بعد هزيمة المنتخب الألماني في دوري الأمم أمام فرنسا، وقبل كأس العالم 2026 يسلط مدرب المنتخب، المصاب إلى حد ما بالإحباط، الضوء على مشكلات بنيوية في الفريق. فإلى أين وضع وصل "منتخب الماكينات" الذي كان يضرب به المثل؟
ألكسندر بافلوفيتش وليون غوريتتسكا يشيران إلى حالة من عدم اليقين: ماذا علينا أن نفعل؟صورة من: Moritz Mueller/IMAGO
إعلان
خرج اللاعبون من ملعب شتوتغارت بخيبة أمل ورأس منحنية. فبعد الهزيمة أمام فرنسا في دوري الأمم، أصيب جميع لاعبي المنتخب الوطني بخيبة أمل.
وعلى الرغم من أن المنتخب الألماني قدم أداءً أفضل بكثير أمام فرنسا مقارنة بمباراة كريستيانو رونالدو والبرتغال، إلا أنه أنهى المربع الذهبي بهزيمتين.
"لقد شاهدنا فريقا مختلفا تماما بشجاعة أكبر بكثير من مباراة البرتغال، لكن الاستفادة من الفرص هي أيضا جزء من كرة القدم"، كما قال المدرب الوطني يوليان ناغلسمان في إشارة إلى الفرص الكبيرة التي أهدرها فريقه. "نحن نعلم أننا لا نزال في بعض الأحيان أقل شأناً من المنتخبات الكبرى من حيث جودة اللاعبين الفردية. أنا أيضا أعتبر فرنسا من بينهم. ومع ذلك فقد كنا الفريق الأفضل في العديد من اللحظات اليوم حتى قبل خط النهاية".
أظهر فريق الاتحاد الألماني لكرة القدم تحسنا كبيرا أمام فرنسا، لكنه اضطر إلى قبول الهزيمة في النهايةصورة من: Cathrin Müller/picture alliance
نقص في اللاعبين و 8 سنوات من الإهمال
كشفت المباراتان أن المنتخب الألماني الذي يعاني من نقص في اللاعبين البدلاء لا يزال على بعد خطوة كبيرة من الأفضل في العالم قبل عام واحد من كأس العالم في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك (11 يونيو إلى 19 يوليو 2026). لم يتمكن ناغلسمان من تعويض غياب اللاعبين الأساسيين أنطونيو روديغر وجمال موسيالا وكاي هافرتز.
أصبحت الأمور ضعيفة في خط الهجوم. هناك أيضا نقص في المستوى الدولي في بعض المراكز. كما كان الحال قبل بضع سنوات، أثبت الجانب الأيسر من الدفاع والخط الأمامي أنهما يمثلان مشكلة في بعض المراكز، فاللاعبون السريعون في خط الدفاع نادرون بشكل عام.
وقال ناغلسمان: "فيما يتعلق بعرض المنتخب علينا أن نقول وداعا لوهم أنه يمكننا ترتيب الأمر في عام واحد"، وذلك قبل كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، "لا يمكننا تعويض ثماني سنوات من الإهمال في عامين".
المدرب الوطني يوليان ناغلسمان في خدمة الاتحاد الألماني لكرة القدم منذ خريف 2023صورة من: Scott Coleman/LiveMedia-IPA/ZUMA Press Wire/IMAGO
ألمانيا متأخرة في تطوير الشباب
المشكلة التي تحدث عنها ناغلسمان ليست جديدة. كرة القدم الألمانية تفتقر إلى اللاعبين الشباب الموهوبين منذ سنوات. فحسب دراسة طويلة الأمد أجريت بتكليف من الاتحاد الألماني لكرة القدم ورابطة الدوري الألماني لكرة القدم تم إهمال تدريب المواهب الشابة لسنوات.
