين بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تخلف حزبه عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي. لاشيت يطرح نفسه وريثا شرعيا للمستشارة ميركل، فعمد إلى تبديل مواقفه وارتكب هفوات بعثت شكوكا في مؤهلاته لإدارة الأزمات، سواء في ظل تفشي وباء كوفيد-19 أو خلال الفيضانات.
صورة من: RTL/dpa/picture alliance
ضحكة كلفته كثيرا!
باتت صدقية لاشيت (60 عاماً) في أدنى مستوياتها بعدما صُوّرَ ضاحكاً خلال مراسم أقيمت تكريما للمنكوبين جراء الفيضانات، وضبِط مرتكبا سرقة أدبية في كتاب أصدره. وشنّ لاشيت هجوماً خلال المناظرة، في محاولة منه لقلب نتيجة استطلاعات الرأي التي تتوقّع خسارته في الانتخابات التي تُجرى في 26 أيلول/ سبتمبر.
صورة من: Marius Becker/dpa/picture alliance
أنالينا بيربوك.. المرشحة الشابة
تبادل أرمين لاشيت الهجمات مع مرشحة حزب الخضر أنالينا بيربوك (40 عاما)، التي اتهمت الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي بعدم القيام بأي شيء يذكر للتصدي لتغير المناخ خاصة في ظل الفيضانات المدمرة التي شهدتها ألمانيا هذا الصيف.
صورة من: RTL/dpa/picture alliance
تراجع شعبية الخضر!
يمر دعاة حماية البيئة بحالة ركود منذ بداية الصيف بعيدا عن الحماسة وزيادة شعبيتهم عقب إعلان ترشيح أنالينا بيربوك في نيسان/أبريل. فالعديد من الأخطاء مثل تأييدهم زيادة سعر البنزين التي لا تحظى بشعبية في بلد تشغل فيه السيارة مكانة بارزة، أو فرض قيود على الرحلات الجوية الرخيصة، بالإضافة إلى اتهام بيربوك بـ"السرقة الأدبية"، أدى كل ذلك إلى تراجع شعبيتهم وفق استطلاعات الرأي الأخيرة.
صورة من: Bernd von Jutrczenka/dpa/picture alliance
أولاف شولتس .. شبيه ميركل؟
عزز أولاف شولتس (63 عاما) حظوظه في المناظرة مراهناً على كفاءته وخبرته، وهو وزير المالية ونائب المستشارة في الحكومة الائتلافية الحالية. في حين أن منافسيه لم يشغلا حتى الآن أي منصب في الحكومة الاتحادية. وما يدعم شولتس أنه لم يرتكب أخطاء خلال حملته الانتخابية حتى الآن، في حين أن خصميه ارتكبا الكثير من الأخطاء. ورأت مجلة دير شبيغل أن "أولاف شولتس بات يشبه ميركل".
صورة من: RTL/dpa/picture alliance
الاشتراكيون يتقدمون في استطلاعات الرأي
كشف استطلاع جديد للرأي نشرته صحيفة "بيلد" يوم الأحد قبيل المناظرة، أن الحزب الاشتراكي الديموقراطي تمكن من تعزيز تقدمه حاصدا 24 بالمائة من نوايا التصويت، مقابل 21 بالمائة فقط للمحافظين، بعدما كانوا يحظون بنسبة 34 بالمائة قبل ستة أشهر. وتخطى الاشتراكيون الديموقراطيون المحافظين لأول مرة منذ 15 عاما. أما الخضر، فلا تتخطى نسبة التأييد لهم 17 بالمائة.
صورة من: Carsten Koall/dpa/picture alliance
شولتس يفوز في المناظرة
أظهر استطلاع أجراه مركز معهد فورزا لاستطلاعات الرأي مباشرة بعد المناظرة، أن أولاف شولتس خرج منها فائزا على منافسيه لاشيت وبيربوك. وأظهر الاستطلاع المبكر أن 36 في المائة من الناخبين الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن شولتس فاز متقدما على مرشحة حزب الخضر أنالينا بربوك التي حصلت على 30 في المائة وعلى أرمين لاشيت الذي حصل على 25 في المائة.
صورة من: Bernd von Jutrczenka/dpa/picture alliance
ميركل تدعم رئيس حزبها وتبتعد عن السياسة
أبدت المستشارة ميركل دعماً قوياً لرئيس حزبها لاشيت وأعربت عن "قناعة تامة" في ترشحه لخلافتها على رأس المستشارية. وأثنت ميركل على الصفات الإنسانية للاشيت، ودافعت عن قرارها النأي بنفسها عن الحملة الانتخابية، وقالت إنّ المسؤولين السياسيين "الذين يضعون حداً لعملهم السياسي، ينبغي عليهم تجنب" التدخل في الحملات.
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
نهاية حقبة ميركل
تشهد ألمانيا انتخابات في 26 سبتمبر/أيلول ولينتهي عهد المستشارة ميركل بعد 16 عاما في المنصب وأربعة انتصارات متتالية في الانتخابات العامة. وأدى رحيل ميركل الوشيك إلى إضعاف الدعم لتحالفها المحافظ. ولو ترشيحت ميركل (67 عاما) لولاية خامسة، يعتقد المراقبون أنها كانت ستنجح حيث ما زالت شعبيتها كبيرة جدا وتحظى بتقدير وتأييد قوي لدى الناخبين.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
مناظرات كبرى بين المرشحين الأوفر حظاً
المناظرات التلفزيونية بين المرشحين لمنصب المستشار حديثة العهد في ألمانيا. وبدأت عام 2002 مع مشرح الاشتراكيين المستشار السابق غيرهارد شرودر ومنافسه مرشح المحافظين ورئيس وزراء ولاية بافاريا آنذاك إدموند شتويبر ضمن برنامج "ريبرو أ ر د" التلفزيوني.
صورة من: ARD/ZDF/dpa/picture-alliance
الخلاف السياسي لا يفسد في الود قضية
لكن يبدو أن هذه المناظرة التي حسمت الانتخابات لصالح شرودر لم تفسد في الود قضية، فبعد أن أنهيا المشوار السياسي بات الاثنان يلتقيان عائليا خلال المناسبات، ومنها حفل افتتاح مهرجان ريتشارد فاغنر الموسيقي عام 2019.
صورة من: Lueders/AAPimages/picture alliance
تقليد مستمر في مختلف الانتخابات
وأصبحت المناظرات بين المرشحين تقليدا في الانتخابات العامة وفي الانتخابات المحلية في ألمانيا، ويتابعه الملايين من الناخبين. في الصورة المناظرة الكبرى بين المستشار شرودر ومنافسته أنغيلا ميركل عام 2005، والتي فازت لاحقا بمنصب المستشار.
صورة من: picture-alliance/dpa
التركيز على المواضيع السياسية
على عكس الولايات المتحدة، لا يتم النظر إلى المناظرات الكبرى في ألمانيا كـ"عرض كبير" للمرشحين، حيث يتم التركيز على المواضيع السياسية الداخلية وليس على شخصية المرشح أو أموره العائلية. في الصورة المناظرة الكبرى التي جمعت المستشارة ميركل ومنافسها مرشح الاشتراكيين فرانك فالتر شتاينماير عام 2009.