يقول كان غول، الألماني من أصل تركي، والبالغ من العمر الآن ستة عشر عاما، بأنه متلهف جدا لمشاهدة هذه المباراة. وتحدث غول لدويتشه فيله بثقة تامة في النفس وقال إنه عندما تبدأ هذه المباراة على الملعب الأوليمبي في برلين، فليس بإمكان لاعبي المنتخب الألماني أن يعتمدوا على أنهم يلعبون على أرضهم.

ويشهد الملعب الأوليمبي في برلين مساء غد الجمعة (8 اكتوبر/ تشرين الأول 2010) مباراة بين المنتخب الألماني وضيفه المنتخب التركي في إطار التصفيات المؤهلة لنهائيات بطولة كأس الأمم الأوروبية 2012 .

أتراك برلين يتمنون فوز المنتخب التركي

ويقول غول "أعتقد أن هذه المباراة تتيح فرصة فريدة من نوعها للأتراك المقيمين في برلين لمشاهدة لاعبي المنتخب التركي شخصيا. كما أظن أنهم لن يضيعوا هذه الفرصة، إذ أعتقد أن الكثيرين من الأتراك أو من الألمان ذوي الأصل التركي قد اشتروا تذاكر مشاهدة هذه المباراة. ولهذا فإني أعتقد أن المنتخب التركي سيخوض المباراة وكأنه يلعب على أرضه". وتابع كان يقول بأنه لن يذهب إلى الاستاد الأوليمبي، وسيشاهد المباراة مع زمرة من أقرانه عبر شاشة التليفزيون في أحد المقاهي في منطقة سكنه في برلين.

ويمارس كان غول رياضة كرة القدم في صفوف الفريق الثاني للناشئين في نادي تركييمسبور، أحد النوادي التركية في برلين. ويقوم الشاب الألماني من أصل تركي، يونس دورماز، بحراسة مرمى هذا الفريق، وقال بأنه سيذهب إلى الملعب الأوليمبي في برلين برفقة بعض أقرانه لمشاهدة المباراة بين ألمانيا وتركيا، إذ يعتبر أنها مباراة متميزة. ويوضح يونس ذلك بقوله "إنها مباراة بين حبي الكبير الأول، وحبي الكبير الثاني، فحبي الكبير الأول هو تركيا، لأنها بلدي الأصلي، وحبي الكبير الثاني هو ألمانيا لأني نشأت فيها ، وفيها أصدقائي ومسكني".

مباراة بأجواء ودية متميزة

وأضاف يونس أنه لهذا يتمنى أولا أن تكون أجواء المباراة ودية ، وألا تشهد أحداثا سيئة، كما يتمنى أن تفوز تركيا، ولكن لن يضايقه فوز المنتخب الألماني. ويشارك يونس في هذا الأمل حوالي مائتي ألف تركي، أو ألماني من أصل تركي يقيمون في برلين. وهم يتمنون أن تسود في برلين أثناء وبعد المباراة نفس الأجواء الودية التي سادتها بعد مباراة المنتخبين في دور نصف النهائي لبطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2008 ، رغم فوز المنتخب الألماني آنذاك بنتيجة 3 / 2 .

وكذلك رغم أن الكثيرين من الأتراك والألمان من أصل تركي كانوا يسيرون في شوارع برلين مشجعين للمنتخب التركي وحاملين علم تركيا. وحول ذلك قال يونس دورماز "أعتقد أنه ربما ستقع بعض النزاعات البسيطة والناتجة عن الانفعالات العاطفية، التي بدونها ستكون الأجواء مملة. وعندما تحفل المباراة بانفعالات اللاعبين العاطفية فمن المعتاد أن تكون هناك بعض النزاعات. ولكني آمل ألا يؤدي ذلك إلى إصابة أحد، وأن تبقى هذه المنازعات في نطاق المجادلات الكلامية".

تنافس بين لاعبي البونديسليغا الأتراك

وقد أصبح معتادا أن يشارك في منافسات الدوري الألماني لاعبون أتراك أو من أصل تركي، شبانا ومحترفين؛ على سبيل لاعب الوسط في فريق بوروسيا دورتموند، نوري شاهين، ولاعب الوسط في فريق بايرن ميونيخ، حميد ألتينتوب، ولاعب الوسط المهاجم، مسعود أوزيل، الذي كان يلعب في صفوف فريق فيردر بريمن، وانتقل في بداية الموسم الحالي إلى نادي ريال مدريد الإسباني. وسيشارك كل من شاهين وألتينتوب مع المنتخب التركي، بينما سشارك أوزيل مع المنتخب الألماني، فقد قرر منذ مدة أن يلعب في صفوف المنتخب الألماني.

وحول ذلك قال يوسف كوفا، وهو شاب ألماني من أصل تركي، وأحد لاعبي الفريق الثاني للشباب في نادي تركييمسبور "قرار مسعود أوزيل بالانضمام إلى صفوف المنتخب الألماني قرار صائب. ولكنني من ناحية أخرى أرى أنه ينبغي على كل لاعب من أصل تركي أن يلعب في صفوف منتخب بلده الأصلي، فهذا هو الطبيعي. وبالنسبة لي فإني سألعب في صفوف المنتخب الألماني إذا لم أتلق دعوة من تركيا للانضمام إلى المنتخب التركي". وأضاف يوسف أنه سيشجع المنتخب التركي بحماس في مباراته مساء الجمعة أمام المنتخب الألماني، وأنه مقتنع بأن المنتخب التركي سيفوز في هذه المباراة، موضحا أن اللاعبين الأتراك يتفوقون في اللعب الكفاحي.

ماتياس بولينغير / محمد الحشاش

مراجعة: منصف السليمي