"لقد تمكنا من إظهار أننا متأخرون بشكل واضح في ألمانيا. لم يكن أي نادي ألماني ضمن أفضل 10 أندية ألمانية من بين أفضل خمس دول بالإضافة إلى البرتغال من حيث إنتاج أفضل اللاعبين"، كما أوضح ألكسندر نوري، المدرب السابق في الدوري الألمانيلكرة القدم، الذي شارك في الدراسة في مقابلة مع موقع Transfermarkt.de على الإنترنت.
الافتقار للمواهب الشابة
يقول نوري: "هناك العديد من اللاعبين الشباب الذين أظهروا موهبتهم في الخارج و"صنعوا قيمة كبيرة" من خلال التطور الجيد للشباب. في إسبانيا يُلهم اللاعبان المهاجمان نيكو ويليامز وبيدري البالغان من العمر 22 عاما الخبراء في هذا المجال وكذلك موهبة لاعب القرن لامين يامال الذي فاز بالعديد من الألقاب وهو في سن 17 عاما.
كما يوجد لاعبون شباب مثل نونو مينديز (22 عاما) وفرانسيسكو كونسيساو (22 عاما) وفيتينا البالغ من العمر 25 عاما من بين أفضل اللاعبين في المنتخب البرتغالي. والصورة مماثلة بالنسبة للفرنسيين: مايكل أوليس لاعب نادي بايرن ميونيخ (22 عاما) أو ديزيريه دوي (20 عاما) لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، مسجل هدفين في نهائي دوري أبطال أوروبا.
إعلان
الصراع من أجل البقاء بدلا من تطوير المواهب
جميع اللاعبين المذكورين استفادوا من نظام شبابي فعّال وأسسوا لاعبين من الطراز العالمي مثل كيليان مبابي ورافائيل لياو وبرونو فرنانديز في أنديتهم ومنتخباتهم الوطنية. في فريق ناغلسمان فإن معظم اللاعبين الأساسيين يقتربون من سن الثلاثين. ويُستثنى من ذلك جمال موسيالا وفلوريان فيرتز كلاهما يبلغ من العمر 22 عاما.
وقال نوري: "في ألمانيا على سبيل المثال حيث تم إلغاء فرق تحت 23 سنة في كثير من الأحيان لأسباب تتعلق بالتكاليف، لم يكن لدى العديد من الأندية استراتيجية إعارة جيدة". وأكد الخبير أيضا على أهمية أن يتم تعريف اللاعبين الشباب بكرة القدم للرجال في سن مبكرة.
ولكن في ألمانيا يعتبر دوري الدرجة الثالثة "صراعاً من أجل البقاء والوجود" بالنسبة للعديد من الأندية. وقال نوري: "من الصعب منح اللاعبين الموهوبين وقتا للعب تحت هذا الضغط". "إن نقل المواهب من مرحلة الشباب إلى مرحلة الناشئين هي مرحلة مهمة للغاية".
جمال موسيالا (على اليمين) وفلوريان فيرتز (الثاني من اليسار) هما النجمان الألمانيان الشابانصورة من: Ulrich Hufnagel/dpa/picture alliance
ناغلسمان: "الإحساس بوجود شيء مميز في الفريق"
على الرغم من قلة الاختيارات واتساع التشكيلة إلا أن تشكيلة المنتخب الألماني أظهرت مرارا أنها قادرة على مجاراة المنتخبات الكبيرة. وقال قائد الفريق يوشوا كيميتش: "ما يجب أن يكون دائما صحيحا بنسبة 100 في المائة هو استعدادنا وسلوكنا وعقليتنا".. إذا كان ذلك صحيحا فيمكننا مجاراة أي منتخب".
وعلى الرغم من الانتكاسات الحالية إلا أن المنتخب الوطني تطور أكثر تحت قيادة ناغلسمان وقام ببناء قاعدة أساسية. "أشعر بوجود شيء مميز في الفريق. لا يزال هناك الكثير من الإمكانات الكامنة. نريد أن نخرج ذلك"، كما قال ناغلسمان.
