في أولى منافسات الدور نصف النهائي لكأس القارات 2009 حقق المنتخب الأمريكي لكرة القدم مفاجأة من العيار الثقيل بإطاحته ببطل أوروبا المنتخب الإسباني من البطولة إثر فوزه عليه بهدفين نظيفين. وبذلك واصل المنتخب الأميركي سلسلة مفاجآته بإقصاء بطل أوروبا بعد أن كان تأهل إلى نصف النهائي على حساب بطل إفريقيا المنتخب المصري وبطلة العالم إيطاليا. المباراة االتي أُقيمت على ملعب "فري ستيت" في مدينة بلومفونتين بدأت بسيطرة واضحة للمنتخب الإسباني الذي حاول منذ الدقيقة الأولى فرض سيطرته على مجريات اللعب، لكن جميع محاولاته المبكرة للتسجيل باءت بالفشل. وكاد المنتخب الأميركي أن يفتتح التسجيل في الدقيقة الـ 5 من هجمة مرتدة، لكن حارس مرمى المنتخب الاسباني إيكر كاسياس نجح في إنقاذ مرماه. وبعد دقيقتين سدد تشارلي ديفز كرة خلفية جميلة بعد تلقيه تمريرة عرضية، لكن كرته مرت إلى جانب القائم.

ورد أبطال أوروبا بهجمة خطيرة اختتمها سيسك فابريغاس في الدقيقة الـ 10 بتسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء، لكن الكرة علت عارضة المرمى الأمريكي. وبعد دقيقتين أهدر نجم فريق ليفربول فرناندو توريس فُرصة ذهبية أخرى لإسبانيا بعد أن سدد كرة من مسافة قريبة مرت إلى جانب القائم الأيمن للمرمى الأمريكي. وتواصلت الهجمات الإسبانية دون انقطاع، لكن الدفاع الأمريكي المنيع شكّل عقبة كبيرة أمامها ليحول بذلك دون أن ينجح أي من نجوم المنتخب الإسباني في هزّ شباك مرماه.

ألتيدور يحرز الهدف الأول بمجهود فردي رائع

وعلى عكس مجريات اللعب تقدّم الأميركيون في الدقيقة 27 عبر المهاجم ألتيدور الذي هيأ كرة لنفسه قبل أن يُسددها بقوة لترتطم بيد الحارس الإسباني كاسياس وتسكن شباكه. وبعدها كثف الإسبان ضغطهم على مرمى الخصم سعياً منهم لإدراك التعادل وكاد نجم فريق فالنسيا دافيد فيا أن يُسجل في الدقيقة 32، لكن الكرة التي سجلها من منطقة الجزاء بقوة علت العارضة الأمريكية. ولم يتوقف المنتخب الإسباني عن شن هجماته، لكن الدفاع الأمريكي نجح في إنقاذ مرماه من عدة محاولات إسبانية خطيرة في الشوط الأول الذي انتهى بتقدم الأميركييين بهدف لصفر. وبعد الاستراحة واصل الإسبان هجماتهم منذ الدقيقة الأولى.

وتواصل مسلسل إهدار الفرص عير دافيد فيا الذي سدد كرة قوية تصدى لها حارس المرمى الأمريكي هاواراد بنجاح، وتشابي ألونسو الذي سدد كرة قوية بعد ذلك بقليل مرت فوق العارضة. ويبدو أن الحظ كان في تلك المباراة حليفاً للمنتخب الأمريكي، إذ لم تُسفر أي من الهجمات الخطيرة لبطل أوروبا عن شيء والكرة لم تعرف طريقها قط إلى المرمى الإسباني، على الرغم من كثرة الفرص التي كان بعضها محققا. ويعود ذلك أيضاً إلى الأداء الدفاعي القوي لبطل الكونكاكاف الذي استبسل في الدفاع عن مرماه وصمد أمام الهجمات الإسبانية الخطيرة معتمداً على الهجمات المرتدة.

صدمة كبيرة للمنتخب الإسباني

وعلى عكس مجريات اللعب فاجأ الأميركيون بطل أوروبا بهدف ثان أحرزه ديمبسي في الدقيقة 74 بعد أن مرر دونافان كرة عرضية ارتطمت بقدمي الإسبانيين بيكي وراموس قبل أن تتهيأ له ويودعها شباك مرمى حارس المنتخب الإسباني كاسياس ليقلب بذلك مجريات اللعب رأساً على عقب. وبذلك ازدادت مهمة الإسبان صعوبة، إذ كان يتعين عليهم إحراز هدفين خلال 15 دقيقة لضمان تمديد المباراة شوطين إضافيين على الأقل. وفي الدقائق الأخيرة من المباراة التي شهدت طرد الأمريكي بوب برادلي في الدقيقة 84 بسبب الخشونة رمى الإسبان بكل ثقلهم إلى الأمام، لكن جميع حاولاتهم لم تُسفر عن شيء لتنتهي المباراة بفوز مفاجئ للمنتخب الأميركي بهدفين دون مقابل.

وجاءت الهزيمة بمثابة صدمة كبيرة للإسبان الذين سيطروا على معظم مجريات اللعب وأهدروا فُرصاً كثيرة، خاصة في الشوط الثاني، كانت كفيلة بتحقيق فوز كبير. لكن كرة القدم عودتنا دائماً على أنه ليست هناك ثوابت في عالم كرة القدم وأنه من الممكن جداً أن يفوز فريق مغمور في إحدى البطولات الكروية الدولية على فريق يُعد من أبرز الفرق المرشحة للظفر باللقب. وسيكون الأميركيون في المباراة النهائية يوم الأحد القادم على موعد مع الفائز في نصف النهائي الثاني االذي يجمع حامل اللقب المنتخب الرازيلي ومنتخب جنوب إفريقيا المضيف.

الكاتب: علاء الدين موسى البوريني

تحرير: عماد م. غانم