"الإيقاع والتدريب على المباريات هما مفتاح امتلاكنا لفريق جيد. في معظم الأحيان لن نتمكن من اصطحاب لاعبين إلى كأس العالم إلا إذا كان لديهم هذا الأمر"، هكذا يقول الرجل البالغ من العمر 37 عما. إنه يعلم أنه للتغلب على المنتخبات الكبيرة، يجب أن يسير كل شيء بشكل صحيح.
أعده للعربية: م.أ.م
تحرير: ع.ج.م
نسر على الصدر.. كيف تغيّر قميص المنتخب الألماني عبر التاريخ؟
أعلن المنتخب الألماني عن قمصان "المانشافت" خلال نهائيات كأس أوروبا التي ستنظم في ألمانيا الصيف القادم. DW تأخذكم في رحلة عبر التاريخ، تتعلق بالقمصان التي ارتداها اللاعبون الألمان في تاريخ المونديال وكأس أوروبا.
صورة من: picture alliance / dpa
تغيير كبير في الزي البديل
يظهر القميص الأساسي لألمانيا في يورو 2024 تقليديًا جدًا باللون الأبيض بشكل رئيسي مع لمسة من الأسود والذهبي والأحمر على الأكمام. أما الزي البديل باللونين الوردي والأرجواني فيشكل تغييرا كاملًا عن الأخضر الداكن الذي كانت تستخدمه ألمانيا عادة. وقال الاتحاد الألماني لكرة القدم في بيان إن الألوان الجديدة "تهدف إلى تمثيل جيل جديد من مشجعي كرة القدم الألمان وإظهار تنوع البلاد".
صورة من: Daniel Karmann/dpa/picture alliance
قميص بذكريات سيئة
شكّل كأس العالم 2022 في قطر كارثة كروية للمنتخب كما حدث قبل أربع سنوات في روسيا. تصميم القميص، بشريطه الأسود العريض في الوسط، استوحي من القميص الألماني الأصلي من عام 1908. كما كانت هذه هي المرة الأولى التي يرتدي فيها الرجال والنساء القميص ذاته. ارتدت نساء ألمانيا هذه القمصان في كأس العالم غير في أستراليا/نيوزلندا عام 2023، وهي المشاركة التي كانت كارثية بدورها.
صورة من: Marcio Machado/MIS/IMAGO
ذكرى أخرى كارثية: مونديال روسيا
يفضل الكثير من الألمان نسيان هذا القميص، فقد كان هو الذي ارتداه اللاعبون خلال محاولتهم الفاشلة للدفاع عن لقبهم في كأس العالم في روسيا في عام 2018. كان توني كروس ومسعود أوزيل وماتس هوملز ولاعبون آخرون كتوماس مولر ومانويل نوير، جزءًا من فريق خيب آمال الأمة بأكملها. كما أنها كانت ستكون آخر بطولة لأوزيل قبل أن ينهي مسيرته مع الفريق الوطني، في قصة أثارت الكثير من الجدل.
صورة من: picture-alliance/dpa/adidas
قميص فائز بلقب المونديال
كان قميص عام 2014 مستوحى من القميص الذي ارتدته ألمانيا عام 1990 في إيطاليا، وكلا القميصين كانا فأل خير على المانشافت الذي توج باللقبين. يبدو أن الدرجات الثلاث من اللون الأحمر كانت تعني تمثيل الألوان الأسود والأحمر والذهبي لعلم ألمانيا. ولكن بدلا من السراويل السوداء، اختارت ألمانيا اللون الأبيض. سيظل ماريو غوتسه حاضرا في قلوب مشجعي ألمانيا، لهدفه في الوقت الإضافي من المباراة النهائية ضد الأرجنتين.
صورة من: Reuters
قميص يذكر بكرة قدم جميلة
يُذكر كأس العالم 2006 في ألمانيا في البلد المضيف باسم "الحكاية الخرافية للصيف". بوجود مايكل بالاك في وسط الميدان، لعبت ألمانيا كرة قدم أكثر جاذبية مما كانت عليه في السنوات السابقة. لكن إيطاليا كانت نقمة ألمانيا، حيث أطاحت بهم بتسجيل هدفين متأخرين في الوقت الإضافي من نصف النهائي. أما بالنسبة للقميص، فقد كان بالأبيض، باستثناء خطوط صغيرة من الذهبي والأحمر.
صورة من: picture-alliance/dpa/M.Egerton
الحكاية تنتهي مبكرا عام 1998
بينما احتفظ بالقميص الأساسي، أي الأبيض التقليدي، كان للقميص الذي ارتداه يورغن كلينسمان ورفاقه في فرنسا في عام 1998، إضافات جديدة، وهي خطوط أفقية بالأسود والأحمر والذهبي، ورمز علم ألمانيا عبر الصدر. وعنصر جديد آخر كان هو النجوم الثلاثة، فوق النسر، تيمنًا بألقاب كأس العالم الثلاثة لألمانيا. لكن لم تنته الأمور جيدًا لألمانيا في تلك النسخة، حيث خسروا أمام كرواتيا في الدور ربع النهائي.
صورة من: picture-alliance/dpa/O.Berg
قميص آخر بطولة لليورو
هدف أوليفر بيرهوف الذهبي ضد جمهورية التشيك ختم لقب اليورو 96 لألمانيا في ويمبلي. القميص الذي ارتدته ألمانيا عندما "عادت كرة القدم إلى الوطن" إلى إنجلترا اختلف عن السابقين لأنه تميز بوجود نسر أبيض على شعار أسود. كان آخر لقب تحققه ألمانيا في كأس أوروبا للأمم، وهو لقبها الثالث.
صورة من: picture-alliance/dpa/AFP
قميص إعادة التوحيد
بدأت ألمانيا الغربية ارتداء هذا القميص في بطولة أوروبا عام 1988، والتي استضافتها البلاد المقسمة آنذاك. وبعد عامين، كانت ألمانيا الغربية والشرقية على بعد أشهر من أن تعودا إلى بلد واحد إثر إعادة التوحيد. شارك لاعبون من الجانبين في الفريق الوطني الذي فاز بكأس العالم 1990 في إيطاليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Leonhardt
الأخضر في نهائي 1986
عادةً ما كان منتخب ألمانيا الغربية وبعدها ألمانيا الموحدة يرتدي اللون الأخضر كزي بديل. وصل القائد كارل-هاينتس رومينيغه وزملاؤه إلى النهائي ضد الأرجنتين في استاد أزتيكا في مدينة مكسيكو عام 1986. سجل رومينيغه هدفًا، لكن الفريق الأرجنتيني الذي قاده دييغو مارادونا كان في أوج قوته. فازت الأرجنتين 3-2 لترفع كأس العالم للمرة الثانية.
صورة من: Getty Images/Bongarts
قميص بطولة 1974
في السبعينات، كانت قمصان ألمانيا الغربية تقريبا بالكامل بيضاء. إحدى السمات المميزة للقميص الذي ارتداه غيرد مولر وفولفغانغ أوفيراث كان وجود نسر أكبر بعض الشيء من ذلك على الأطقم الأحدث. يُذكر هذا القميص الكلاسيكي بشكل لطيف بحقيقة أن مولر وباقي اللاعبين حققوا اللقب في عام 1974 في ميونيخ الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Baumann
أول تتويج ألماني بالمونديال
كانت القمصان التي ارتداها القائد فريتس فالتر وهورست إيكيل وباقي فريق ألمانيا الغربية في عام 1954 مشابهة جدًا لتلك التي ارتدوها في الفوز الثاني بكأس العالم بعد 20 عامًا. قلبت ألمانيا الغربية توقعات المجر الساحرة بقيادة الأسطوري فيرينتس بوشكاش في نهائي كأس العالم بنتيجة 3-2. لُعبت المباراة على أرضية مبللة بالمياه في العاصمة السويسرية. أصبحت هذه المباراة تُعرف في ألمانيا بـ"معجزة برن".